الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
العثور على حفريات نادرة

نيويورك ـ مادلين سعاده

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا مطولًا حول اكتشاف أحد الديناصورات الضخمة، والذي وجد جزء من عظامه في مصر والآخر في المغرب، مؤكدة إنّ العظام الأولى جاءت في صندوق من الورق المقوّى. وقد عاد عالم الحفريات "نزار إبراهيم"، حيث كان في بلدة وحات أورفود المغربية على حافة الصحراء، ومعه حفر ديناصور من الرمال، في داخل الصندوق الذي أحضره له الرجل البدوي، كان هناك رواسب أكثر إثارة واهتمامًا من أي شيء قد وجده نفسه، بما في ذلك العظام مع شفرة حمراء من خلال المقطع العرضي، فقد أخذ العظام لجامعة كازابلانكا.

وتضيف الصحيفة أنّ ذلك كان في العام 2008، وفي العام التالي، أكد إنه كان في إيطاليا لزيارة الزملاء في متحف التاريخ الطبيعي في ميلان، وقد أخذوه لمشاهدة عظام ديناصور مفترس غريب المظهر يدعى (سنيبوصور المصري) أكبر من الديناصور "ريكس" الذي عاش في شمال أفريقيا من قبل نحو 95 مليون عامًا.

ونظر "إبراهيم" إلى العمود الفقري، وهو جزء من الشراع العملاق المميز لظهر الديناصور، وقد رأى خطًا أحمرًا مألوفًا، ربما كان ممر للدم المتهاوي منذ فترة طويلة، في المقطع العرضي للعظم، مؤكدًا إنه في تلك اللحظة بدأ عقله يتسابق.

المثير للدهشة أنّ عظام الديناصور في ميلانو تتشابه مع تلك التي كانت منذ نحو عام في المغرب، على بعد 1200 ميل، فكلاهما من نفس الهيكل العظمي القديم، كانت هنا بداية المغامرة والاجتهاد، الصدفة التي أدت إلى إزاحة الستار يوم الخميس عن هيكل عظمي جديد للديناصور، أكبر الديناصورات المفترسة المعروفة، والذي يبلغ طوله 50 قدمًا على الأقل، سبينوصور هو أيضًا الديناصور الوحيد المعروف بالسباح الذي أمضى أكبر وقت من حياته في الماء.

ويوضح الدكتور "إبراهيم" والذي كان طالب دراسات عليا، عندما رأى العظام لأول مرة، والآن هو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة شيكاغو: "على الأرجح أنه الديناصور الأثر غرابة من هناك".

وظلّ سنيبوصور لغزًا محيرًا لعقود طويلة، فقد تمّ تدمير الحفريات الأصلية بعد اكتشافه في مصر منذ نحو قرن مضى، ثم نقل إلى المتحف الألماني، وتمّ تدميره خلال الحرب العالمية الثانية، وما تبقى من رسومات خاصة به ترك علماء الحفريات يفكرون أكثر.

 الهيكل العظمي الجزئي الجديد للديناصور لم يتنمو بشكل كامل، فقط حوال 36 قدم، مخالبه تشبه المنجل وساقيه الأماميتين كبيرتان وقويتان، أما الخلفيتان قصيرة وأقدامه على شكل مجداف.

وفي مقال نشر في مجلة العلوم على شبكة الإنترنت الخميس الماضي، وصف الدكتور "إبراهيم" وفريق دولي من العلماء المميزات التي جعلت الديناصور يستطيع السباحة والتلائم مع الأسماك العملاقة التي كانت تعيش في النهر هناك، فتداخل الأسنان المخروطية في أنف التماسيح، كأنه كمين لمحاصرة الأسماك، وكان في منتصف الطريق خياشيم تصل إلى الجمجمة مما كان يسمح له التنفس في الماء.

قدميه المسطحة، سنيبوصور مثل البطة، كان لديه ذيل طويل مرن، يستخدمه ليسير بقوة الدفع، فقد أكد "بول سيرينو" عالم حفريات في جامعة شيكاغو: "كأنه خليط بين الطيور المائية والتماسيح".

سيتمّ افتتاح معرض خاص بسبينوصور يوم الجمعة في متحف "ناشونال جيوغرافك" واشنطن، حيث إنّ جمعية ناشونال جيوغرافك موّلت البحث الخاص بالدكتور "إبراهيم".

النتائج الجديدة ترجع أهميتها لـ"أرنست سترومر" عالم حفريات ألماني والذي أول من وصف الديناصور أنه "سحلية العمود الفري المصرية".

وفي العام 1975 في المغرب كشف أحد الحفارين عن فك سفلي يعتقد أنه لتمساح، ولكن قبل عقد من الزمان، ولكن أدرك "كرستيانو دال ساسو"من متحف ميلان أنّ التفسير كان رأسًا على عقب، فقد كان هناك الكثير من العظام لتكون خاصة بالفك السفلي.

وفي العام 2008، أظهر جيولوجي إيطالي العظام لـ"دال ساسو" والذي عرضهم بعد ذلك على الدكتور "إبراهيم"، وقد عاد "إبراهيم" إلى المغرب في العام الماضي حتى يبحث عن البدوي، وقد ساعده الباحث "سمير زوهري" من جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، متسائلان كيف سيحددون موقع الرجل، حييث لا يعرف "إبراخيم" عنوانه أو رقم هاتف خاص به.

وأكد "إبراهيم": "لم أكن أريد إحباط زميلي المغربي ، وأخبرته إنني اتذكر أن ذلك الرجل كان بشارب".

ذلك البحث كان غير مثمر، وكانا على وشك الاستسلام إلا أنّ البدوي ظهر وراح يركض خلفه الدكتور إبراهيم، وتأكد حينها أنّ عظام الديناصور التي حصل عليها في العام 2008 كانت هي نفسها التي في متحف ميلان، لنفس الديناصور.

وضع العلماء الحفريات التي حصلوا عليها وكونوا الهيكل العظمي الكامل وأنتجوا نموذجًا بالحجم الطبيعي للديناصور في معرض ناشونال جيوغرافك.

الديناصورات التي تستطيع السباحة نادرة وبها شيء من الغموض، حيث أكد الدكتور "سيرينو": "كل الديناصورات كانت تمشي على الأرض حتى وجدنا هذا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إتفاق الصيد البحري بين المغرب وروسيا يعزز التعاون الاقتصادي…
انتظار أمطار أكتوبر في المغرب يضع الموسم الفلاحي بين…
السيسي يؤكد أن المياه قضية وجودية تمس حياة 100…
معرض الفرس في دورته السادسة عشرة يكرس مكانة الخيول…
طاقة هائلة من أعماق البحار تفوق التوقعات 100 مرة

اخر الاخبار

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا…
مجلس النواب المغربي يُصادق بالإجماع على مشروع قانون يتعلق…
الأحزاب المغربية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس لتحيين…
رئيس مجلس النواب المغربي يجري مباحثات ووزير الخارجية السنغالي…

فن وموسيقى

كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…
ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…

أخبار النجوم

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير…
مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع…
يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار…
شيري عادل تكشف عن أولوياتها الفنية بعد الابتعاد عن…

رياضة

إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…
ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…

صحة وتغذية

تناول القهوة يومياً قد يخفض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني…
الأمم المتحدة تحذر من موجة جديدة لتفشي الكوليرا في…
علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…

الأخبار الأكثر قراءة

معرض الفرس في دورته السادسة عشرة يكرس مكانة الخيول…
طاقة هائلة من أعماق البحار تفوق التوقعات 100 مرة
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…