حلب – هوازن عبد السلام
في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية، قام بعض الأطباء الموجودين في مدينة منبج في حلب بالتنسيق والإعداد خلال سبعة أشهر خلت لمشروع دائرة الطبابة الشرعية، ومهمة المشروع الأساسية هي العمل على توثيق ما يحدث من انتهاكات من قبل عناصر الكتائب المسلحة التي لها تعامل مباشر مع المدنيين، ومن جهة أخرى توثيق حالات الجرائم الفردية والوفيات دورياً، إضافة إلى القيام بتزويد المنظمات الحقوقية والإنسانية الأخرى بوثائق مثبتة للانتهاكات الجسدية والإنسانية إن حصلت وذلك كل فترة معينة. وقال رئيس الطبابة الشرعية في منبج وريفها الدكتور أزاد ولي "مشروع دائرة الطبابة الشرعية مشروع وطني خالص وأنشئ لمصلحة الوطن والمواطن، حالياً سيشمل مدينة منبج وريفها، لكن متى ما أصبح لدينا القدرة على التوسع سنقوم بذلك، فالهدف الرئيسي هو أن تكون الدائرة ملجأ لكل السوريين بمختلف المناطق والمدن". وأضاف الدكتور أزاد أن أهداف المشروع تتلخص في توثيق حالات الوفاة بحق المدنيين والعسكريين والأسباب المؤدية للوفاة حسب الحالات (قصف – حوادث فجائية – قتل) وذلك يفيد في إصدار شهادات الوفاة في المستقبل، وتوثيق الانتهاكات (الجنائية – الجسدية – الإنسانية) بحق المواطنين فيما بينهم (مشاجرة – اغتصاب – حالات تعذيب) التي تجري من بعض القوى العسكرية، وذلك حفاظاً لكرامة المواطن السوري وتحل الدائرة محل السلطة التنفيذية وتقيم الدعاوى القضائية المستعجلة في حال لم يتم إنصاف التقارير المقدمة للقوى المختصة، والحفاظ على مصداقية التقارير الطبية وتنظيم العلاقة الطبية القانونية بين الدوائر القانونية والأطباء، ومنح تقارير طبية لكل من أصيب بعجز مؤقت أو دائم من جراء القصف أو التعذيب أو غير ذلك من الحوادث، وتقديم تقارير دورية ومنتظمة عن أعداد الوفيات والإصابات والانتهاكات الإنسانية للجهات الرسمية المحلية والعالمية والإعلام وذلك لتبيان الوضع الأمني والإنساني لمدينة منبج وما حولها من الريف. وتابع "إن رئيس الدائرة يتحمل أي خطأ وارد في التقارير الطبية وتقع عليه المسؤولية القانونية و الأخلاقية حيال ما يرد في التقارير، وتعتبر تقارير الدائرة ملزمة أمام الهيئات الشرعية والقضائية، حيث أن الدائرة انبثقت من الهيئة الطبية المستقلة للأطباء في منبج". وقال آزاد "لقد عملت منذ سبعة أشهر على إنشاء دائرة الطبابة وأخذ مني الكثير من الوقت والجهد و لا بد من العمل الجدي لا سيما أن المشروع أخذ طابعاً رسمياً لدى الكثير من التجمعات المدنية والعسكرية" وعن الجهة الداعمة قال "إن تكلفة الدائرة على نفقتي الخاصة ولا أتسلم أي دعم وكنت قد نبهت مسبقاً الأطباء الذين يعملون معي بالمساءلة في حال استلم أحد منهم دعماً مالياً باسم دائرة الطبابة، وعُرض عليّ الكثير من الإغراءات وحتى التهديدات التي وصلتني، طالبين مني التغيير في فحوى بعض التقارير"، وأشار أيضاً إلى أن الخدمات كلها التي تقدمها الدائرة مجانية للمواطنين بما يليق بهم كسوريين مع الحفاظ على أجور الأطباء الذين قد يُرسل لهم بعض الحالات النوعية لكتابة تقاريرهم حسب اختصاصهم (نسائية – عصيبة – عينية ...الخ). وتابع آزاد "سورية اليوم وصلت إلى مرحلة مقلقة جداً, حيث أنه يومياً هنالك رقم جديد من الشهداء الأبرياء الذين يلقون القصف والعنف والتعذيب من قبل النظام, فاليوم كل ثلاث ساعات تقتل امرأة وكل ساعتين يقتل طفل وكل ساعة يقتل 6 سوريين من قبل نظام الأسد بمعدل وسطي 135 قتيلا في اليوم, وأعتقد أن هذه الجرائم كانت الداعي الأكبر لقيامنا بإنشاء دائرة الطبابة".