الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
ألواح الطاقة الشمسية

الرباط - المغرب اليوم

تتطور تقنيات إنتاج الكهرباء من الشمس بوتيرة سريعة جدا وتنخفض تكاليفها بشكل كبير، مما يجعل العلوم الكهروضوئية عنصرا رئيسيا من عملية التحول في مجال الطاقة.وبهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي والحد من الاحترار المناخي عند 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية كما تنص اتفاقية باريس للمناخ، يتعين على سكان الأرض أن يركبوا سنويا حتى عام 2023 كميات من ألواح الطاقة الشمسية تفوق تلك الحالية بأربع مرات، على ما تذكر الوكالة الدولية للطاقة.

أما النبأ السار في هذا الشأن فهو أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية شهدت انخفاضا كبيرا .ويشير تقرير أعده علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي ونشر بداية عام 2022 إلى أن تكاليف تركيب نظام واحد من الطاقة الشمسية انخفض بنسبة 85% بين عامي 2010 و2019 بينما شهدت أسعار تركيب نظام الطاقة المولدة من الرياح انخفاضا بـ55%.

ويقول غريغوري نيميت، وهو أستاذ في جامعة ويسكونسن-ماديسون وأحد مؤلفي التقرير الرئيسيين، إن الطاقة الشمسية “تشكل على الأرجح أرخص وسيلة اكتشفتها البشرية لتوليد الكهرباء على نطاق واسع”.

وبدأت الطاقة المتجددة تشهد تطورا في ظل الارتفاع المسجل بأسعار الوقود الأحفوري والمخاوف المتمحورة على سد الاحتياجات من الطاقة نتيجة الحرب الأوكرانية.

ويشير تقرير لـ”بلومبرغ إن إي إف” إلى أن الاستثمارات العالمية في مشاريع الطاقة الشمسية ارتفعت بنسبة 33% خلال النصف الأول من هذه السنة مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت وحققت 120 مليار دولار. أما المشاريع المرتبطة بالطاقة المولدة من الرياح، فشهدت تزايدا بنسبة 16% ووصل مردودها إلى 84 مليار دولار.

وساهمت خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن المناخية التي يتوقع أن يقرها مجلس الشيوخ في تعزيز الزخم الحاصل في مجال الطاقة المتجددة، إذ خصصت الخطة 370 مليار دولار من الأموال العامة على شكل حوافز ضريبية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة بنسبة 40% بحلول عام 2030 (مقارنة بعام 2005).

وكتبت مديرة المؤسسة الأوربية للمناخ لورانس توبيانا في صحيفة “لوموند” الفرنسية الخميس، إن “خطة بايدن ستؤدي إلى تعزيز مجال تصنيع الألواح الشمسية في الولايات المتحدة”.

ويرى نيميت أن الطاقة الشمسية وحدها يمكن أن تنتج نصف كمية الكهرباء في العالم بحلول منتصف القرن الحالي، مشيرا إلى “وجود إمكانات كبيرة” في هذا الشأن.

واكتشف عالم الفيزياء الفرنسي إدمون بيكيريل سنة 1939 التأثير الكهروضوئي الذي يتيح إنتاج الكهرباء من أشعة الشمس.

وطور أول نموذج من الألواح المصنعة من السيليكون في الولايات المتحدة خلال خمسينات القرن الفائت، بينما أصبحت النسبة الأكبر من الألواح الشمسية تصنع حاليا في الصين.

وتشير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الألواح الكهروضوئية الجديدة في الأسواق فعالة أكثر بـ20% مما كانت عليه قبل خمس سنوات، ويعود السبب في ذلك إلى استخدام مواد حديثة تعتمد نظامين .

وتشكل بالألواح ذات “الطبقات الرقيقة” أحد أبرز الابتكارات في هذا المجال وهي أرخص من تلك المصنوعة من السيليكون. ويمكن تثبيتها على مختلف أنواع القواعد باستخدام مادة البيروفسكيت التي اكتشفها عالم المعادن الروسي لي بروفسكي في القرن التاسع عشر.

ويرى الخبراء أن هذا الابتكار قد يحدث ثورة في القطاع من خلال زيادة الأماكن التي يمكن فيها إنتاج الطاقة الشمسية، لكن شرط جعل النوع الجديد من الألواح يدوم أكثر من الألواح الحالية، وأن تعمل لفترة تصل أقله إلى عشرين سنة.

وتظهر أبحاث جديدة أن هذه الفكرة قابلة للتطبيق.

وفي دراسة نشرتها مجلة “ساينس” في نيسان/أبريل، أعلنت مجموعة من العلماء نجاحهم في جعل فاعلية الألواح المصنوعة من بيروفسكيت مماثلة لتلك الخاصة بالألواح التي يدخل السيليكون في تصنيعها.

واستخدمت دراسة أخرى نشرت في مجلة “نيتشر” نموذجا مرادفا يستند إلى استخدام أشباه موصلات من البيروفسكيت لامتصاص ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة من الطيف الشمسي، فيما تتولى مادة قائمة على الكربون التقاط الأشعة فوق البنفسجية.

وتبقى مسألة عمل الألواح عندما تغيب الشمس ليلا بحاجة إلى حل .

ونجح باحثون من جامعة ستانفورد هذا العام في تصنيع ألواح شمسية تستطيع توليد الطاقة ليلا باستخدام الحرارة المنبعثة من الأرض.

ويقول رون شوف الذي يرأس الأبحاث المتمحورة على الطاقة المتجددة في معهد الأبحاث الكهربائية (EPRI) الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا إن هذا القطاع “يحتوي على أفكار إبداعية كثيرة على قدر كبير من الإبداع”.

ويعتبر أن أحد حلول المشكلة المتمثلة في زيادة استخدام الأراضي لتثبيت الألواح الشمسية تتمثل في اعتماد الألواح المزدوجة العمل التي ينتج جانباها الكهرباء، فأحدهما يستخدم أشعة الشمس والثاني الأشعة المنبعثة من الأرض.

وتركز حلول أخرى على استخدام ألواح شبه شفافة يحقق استعمالها هدفين يتمثلان بتوليد الكهرباء وحماية المزروعات من العوامل المناخية الضارة بها. وتشهد الهند منذ نحو عشر سنوات تركيب ألواح مماثلة تولد الكهرباء وتحد من عمليات التبخر.

ويشير نيميت إلى أن للمستهلكين دورا في الموضوع من خلال تغيير ساعات استهلاكهم للكهرباء أو من خلال التجمع ضمن شبكات خاصة على غرار نموذج عمل ” إير بي إن بي”.

قد يهمك أيضا

الطاقة الشمسية تجمع المغرب ونيجيريا

 

الطاقة الشمسية تنعش آمال المزارعين في تحقيق مشاريع واعدة داخل أزيلال

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الداخلية المغربية تؤكد على الرفع من درجات اليقظة…
بايتاس يؤكد أن التساقطات المطريةالأخيرة في المغرب أنعشت آمال…
ارتفاع نسبة ملء السدود في المغرب بفضل التساقطات المطرية…
وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…
المغرب يراهن على تحقيق 52% من الطاقة المتجددة بحلول…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة الداخلية المغربية تؤكد على الرفع من درجات اليقظة…
بايتاس يؤكد أن التساقطات المطريةالأخيرة في المغرب أنعشت آمال…
ارتفاع نسبة ملء السدود في المغرب بفضل التساقطات المطرية…
وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…