يستند الفيلم الألماني الكوميدي"أنظر من عاد" إخراج ديفيد فنيندت الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان بعد غد الثلاثاء إلى رواية ساخرة صعدت إلى قائمة الكتب الأكثر رواجا في ألمانيا.

وتدور أحداث الفيلم حول عودة الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في القرن الحادي والعشرين من مقره السابق في برلين بعد أن يكون قد فقد ذاكرته ونسي كل ما حدث بعد العام 1945، وينظر إلى الأوضاع الراهنة من وجهة نظر نازية ويعتقد كل من يقابله أنه ممثل يقوم بدور هتلر وليس هتلر الحقيقي.

وعندما يطّلع هتلر على الصحف الألمانية يكتشف مبادئ جديدة تسود ألمانيا وتختلف كليا عن المبادئ النازية التي رعاها، حيث يظهر في برنامج تلفزيوني تم تصويره في مناطق ألمانية مختلفة وهو يتحدث مع الناس وينتقد الأوضاع والأحزاب السياسية في ألمانيا، معبرا عن خيبة أمله بالأوضاع السياسية الألمانية وينتقد الحزب الحاكم والأحزاب والتكتلات السياسية الأخرى، ولكنه يعرب عن تأييده لحزب الخضر.

ومن أحداث قصة الفيلم أن هتلر يتعرض للضرب من قبل اثنين من النازيين الجدد اللذين يعتقدان بشكل مغلوط أنه ينتحل شخصية هتلر.

ويقدّم المخرج في الفيلم عملا سينمائيا يجمع بين السخرية والكوميديا السوداء والرسالة الجادة، مع التركيز على شخصية هتلر وردود الفعل تجاهه من العناصر الألمانية المختلفة، ويحوّل الفيلم شخصية هتلر الصعبة إلى شخصية هزلية.

ومن الموضوعات التي يبرزها الفيلم تعامل الألمان المتباين تجاه موجات المهاجرين وتعاطف بعض الألمان مع هتلر كرد فعل لعدم ترحيبهم بالمهاجرين، وذلك رغم وجود الكثيرين من الألمان الذي يساعدون المهاجرين.

كما ويتميز الفيلم بقوة الإخراج وتطوير الشخصيات والتصوير الوثائقي في كثير من المشاهد، بما في ذلك العديد من المشاهد المرتجلة للممثل الذي برع في تجسيد شخصية هتلر خارج إطار نص سيناريو الفيلم.