الجديدة - المغرب اليوم
بعد صراع مرير مع الموت، ومعاناة دامت أزيد من 10 أيام، أسلم الشاب، ضحية التسمم الغذائي بالجديدة، مساء اليوم (الجمعة)، الروح لباريها، داخل قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة.وكان وكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، أمر بإيداع المشتبه به رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، في انتظار تطورات الحالة الصحية للضحية، بغاية اعتماد التكييف القانوني المناسب، ومن ثمة، تحريك الدعوى العمومية، وفق فصول المتابعة الجنائية، التي تقتضيها النازلة. وكانت “هبة بريس” انفردت بنشر خبر النازلة في حينه الضحية في عقده الثالث، كان بمتهن قيد حياته “مناسباتيا”، بيع الكتب المستعملة، التي كان يعرضها على غرار عادته، مع ظرفية انطلاقة الموسم الدراسي الجاري، فوق رصيف شارع شعبي في عاصمة دكالة. ما يعني أنه كان يحتل الملك العمومي. الشيء الذي جعل مالك منزل لصيق ب”الطرطوار”، يدخل في خصام معه. وكان صاحب العقار الستيني، يتظاهر بسلوكات ومشاعر، عكس ما يخفيه قلبه الأسود، من حقد وعداء دفينين، كانا ينتظران فقط لحظة الانفجار، وترجمتهما إلى أفعال إجرامية. وقد كان يدعو البائع الشاب، بين الفينة والأخرى، إلى تقاسم طعامه وشرابه، عربونا منه على علاقة حسن الجوار، والصداقة التي تربطهما. ولما أيقن من كون أمر تسممه، لم يعد عصيا، ناوله، بحضور مساعده (مساعد البائع) كأس شاي بمفرده، وطلب منه احتساءه بسرعة، حتى يتسنى له استعمال الكأس الزجاجي، لتذوق براد الشاي، الذي ادعى أنه أحضره، وظل يحتفظ به في مطبخ المنزل. وما أن شرب الشاب الجرعة تلو الجرعة، حتى أحس بمذاق غريب، لم يعتده لسانه. فاستفسر جاره عن السر. فما كان من الأخير إلا أن برر ذلك بكونه هيأ براد الشاي بطريقة خاصة، نظرا لكونه مصابا بداء السكري.وبعد مرور حوالي 10 دقائق، عن احتسائه 4 جرعات من كوب الشاي، أحس الشاب بآلام حادة، تقطع معدته وأمعاءه. وشرع من ثمة في تقيؤ الدم. وسارع زملاؤه بحمله في حالة صحية حرجة، سيما بعد أن دخل في حالة غيبوبة متقدمة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، حيث كان الطبيب يعتزم إخضاعه لعملية جراحية استعجالية. غير أن أسرة الضحية ارتأت نقل ابنها، إلى مصحة خاصة. وأبان الكشف الطبي أن معدة الضحية تفتت، نتيجة مفعول السم القوي، الذي مزحه الفاعل بالشاي.وأوقفت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية ذات الاختصاص الترابي، المشتبه في ارتكابه جناية التسميم العمد، بغاية القتل، والتي تصل عقوبتها حد الإعدام، حسب ما نصت عليه مقتضيات النصوص القانونية الخاصة. حيث أودعته تحت تدبير الحراسة النظرية. وحاول المتهم نفي الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه. فيما أكد شاهد عيان، وهو بالمناسبة مساعد بائع الكتب القديمة، نازلة التسميم الغذائي، التي حضر جميع أطوارها.