الرئيسية » ناس في الأخبار
عبد اللطيف المنصوري

الرباط - المغرب اليوم

انخرط عبد اللطيف المنصوري في تجربة هجرة ساقته من مدينة مراكش المغربية إلى "فرانكفورت" الألمانية، نتيجة "شغب شبابي" أفلح في إنتاج شغف علميّ ومهنيّ متجدد.

إكمال المنصوري 30 سنة من الاستقرار في هذا البلد الأوروبي جعله موقنا بأن باحات النجاح الخاصة بالمغاربة تبقى أرحب من الفرص الفرنكوفونية، شريطة حضور النباهة اللازمة لالتقاط ذلك.

الانطلاقة المراكشية

لا ينسى عبد اللطيف المنصوري أيام النشأة بالتجمع السكاني الذي عانق فيه الحياة قبل عقود، معتبرا أن ما عاشه في "قاع المشرع"، بمدينة مراكش، يبقى الأسعد على مر حياته.

ويعلن المنصوري، في لحظة بوح صادقة، أن انتماءه إلى أسرة متواضعة من "عاصمة النخيل" المغربية قد وسم حياته بصفات دائمة، أبرزها الميل إلى البساطة، وفتح أمامه أبواب التجربة الدولية.

تدرّج تعليم عبد اللطيف بين مؤسسات تربوية في مراكش، وتحرك بين فصول دراسية من "ابتدائية العيادي" إلى "ثانوية ابن سينا" التي حصل فيها على شهادة الباكالوريا.

رهان خارجيّ

يقول عبد اللطيف المنصوري إن فكرة الهجرة لم تكن من بين مخططاته قبل إنهاء المرحلة الثانوية من الدراسة، ويشدد على أنها حضرت بناء على رهان جمعه بصديق كان يراسل مؤسسات خارجية دون نيل ردود.

ويشرح المراكشي نفسه: "انطلق الأمر من تعاط يميل إلى المزاح أكثر من استحضاره للجدّ، فقد استعنت بإتقاني للغتين الفرنسية والإنجليزية لتقديم طلبات تسجيل بجامعات أوروبية وأمريكية، وتلقيت ردودا إيجابية جاءت بينها ألمانيا".

يبتسم المنصوري حين يستحضر ما أتت به رسائل البريد في تلك المرحلة من شبابه، ويؤكّد أن "كسب الرهان الخارجي" قد أفضى إلى تغيّر مفصلي في مساره المستقبلي؛ خاصّة بعد قراره خوض "التجربة الألمانية".

في كولونيا

يعلن "ابن قاع المشرع" أن عيشه في مدينة مراكش، ذات الارتباط الكبير بالجنسيات العديدة التي تقصدها من أجل السياحة، قد أكسبه خبرة مسبقة في التعاطي مع أناس من غير المغاربة، واعتبر أنه سيستفيد في دراسته بألمانيا من هذه التجربة.

"وصلت إلى مدينة كولونيا سنة 1990، مسايرا موجة من المغاربة الباحثين عن إغناء تجاربهم بما توفره البلاد من تعليم عال، لكن المحك الحقيقي كان ضرورة تعلّم اللغة الألمانية التي لم يسبق لي أن درستها في مدينة مراكش"، يكشف المنصوري.

كما يعتبر عبد اللطيف، في السياق ذاته، أن صعوبات البداية كان لا مفر منها لإرساء دعائم اندماج حقيقي بالمجتمع الألماني، خاصة ضرورة البحث عن عمل بدوام جزئي لتدبر المصاريف اللازمة للعيش بكرامة والتركيز في الدراسة.

سنوات "الديداكتيك"

اختار عبد اللطيف المنصوري عند وصوله مرحلة الحسم في المسار الجامعي، التخصص في "الديداكتيك" بجامعة "كيسن"، معتبرا أن الاشتغال في التربية والتكوين، عقب التخرج، ملائم لطموحاته المستقبلية في "بلاد الجرمان".

أنهى الوافد على كولونيا من "عاصمة البهجة" المغربية مساره التعليمي الجامعي في مدة زمنية وصلت إلى 7 سنوات، ثم اتجه إلى استجماع تجربة ميدانية وازنة في مجال تخصصه، دون إغفال التعاطي مع المتغيرات الواقعية التي صادفها.

يقول المنصوري: "الشق النظري جعلني قادرا على تدريس اللسانيات والعلوم الديداكتيكية، وعلى هذا الأساس خضت تجارب تعليمية في عدد من المدارس والمعاهد الألمانية، إلى أن أتت مرحلة تغيير المسار مرّة أخرى".

احتراف الترجمة

القادم إلى ألمانيا دون إتقان لغتها، مستهل عقد التسعينيات من القرن الماضي، لم يكن يتوقع أن يتحوّل إلى مترجم محلّف من هذا اللسان وإليه، لكنّه يذكر أن "المستحيل يتم تذليله باغتنام الفرص والتحلي بمنسوب عال من الإصرار".

