الرشيدية - وم ع
أطلق الملك محمد السادس ملك المغرب، الجمعة، مشاريع جديدة في إقليم الرشيدية، في إطار مشاريع ومبادرات تعزز من أهداف المبادرة الوطنية المغربية للتنمية البشرية، وعلى رأسها تعزيز الخدمات الصحية وتيسير الحصول عليها.وتتمثل هذه المشاريع والمبادرات في إعطاء الملك انطلاقة أعمال بناء "دار الحياة"، ووضع الملك الحجر الأساس لبناء ملعب اجتماعي- تربوي للأطفال ذوي الإعاقة، وزيارته لمركز تصفية الدم التابع للمستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف، إضافة إشرافه على تسليم تجهيزات طبية وتقنية لمختبر الطب التشريحي التابع للمستشفى ذاته، وثلاث وحدات طبية متنقلة لصالح المندوبية الإقليمية للصحة في الرشيدية.وتشكل مختلف هذه المشاريع والمبادرات تجسيداً جديداً لإرادة الملك المغربي الراسخة في تطوير البنى التحتية التي تمكن المرضى الأكثر احتياجاً من الاستفادة من الخدمات الصحية في أحسن الظروف، وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، وخاصة في المناطق القروية، وكذا حرص الملك الدائم على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها لصالح شرائح المواطنين جميعاً.كما تتماشى هذه المشاريع مع مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة (أول شهر تموز/يوليو 2013 في مراكش)، والتي أكد فيها الملك حرصه الموصول "على جعل النهوض في قطاع الصحة من الأوراش الحيوية الكبرى، إيمانا منا بأن حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة".وبالفعل، فإن أهمية هذه المشاريع تبرز في الوقع الإيجابي الذي ستحققه لصالح الشريحة المستهدفة، حيث ستمكن "دار الحياة" من استقبال المرضى الوافدين من أماكن بعيدة والتخفيف من أعباء وتكاليف إيواء المرضى وذويهم، فيما سيمكن الملعب الاجتماعي التربوي للأطفال ذوي الإعاقة، على الخصوص، من إدماج الأطفال ذوي الإعاقة وتأمين الترويض الطبي لهم علاوة على الجانب التربوي والتأهيلي.ما مركز تصفية الدم للمستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف، والذي يندرج في إطار الجهود المبذولة من أجل تقوية العرض أمام مرضى القصور الكلوي المزمن في إقليم الرشيدية، فسيمكن من تحسين التكفل الطبي بهذه الفئة وضمان جودة الخدمات المقدمة لهم وتمكينهم من حياة كريمة عادية.ومكن هذا المركز المرضى المصابين بالقصور الكلوي في الإقليم من امتلاك بنية علاجية للقرب في الوقت الذي كان فيه عدد كبير منهم مضطرين للتنقل إلى فاس ومكناس والرباط ومدن أخرى قصد العلاج. وحسب مندوبية وزارة الصحة في الرشيدية، فإن هذا المركز يستفيد منه حالياً وبشكل دائم 70 مريضاً، أكثر من نصفهم حاملون لبطاقة المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود.ويضاف إلى هذا المركز، حسب المصدر ذاته، مركز آخر سيتم إنجازه في المستشفى المحلي الجديد في أرفود، مجهزاً باثني عشر آلة لتصفية الدم، على أن يفتح أبوابه في نهاية العام 2016، مما سيتيح استيعاب الحالات المرضية كلها في الإقليم خلال الثلاثين عاماً المقبلة.أما الوحدات الطبية المتنقلة التي ستستفيد منها سكان المنطقة، فستمكن من تكريس التوجه الساعي إلى تعميم الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين وتلبية حاجات السكان القرويين في مجال العلاجات الطبية.وهكذا، ستسهم هذه المشاريع والمبادرات في تعزيز مختلف المشروعات والمبادرات التي أطقلها الملك محمد السادس وعلى رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ونظام المساعدة الطبية، والتي توفر علاجات طبيعة عادلة، وتمكين المواطنين من ظروف عيش كريمة.والواقع أن مختلف هذه المشاريع ستساهم في تعزيز أداء المنظومة الصحية على مستوى إقليم الرشيدية خاصة، وفي مجموع تراب المملكة على وجه العموم، وضمان مزيد من النجاعة للجهود التي تبذلها مختلف الأطراف المعنية في المجال الصحي، وعلى رأسها وزارة الصحة التي تسعى إلى تقديم خدمات صحية ميسرة وذات جودة وتيسير ولوج الفئات الأكثر احتياجاً للخدمات الصحية وضمان توزيعها العادل على امتداد التراب الوطني، إلى جانب تكريس التكافؤ بين العرض والطلب في العلاجات فيا يخص بعض الأمراض المزمنة، لاسيما داء السكري والسرطان والقصور الكلوي وأمراض القلب والشرايين والصحة العقلية.وتجدر الإشارة إلى أن المشاريع التي رأت النور، الجمعة، الرشيدية إنما تشكل جزءاً يسيراً مما تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تحقيقه في إقليم الرشيدية خلال الفترة 2011-2013، وبلغ عدد المشاريع المنجزة في هذا الإطار 266 مشروعاً كلفتها الإجمالية تصل إلى 160,36 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة ب104,1 مليون درهم (أي نسبة 65 في المائة)، فيما ساهم الشركاء ب56,26 مليون درهم (35 في المائة).