الرئيسية » ناس في الأخبار
محمد العيادي

برلين - المغرب اليوم

يعتبر محمد العيادي واحدا من رواد تحليل المعلومات وابتكار الحلول في ألمانيا، محققا ذلك بتراكم خبرات على مدار إحدى وأربعين سنة قضاها في هذه البلاد الأوروبية، مع صقلها خلال تنقلات بين القارات.

يمتلك العيادي مجموعة استثمارية متخصصة في التعامل مع انتظارات حزمة شركات عالمية، ويفاخر بما أنجزه قبل أن يؤكد أن اكتمال الابتهاج لن يتحقق إلا بنقل ما يعرفه إلى تراب الوطن الأم.

من الدفء إلى البرد

عانق محمد العيادي الحياة سنة 1971 في منطقة الريف بالمغرب، إذ رأى النور بجماعة رأس الماء البعيدة عن مدينة الناظور بقرابة 40 كيلومترا، وفيها أمضى أول سنة دراسية.

بحلول عام 1978، ارتأت أسرة العيادي أن تهاجر صوب ألمانيا، بغية تحسين الوضع الاجتماعي، ووجد محمد نفسه مرافقا والديه وإخوانه في رحلة تنقل الجميع من دفء المملكة إلى برد أوروبا.

"تم الاستقرار في مدينة يغيب عنها المغاربة، وقتها، وكان ذلك صعبا على الجميع لعدم إتقان اللغة الألمانية خصوصا. أما التأقلم مع الطقس فقد كان تحديا أكثر صعوبة"، يقول العيادي.

السير نحو أمريكا

في مدينة "ڤيسْبَادْن"، جوار "فرانكفورت"، تدرج المسار الدراسي لمحمد بعدما أتقن اللغة الألمانية، وعند حصوله على شهادة الباكالوريا قرر استكمال التكوين في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويورد محمد العيادي بأن التركيز على اللغة والتأقلم مع الجوّ لم يعدا هاجسين، كما كان الحال وهو في الـ7 من العمر، وإنما كبرت التطلعات حتى تخطت حدود ألمانيا و"القارة العجوز" برمتها.

وصل المغربي نفسه، مستهل عقد التسعينيات من القرن الماضي، إلى أمريكا من أجل التخصص في المعلوميات وتطبيقاتها في علم النفس، مفرِدا ما يعادل أربع سنوات لإنهاء التكوين.

في الميدان

ولج محمد العيادي سوق الشغل، في الميدان الذي درسه، بمدينة "شيكاغو" ضمن طواقم شركة كبيرة تتوفر على فروع كثيرة على مستوى الولايات المتحدة وخارجها.

تمكن خبير المعلوميات ذاته، عبر هذا التموقع، من التنقل بين ولايات أمريكية عديدة للاستفادة من خبرات ميدانية، ثم تحرك نحو تمثيليات مشغّله بأكثر من بلد قبل أن يعمل في الفرع الألماني.

"استمرت هذه التجربة المهنية الرائعة عشرين سنة، وكانت لدي مسؤولية الإشراف على البيع والتسويق في بلدان كثيرة تتعامل مع المؤسسة المستقرة في ألمانيا"، يعلق العيادي.

اختمار التجربة

ارتأى ابن منطقة الريف فتح مشروع خاص به، سنة 2013، حين خلص إلى ضرورة إقدامه على الاستثمار لحسابه؛ فقد رأى محمد العيادي أن تجاوز عتبة الأربعين يجعل تجربته الشخصية والمهنية مختمرة بما يكفي لإنجاح ذلك.

ويقول محمد العيادي: "استوفيت سنة كاملة من التفكير في جدوى هذه الخطوة قبل أن أحسم القرار، وخلصت بأن خوض التجربة لن يزيدني إلاّ إصرارا وعزيمة، وراهنت على منح ذاتي نفسا ثانيا في الحياة".

أسس المنتمي إلى صف الجالية شركة تبتغي، على الخصوص، تقديم خدمات ومنتجات قائمة على تحليل المعلومات، وجعل تداخل مهارات العقل البشري وتقنيات الذكاء الاصطناعي ميزة لهذا العمل.

خطوة ناجحة

عمل العيادي على تطعيم شركته، منذ البداية، بشراكة مع فرق أبحاث جامعية لإنجاز برمجيات ذات قدرة عالية على إعطاء نتائج استشرافية بناء على تدفق المعلومات المحصل عليها.

كما استعان المستثمر عينه بموارد بشرية ذات كفاءة عالية في إطلاق مشروعه، حريصا على أن يكون محاطا بخبراء متميزين في المعلوميات والرياضيات والفيزياء والاقتصاد والكيمياء وعلوم الصحة.

الصفقة التي فتحت أبواب النجاح أمام الشركة كانت مع "لوفتهانزا"، الناقل الجوي الأوروبي القوي، وتوقيعه عقدا لمعالجة المعلومات التي تهم الزبناء واللوجستيك والأطر المستخدمة.

فترة الحصاد

أضحى مشروع العيادي مجموعة متكاملة بقوام 740 مستخدما في سبع شركات تقدم خدمات وابتكارات متباينة، كما أفلحت في تحقيق الانتشار بعدما غدت مواكبة لمتدخلين في مجالات كثيرة.

يعجز المنحدر من "رأس الماء" عن جرد كل أعمال شركته بدقة كبيرة؛ لكنه يورد: "أحدث مشروع يبقى ابتكاريا صرفا؛ وهو عبارة عن جهاز للتحاليل الطبية يكفي وضعه في الفم لنيل النتائج، بلا أخذ عينة من الدم".

وتقوم الفكرة التسويقية لهذا الجهاز، وفق محمد العيادي، على استهداف المراكز الصحية في ألمانيا وخارجها، سواء العمومية منها أو الخاصة، مع التوزيع على مستوى الصيدليات لتمكين الأفراد من ابتياعه.

استحضار للمغرب

"أفكر كثيرا في الاستثمار بالمغرب، على الرغم من قضائي وقتا كبيرا خارجه، وأرغب في نقل ما أقوم به، إلى جانب خبرتي في ميادين عديدة، كي تستفيد منها المملكة بشكل مباشر"، يكشف محمد العيادي.

ويؤكد المنتسب إلى "مغاربة العالم" أنه يود المشاركة في تطوير عدد من الممارسات في الوطن الأم عبر تحليل المعلومات، بتعاون مع الأطر الخبيرة المتوفرة في المغرب، تحقيقا للاستفادة العامة على وجه الخصوص.

ويضيف العيادي: "بإمكان المؤسسة التي أملكها، وفق منظوري، أن تطور العمل الصناعي أكثر من غيره في المملكة، بعدما ساهمت في إعطاء حلول لشركات السيارات العاملة بألمانيا".

العون الربانيّ

يوجه محمد العيادي كلامه إلى الشباب حين يقول إنه "ينبغي لكل شخص أن يضع بين عينه أفقا يبتغي الوصول إليه، ثم يعمل بشكل جاد ومستمر على تحقيق المكاسب المرادة".

ويعزز حديثه بالتنصيص على أن "من طبيعة البشر أن يلاقوا مشاكل، بعضها يكون صادرها منهم، والمطلوب هو الحرص على إيجاد حلول بدل الارتكان إلى الانهزامية والاستسلام".

العيادي يسترسل: "أومن بدور العون الرباني في نجاح الإنسان، على الرغم من أن البشر مطالبون بالتفكير المسترسل في ما يمكن القيام به وفق ما هو متاح، وإن تمّت الأفعال في أشكال جماعية فإن ذلك أفضل من الفردانية".

 

قد يهمك ايضا
الولايات المتحدة الأمريكية تدين العنف في العراق
أنقرة تُعلن اكتمال استعداداتها لشن "عملية عسكرية" في شرق الفرات

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شيرين عبد الوهاب تشوّق جمهورها لحفلها بالمغرب بعد غياب…
حموشي يقرّ تعيين مسؤولين أمنيين ضمن المصالح اللاممركزة بمختلف…
غوتيريش يُكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات…
الملك محمد السادس ينعى الفنانة نعيمة بوحمالة ويصفها برمز…
الملك محمد السادس يهنئ نادي نهضة بركان بعد فوزه…

اخر الاخبار

الرئيس الإيراني يفتح باب التعاون الشامل مع مجلس التعاون…
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بنيت يدعو نتنياهو للاستقالة…
وزير الخارجية الأميركي يُندد بدعوات في إيران «لاعتقال وإعدام»…
عبد الوافي لفتيت يُوقع قرار تنظيم نقل الأسلحة والذخيرة…

فن وموسيقى

ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…

أخبار النجوم

صابر الرباعي يُشعل مسرح محمد الخامس بسهرة طربية راقية…
كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية

رياضة

الأردن يرفض مواجهة إسرائيل في مونديال السلة وعقوبات محتملة…
الهلال السعودي يواصل سعيه لضم المغربي يوسف النصيري لتعزيز…
أحوال الطقس تُهدد إقامة مباراة إنتر وفلومينينسي
رونالدو أنا برتغالي لكنني أشعر أنني سعودي

صحة وتغذية

دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة
دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
مصطفى قمر يكثّف نشاطه الفني بعد تعافيه من الجراحة
رئيس الوزراء الإسباني يُشيد بتعاون المغرب لإعادة الكهرباء
نشاط عقاري لافت لشقيقات الملك محمد السادس في باريس
الملك محمد السادس يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين…