الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
تربية النحل

الرباط - المغرب اليوم

لم يحدث يوما أن شاهد النحال المغربي رشيد الزروالي موسما كارثيا بالحجم الذي عاينه خلال هذا الموسم، سنوات من الجهد المتواصل والعمل المضنى في تربية النحل ذهبت سدى وجعلته يتكبد خسائر فادحة بعد أن اختفت طوائف النحل من منحله بمنطقة الخميسات، وسط المغرب.ويصف الزروالي انهيار طوائف النحل التي شهدتها المملكة بالظاهرة غير المسبوقة، مشددا على أنه لم يرى مثيلا لما وقع طيلة سنوات اشتغاله في هذا المجال.

يقول رشيد الزروالي"منذ أكتوبر الماضي بدأ مربو النحل يلحظون اتساع نطاق انتشار هذه الظاهرة الغريبة، والتي تسببت في القضاء على 200 خلية نحلة تعود لملكيتي بالرغم من كل المحاولات التي قمت بها والتدخلات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

ما تكبده رشيد والمئات من المزارعين ومن النحالة المغاربة دفع الحكومة للتدخل حيث أعلن وزير الزراعة المغربي، محمد صديقي، بداية هذا الأسبوع، أن الحكومة ستشرع في صرف التعويضات لفائدة المتضررين من ظاهرة اختفاء النحل، بداية من شهر أغسطس المقبل.

ويشدد النحال رشيد على الأهمية التي يكتسيها تدخل الحكومة في إنقاذ هذا القطاع من الانهيار التام، والمحافظة على وثيرة إنتاج العسل الذي تراجع بشكل كبير جراء اختفاء خلايا النحل وتضاعفت أسعاره في الأسواق.

ويشغل قطاع تربية النحل بالمغرب أكثر من 38 ألف شخص، ويقدر حجم الإنتاج بـ 8 ألف طن من العسل سنويا حسب أرقام رسمية.

برنامج لدعم المتضررين

وأثار اختفاء النحل أواخر السنة الماضية في عدد من مناطق المغرب قلقا وسط مربي النحل وجميع الأطراف المعنية بهذا القطاع، حيث لم يسبق للمملكة أن شهدت مثل هذه الظاهرة.

وقد تفاعلت الحكومة مع تداعيات اختفاء النحل في مناطق متفرقة من المملكة، حيث أعلنت وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في أواخر يناير الماضي، عن إطلاق برنامج خاص لفائدة مربي النحل.

وكشفت الوزارة عن تخصيص مبلغ 130 مليون درهم (حوالي 13.8 ملايين دولار) من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية الرامية إلى دعم مربي النحل المتضررين من ما عرف بـ" انهيار طوائف النحل".

وأكد وزير الزراعة محمد الصديقي، أن عدد مربي النحل الذين سيستفدون من التعويضات عن الخسائر التي لحقتهم بفعل اختفاء خلايا النحل يبلغ 500 مربي.

خسائر فادحة

تؤكد المستشار الفلاحية في المركز الوطني للاستشارة الفلاحية مليكة إدمين، أن الخسائر التي تكبدها النحالون المغاربة جراء تضرر خلايا النحل واختفاءها تعد خسائر فادحة وكانت لها انعكاسات وخيمة على إنتاج العسل، وبأن موسم الجفاف غير المسبوق الذي شهدته المملكة هذه السنة قد زاد من تفاقم الوضع.

وأبرزت إدمين في، أن البرنامج الذي خصصته الحكومة لدعم المتضررين سيهم بشكل خاص توزيع خلايا نحل جديدة من أجل إعادة إعمار الخلايا المصابة، بالإضافة إلى تقديم أدوية لمحاربة الأمراض والقيام بحملات تحسيسية حول طرق العناية بالنحل.

وتشدد المتحدثة، على أهمية هذه الحزمة من الإجراءات المعلنة من قبل االحكومة والتي تروم التخفيف من الأضرار التي لحقت بالنحالين وتعويضهم عن جزء من الخسائر التي تكبدوها بسبب اندثار طوائف النحل.

وتلفت إدمين، إلى أن مربي النحل باتوا متخوفين من تكرار ظاهرة انهيار النحل مرة أخرى خلال الموسم المقبل خاصة وأن أسبابها المباشرة لم يتم تحديدها إلى غاية اليوم.

وتشير المستشارة الفلاحية، إلى الأهمية التي تكتسيها الحملات التحسيسية والمراقبة المستمرة في حماية خلايا النحل السليمة والمحافظة عليها وفي معالجة الأمراض التي قد تصيب الخلايا.

الإخلال بالتوازن البيئي

وقد سجلت ظاهرة اختفاء النحل في عدة دول عبر العالم وأرجعت أسبابها إلى عوامل مرتبطة بالتغيرات المناخية وبعض مظاهرها كتوالي فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما كان له انعكاس سلبي ومباشر على وفرة الغذاء في المراعي بالنسبة للنحل.

وكانت الأبحاث التي أجرتها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التباع لوزارة الفلاحة، قد استبعدت فرضية أن يكون مرض ما قد أدى إلى "انهيار طوائف النحل" في المغرب، مرجحة عوامل متداخلة من بينها التغيرات المناخية.

يقول محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، إنه وفي ظل عدم صدور أي تقرير يحدد الأسباب الرئيسية لاختفاء النحل بالمغرب، فمن المرجح أن يكون الاستعمال المكثف للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية إلى جانب التغيرات المناخية من العوامل المؤدية إلى نشوء مثل هذه الظواهر المقلقة.

ويشدد المتحدث، على أهمية وجود النحل في المنظومة البيئية بالنظر إلى الدور الذي يلعبه في تلقيح النبات والأشجار المثمرة، وبأن اختفاء النحل في منطقة ما هو مؤشر على وجود خلل بيئي يتوجب البحث في أسبابه من أجل معالجتها.

ويدعو بنعبو، إلى ضرورة التوقف عن استخدام المبيدات الحشرية والعمل على تحسيس السكان المتواجدين على مقربة من المنظومات البيئية بأهمية حمايتها لتفادي بروز ظواهر غير مؤلوفة قد تشكل خطرا على البيئة والإنسان على غرار ظاهرة اختفاء النحل التي تركت اثارها واضحا على التوازن البيئي وعلى النشاط الاقتصادي لمربي النحل على حد سواء.

قد يهمك أيضا

مرض "مُعد" يصيب خلايا النحل في المغرب

 

تربية النحل في المغرب أحد أهمّ القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى دعم

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الداخلية المغربية تؤكد على الرفع من درجات اليقظة…
بايتاس يؤكد أن التساقطات المطريةالأخيرة في المغرب أنعشت آمال…
ارتفاع نسبة ملء السدود في المغرب بفضل التساقطات المطرية…
وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…
المغرب يراهن على تحقيق 52% من الطاقة المتجددة بحلول…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة الداخلية المغربية تؤكد على الرفع من درجات اليقظة…
بايتاس يؤكد أن التساقطات المطريةالأخيرة في المغرب أنعشت آمال…
ارتفاع نسبة ملء السدود في المغرب بفضل التساقطات المطرية…
وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…