الكويت - كونا
تعد اضطرابات النطق والكلام لدى الأطفال مشكلة شائكة تتوجب مواجهتها بشجاعة لاسيما انها الأكثر شيوعا بين الأطفال وخاصة عند من لم يتمكنوا من الانخراط في مدارس الحضانة والابتدائية بسبب تلك المشكلة واما الذين حالفهم الحظ وبدؤوا عامهم الدراسي فانهم يواجهون عراقيل مبكرة تمنعهم من الاستيعاب والاستفادة داخل الفصول الدراسية. وتتراوح عيوب النطق بين خفيفة وحادة ففي الحالات التي تكون فيها حادة يصعب فهم كلام الطفل ما يزيد من معاناته الشديدة وخاصة عندما يحاول التعبير عن حاجاته أو رغباته او حتى أفكاره في المحيط الأسرى أو المدرسي. ولتسليط الضوء على هذه الحالة التقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة الدكتور محمد عبدالله العيسي الذي اكد ان نقص نسبة السمع الطبيعي عند الطفل تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي الى عيوب النطق وممارسة الكلام مبينا ان سببها الرئيسي يكون غالبا تجمع السوائل خلف طبلة الأذن أو في الأذن الوسطى. واوضح العيسى ان من ابرز أعراض نقص السمع الطبيعي ايضا الألم المزمن في الاذن الذي تشتد حدته في الليل ما يجعل الطفل المصاب فاقدا للنوم المتواصل ما يترتب عليه صعوبة الاستيقاظ مبكرا والتململ والانزعاج والكسل. واشار الى ان طريقة حديث الطفل الذي يعاني نقص السمع تكون غالبا اقرب الى الصراخ والحدة وقد تنبىء عن المشكلة خاصة عند ملاحظة مخارج الحروف التي لا تكون صحيحة ولا الجملة التي ينطقها كاملة كما انه يلاحظ على تلك النوعية من الأطفال عدم الانتباه لأنهم غير قادرين على السمع اساسا ما يعرضهم لنوع من التوبيخ من قبل معلم الفصل لاعتقاده بعدم اكتراث الطفل لتعليماته. وأضاف ان نقص السمع يكون غالبا بنسبة 30 في المئة ناصحا اولياء الأمور عند ملاحظة اي دليل على هذا المرض التوجه بابنائهم اولا الى طبيب مختص بالانف والاذن الحنجرة لتشخيص المرض ثم تنفيذ خطة العلاج التي تكون في البداية بالدواء. وحذر من ارهاق صحة الأذن بالمضادات الحيوية التي تعتبر من الاخطاء الشائعة في العلاج حيث ان حالة نقص السمع لا تعتبر التهابا بقدر ما هي مشكلة تسكير خلقي في قناة (استاكيوس) وهي القناة الرابطة بين الاذن والانف موضحا انه خلال اسبوعين من الممكن ان تنظف الاذن المصابة من السوائل وترجع نسبة السمع طبيعية لدرجة ان الاحصائيات الطبية توضح ان نصف الاطفال يتحسن بالعلاج الدوائي. وأكد انه لا مفر من التدخل الجراحي وسحب سوائل الأذن عن طريق المنظار لمن لم يستجيبوا للعلاج الأولي وغالبا ما يتحسن السمع عند الأطفال ويرجع الى مستواه الطبيعي فور الانتهاء من العملية. وطمأن العيسى ان العملية تطورت ولم تعد كالعمليات القديمة التي يضطر الجراح خلالها لخرق طبلة الأذن مؤكدا ان العملية لا تتجاوز مدتها خمس دقائق وهي مدة لا تذكر مقارنة بنتائجها الصحية والنفسية للطفل المصاب ولا يشترط لتنفيذها سوى ان يكون الطفل فوق ستة اشهر. واشار الى ان حالة تكوين السوائل اللزجة التي تهدد السمع قد يتعرض لها الانسان في اي مرحلة عمرية من حياته ولا يشترط لنجاح العملية سوى تغطية الاذن بسدادات مائية في حالة الاستحمام او السباحة ولا توجد عوائق اخرى.