ويشرح عبد اللطيف المنصوري قائلا: "توجهت إلى مدينة فرانكفورت بعدما اخترت الاستثمار في إتقاني للألمانية والعربية والفرنسية، وبهذه الحاضرة خضعت إلى تكوين بديل أبعدني عن الديداكتيك وقربني من الترجمة".

يعد المراكشي عينه، في الوقت الحالي، مترجما محلّفا مقبولا لدى المحاكم العليا في دولة ألمانيا الفيدرالية، يقسم اشتغالاته بين مؤسسات رسمية، أهمها الأمن والقضاء، وبين أجانب يفدون على البلد الأوروبي لدواع مختلفة.

عرفان بالجميل

يعتبر عبد اللطيف المنصوري أنه شخص لا ينكر الجميل، سواء ذاك الذي يتعلق بفترة تكوينه الأساسية بالمملكة، أو نظيره الذي منحه تخصصا مزدوجا في بلد الاستقرار الذي اختار التوجه إليه طوعا.

ويقول المنتمي إلى صف الجالية: "مروري من المدرسة العمومية المغربية أكسبني المهارات التي شققت بها الطرق في ألمانيا، بينما الإمكانيات الثمينة المتاحة في هذه البلاد أعطتني مناخا إيجابيا ساهم في تطوري".

يؤكد المنصوري، في السياق ذاته، أن السمة الأساسية للمجتمع الألماني هي الترحاب بكل من توجّه إليه بغرض النهل من العلوم، كيفما كان نوعها، وتواكب ذلك معاملات وتشريعات تخدم طلبة العالم القادمين إلى ألمانيا.

عبد اللطيف يربط مستقبله بمحاولات لتنمية رصيده المهني والأكاديمي في "فرانكفورت"؛ إذ يراهن على مناقشة رسالة دكتوراه بعد مدّة يسيرة مع تطوير أداء مكتبه المتخصص في تقديم خدمات الترجمة للمقبلين عليها.

نهاية الفرنكوفونية

لا يتردّد عبد اللطيف المنصوري في التعبير عن تشجيعه لكل الشابات والشبان المغاربة الراغبين في نيل تكوينات أكاديمية بعيدا عن المؤسسات الفرنكوفونية، موردا أن زمن المراهنة على الخبرة الفرنسية قد انتهى منذ أمد.

ويرى الجامع ثلاثة عقود من الاستقرار في أوروبا أن الدراسة في ألمانيا قادرة على جعل المثابرين يلاقون النجاحات التي يبتغونها، شريطة أن تكون أهدافهم الأساسية واضحة المعالم، وأن يعملوا على استغلال الفرص التي يلاقونها صدفة.

"العيش في ألمانيا أثبت ملاءمته لشخصية المغاربة، وما تحقق من تراكم خلال السنوات الفائتة دليل على ذلك، حيث البلاد تمنح الخبرة وتفتح أبواب الفلاح نتيجة مساهمة نظامها التعليمي وبيئتها الاجتماعية في صقل الذوات الطموحة"، يختم عبد اللطيف المنصوري.

 

قد يهمك ايضا
أحمد أريوش خبير قانوني يتألق في ثوب المحاماة بـ"فرانكفورت"
القنصلية المغربية تعقد لقاءً تواصليًا مع رؤساء جمعيات ثقافية ودينية في فرانكفورت

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حموشي يقرّ تعيين مسؤولين أمنيين ضمن المصالح اللاممركزة بمختلف…
غوتيريش يُكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات…
الملك محمد السادس ينعى الفنانة نعيمة بوحمالة ويصفها برمز…
الملك محمد السادس يهنئ نادي نهضة بركان بعد فوزه…
الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…

اخر الاخبار

نصف مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها من لبنان…
نعيم قاسم مساندة غزة واجبة والحزب قادر على هزيمة…
إسرائيل تنفي حدوث انفراجة في المفاوضات مع «حماس» رغم…
أميركا أبلغت الوسطاء أنها تضغط على نتنياهو للوصول لهدنة…

فن وموسيقى

صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…

رياضة

رونالدو أنا برتغالي لكنني أشعر أنني سعودي
نادي الرياض يلغي فريق السيدات رغم الإنجاز التاريخي
ضربة للهلال قبل موقعة السيتي غياب سالم ستة أسابيع
خيسوس على بعد خطوة من تولي تدريب النصر

صحة وتغذية

دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة
دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
مصطفى قمر يكثّف نشاطه الفني بعد تعافيه من الجراحة
رئيس الوزراء الإسباني يُشيد بتعاون المغرب لإعادة الكهرباء
نشاط عقاري لافت لشقيقات الملك محمد السادس في باريس
الملك محمد السادس يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين…