الرئيسية » ناس في الأخبار
مصطفى الشهبوني

الرباط - المغرب اليوم

كان مصطفى الشهبوني فنانا كباقي فناني الأطلسين المتوسط والكبير الشرقي، يعرفه عموم الجمهور محليا وإقليميا؛ لكن بعد أدائه "مرثية رويشة" التي بثتها القناة الثامنة "تمازيغت"، بزغ نجمه وأمسى "أنازور" المغاربة أجمعين من الأمازيغ وغيرهم، لا سيما بعد أدائه الموفق للأغنية الشهيرة "خنيفرة داثالا"، أي "خنيفرة تبكي"، بمناسبة رحيل رويشة إلى دار البقاء في 17 يناير من سنة 2012.

المولد والنشأة

ولد مصطفى الشهبوني سنة 1976 بالريش إقليم ميدلت، وفي ما بعد تحولت أسرته إلى أغبالو بالإقليم ذاته، وهناك ترعرع ونما وكبر إلى أن صار فنانا له جمهوره.

درس الشهبوني بأغبالو إلى أن بلغ مستوى الثانية بكالوريا؛ يعتمد في معيشته على فلاحة بسيطة، علاوة على أنه موظف في الجماعة الترابية لأغبالو.

تشكل أغبالو للشهبوني موطنه الأم، لأنه نسج بها علاقات وتعرف على أناس من قبائل مختلفة، "إذ لولا أغبالو لما صرت الشهبوني اليوم، لأنها هي التي صنعت الفنان الذي نتحدث عنه الآن، وربما لو لم آت إلى أغبالو ما كنت لأتقن فن الوتر، لأنها موطن الفنانين وكبار الشعراء الأمازيع"، يوضح الشهبوني لهسبريس.

البدايات الفنية

خاض الشهبوني غمار الغناء لأول مرة في حياته سنة 1982 بالريش في منصة عيد العرش، ولما رحلت أسرته إلى أغبالو بدأ الغناء في الحفلات المدرسية. وخلال مقامه في القسم الداخلي بميدلت، كان نشيطا ويمارس إلى جانب الفن، المسرح كذلك.

وفي سنة 1993، "كنت تلميذا في الأولى بكالوريا، وكان يدرس معي زميل من أيت عياش، أسرة هذا الأخير كانت تُعد عرسا؛ لكن الفنان الذي عولوا عليه لم يأت لظروف، فوجدوا أنفسهم في ورطة".

وأمام هذا الوضع غير الكائن في الحسبان، يضيف الفنان نفسه، "اقترحني ابنهم فوافقوا حتى قبل لقائي؛ لكن بعد حضوري توجسوا لصغر سني، غير أن هذا التخوف سرعان ما تبدد بعدما شرعت رفقة زميلين في الأداء كالمحترفين، فبدأت التصفيقات تتعالى والصفير وأصوات الإشادة والغناء تبلغ مسامعي وأنا أعزف، ومن ثمة تفتقت موهبتي الغنائية إلى أن صرت ما أنا عليه اليوم بفضل الجمهور الذي أكن له كل المحبة".

الإكراهات الفنية

يعاني الفنان بشكل عام، والأمازيغي على وجه التحديد، من انهيار المؤسسات وشركات الإنتاج بسبب القرصنة. وقد أفضى هذا الوضع الجديد إلى تواري مجموعة من الفنانين الأمازيغ عن الأنظار، يؤكد الشهبوني لهسبريس.

"في الماضي، كانت شركات الإنتاج متاحة للفنانين المبتدئين، فكانت الفرصة تعطى للجميع؛ لكن البقاء والانتشار للأصلح، بعدما ينصت الجمهور وعموم المستمعين إلى موسيقى كل فنان على حدة". أما اليوم، ومع التطور التكنولوجي والانفجار المعلوماتي، "فعلى الفنان أن يبادر إلى إنشاء صفحته على "فيسبوك أو قناته على "يوتوب"، وفي حالة لم يصل إلى عدد معين من المشاهدات، فإن عمله لا ينتبه إليه أحد، ويظل يرسله على "واتساب" إلى أصدقائه بشكل مجاني دون مقابل على أمل أن يصبح محط أنظار، نظرا لتعدد الألوان الغنائية وتنوعها، دون أن نُنكر أن لانتشار الأنترنيت محاسن أيضا استفاد منها من حالفهم الحظ وابتسمت لهم الحياة".

كما ذكر الشهبوني، كذلك، أن "المغربي اليوم لم يعد يشاهد القنوات المغربية؛ بل هناك أسر لا تلتفت إليها، إذ تتجه أنظارها إلى القنوات المشرقية، وبالتالي هذا يؤثر بشكل واضح على الفنان المغربي بشكل عام، باستثناء أصحاب الفن الشبابي اليوم".

ولم ينس الشهبوني دور فعاليات المجتمع المدني الذي تراجع بشكل ملحوظ، بعدما تجاهلت دورها في تأطير الفنان وتوجيهه، و"هذا ما أفضى بنا إلى التخبط في فوضى عارمة نأمل تخطيها بتضافر الجهود وتدارك الموقف".

كما أن قلة الإمكانات لدى الفنان، خصوصا الأمازيغ، من جملة الإكراهات التي تقف في طريقه وتفرمل تطوره، إذ يحدث في أحايين كثيرة أن يصور أغنيته بهاتفه محاولا تسويقها بماله الخاص، وهذا يندى له الجبين حقيقة، ويستحق منا وقفة تأمل لمعرفة إلى أين يسير الفن الأمازيغي بالخصوص، في الوقت الذي نسمع فيه عن فنانين مغاربة آخرين ينفقون أموالا طائلة على فيديو كليب من 5 دقائق فقط، وهذا يحيلنا مباشرة إلى أن هناك فنانا يُدعم وفنانا متخلى عنه؛ لأن القطاع للأسف غير مهيكل".

حكاية "مرثية رويشة"

كان الشهبوني فنانا محليا، لكن طموحاته وتطلعاته كانت سببا في اختياره لأن يؤدي تلك الأغنية في حفل تأبين الراحل/ الخالد رويشة، نظرا إلى براعته في إتقان الوتر والعزف عليه.

"قبل المرثية، مررت في برنامج تلفزيوني بعنوان "تيروريوين" سنة 2011، وكان مروري موفقا، على اعتبار أن القناة حينها كانت حديثة التأسيس وكل الأمازيغ يشاهدونها، وهذا ما جعل الجمهور يتعرف علي شيئا فشيئا، زد على هذا أن الراحل رويشة تحدث لاحقا في البرنامج نفسه عني وذكر اسمي على شكل تزكية، وهذا الاعتراف جعل الكثيرين يتساءلون من يكون الشهبوني هذا".

وبعد أشهر، ترجل رويشة من سفينة الحياة، وكان لا بد من حفل تأبين له في مسرح محمد الخامس بالرباط، ولم يجد المنظمون أفضل من الشهبوني لأداء المرثية، التي كانت من كلمات محمد أحوزار وألحان وغناء الشهبوني؛ هذا الأخير توفق في أدائها ولقيت إعجاب عشاق فن الوتر والفن الأمازيغي عامة.

وعلى الرغم من نجاح القطعة الموسيقية، وبداية شهرة الشهبوني، وانتقائه من ضمن فنانين كثيرين لغنائها، فإنه لا يُعتبر نفسه خليفة رويشة ولا وريثه؛ ذلك أنه "لا أؤمن بالخلافة لا في الفن ولا في الدين ولا في السياسة ولا في الرياضة".

الفن والقوت اليومي

كان الفن كافيا لضمان القوت اليومي للفنان في ذاك الزمن الذي كان فيها صاحب عرس أو حفلة يدعو الفنانين إلى الغناء وخلق الفرجة والمرح؛ لكن اليوم، يحسم الشهبوني، في حديثه لهسبريس، بات الفن غير كاف للعيش.

"يجب توفر مورد رزق آخر للفنان، لأن الأعراس حاليا على سبيل المثال تُصرف عليها مبالغ كبيرة؛ لكن دون دعوة فنان، فقط يعتمدون على "الديدجي"، الموسيقى الجاهزة المسجلة في الأسطوانات، دون أن يستفيد الفنان شيئا".

وهذه الظاهرة الخطيرة لم ينتبه إليها عامة الناس والفنانون أنفسهم، يتابع الشهبوني، "فهذا الوضع الجديد يكرس الهشاشة الاجتماعية لدى الفنان الأمازيغي الذي طالما سمعنا أو قرأنا أنه يعاني وطريح الفراش ويناشد المساعدة لتجاوز المحنة جراء العطالة الفنية المفروضة عليه".

ولرد الاعتبار للفنان، يقترح الشهبوني إنشاء في كل إقليم مسرح القرب على غرار ملاعب القرب، لتحتضن كل نهاية أسبوع أنشطة وتظاهرات فنية، ضيوفها فنانون إقليميون، مع تحديد ثمن رمزي للجمهور الراغب في الفرجة، وبتلك المبالغ بالإمكان دعم الفنان الحامل للرسالة.

.قد يهمك ايضا
برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حموشي يقرّ تعيين مسؤولين أمنيين ضمن المصالح اللاممركزة بمختلف…
غوتيريش يُكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات…
الملك محمد السادس ينعى الفنانة نعيمة بوحمالة ويصفها برمز…
الملك محمد السادس يهنئ نادي نهضة بركان بعد فوزه…
الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…

اخر الاخبار

نصف مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها من لبنان…
نعيم قاسم مساندة غزة واجبة والحزب قادر على هزيمة…
إسرائيل تنفي حدوث انفراجة في المفاوضات مع «حماس» رغم…
أميركا أبلغت الوسطاء أنها تضغط على نتنياهو للوصول لهدنة…

فن وموسيقى

صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…

رياضة

رونالدو أنا برتغالي لكنني أشعر أنني سعودي
نادي الرياض يلغي فريق السيدات رغم الإنجاز التاريخي
ضربة للهلال قبل موقعة السيتي غياب سالم ستة أسابيع
خيسوس على بعد خطوة من تولي تدريب النصر

صحة وتغذية

دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة
دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
مصطفى قمر يكثّف نشاطه الفني بعد تعافيه من الجراحة
رئيس الوزراء الإسباني يُشيد بتعاون المغرب لإعادة الكهرباء
نشاط عقاري لافت لشقيقات الملك محمد السادس في باريس
الملك محمد السادس يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين…