الرئيسية » تحقيقات وأخبار
رسائل نادرة بخط يد أينشتاين

لندن ـ كاتيا حداد

حذّرت رسالة من ألبرت آينشتاين من صعود هتلر بعد 10 أيام فقط من سياسة تشامبرلين القائمة على الاسترضاء في عام 1938، جاء فيها "ليس لدي أي أمل في أوروبا"، وبيعت أخيرًا بمبلغ 25 ألف جنيه إسترليني في المزاد العلني وبيعت الرسالة الهامة، التي انتقد فيها ألبرت أينشتاين، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق نيفيل تشامبرلين، لاسترضاء أدولف هتلر، بما يقرب من 25 ألف جنيه إسترليني “32,400 دولار أميركي”، ولقد صاغها عالم الفيزياء الشهير، في عام 1938، بعد 10 أيام فقط من توقيع اتفاق ميونيخ في أيلول/سبتمبر والتي تسمح لأدولف هتلر بضم جزء من تشيكوسلوفاكيا المعروفة باسم سوديتنلاند، وكانت الرسالة مرسلة إلى أفضل صديق له ميشيل بيسو، وهو مهندس سويسري / إيطالي، يناقش فيها مستقبل أوروبا وقيادة السيد شامبرلين، وقد تم بيع الخطاب المكوّن من صفحتين، والذي كان موجهًا إلى صديق اينشتاين السويسري، من قبل جامع خاص مجهول الهوية بمزاد نيت دي ساندرز في لوس أنجلوس، وجاءت الرسالة مع ظرفها الأصلي وعليها ختمه برينستون، بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول 1938.

وقال متحدث باسم مزايدين نيت د ساندرز إنّ "هذه الرسالة استثنائية ومطولة وقعها ألبرت اينشتاين، وأوضح أينشتاين أن ذكائه الحاد يتعدى عالم الفيزياء ليشمل أيضا التداعيات الدبلوماسية الدولية"، في حين أشاد معظم الناس بالسيد تشامبرلين لتجنبه الحرب من خلال استرضاء هتلر، توقع أينشتاين بدقة أنه سيشجع هتلر ويزيد من الضرر للتحالفات الأوروبية، وتشتهر اتفاقية ميونخ بخطاب "السلام من أجل عصرنا" الذي قدمه السيد تشامبرلين بعد ساعات قليلة من المؤتمر الذي حضره قادة المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وقال

تشامبرلين إن الاتفاق مع ألمانيا كان رمزا لرغبة شعبيهما بعدم الدخول في حرب مع بعضهما البعض، ولكنه في الواقع لم يؤد إلا إلى زيادة جدول أعمال هتلر للتوسع في أوروبا، غير أن الحكومة التشيكوسلوفاكية لم تحضرها، مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق وأعيد تسمية الاتفاق بخيانة ميونيخ داخل البلد، كان آينشتاين ناقدًا فقال إن شامبرلين كان يحاول فقط إنقاذ نفسه من خلال إقناع قوى أخرى لمتابعة سياسته القائمة على الاسترضاء، كما قال للسيد بيسو إنه يعتقد أن رئيس الوزراء يأمل في أن يوجه هتلر انتباهه إلى روسيا ومحاربة الشيوعية، وكتب آينشتاين، الذي غادر ألمانيا إلى نيو جيرسي بعد أن وصل هتلر إلى السلطة في عام 1933 "هل لديك ثقة في بريطانيا وحتى تشامبرلين؟ على أمل أن يهاجم هتلر روسيا، ضحي تشامبرلين بأوروبا الشرقية أضاق الخناق على اليسار، ولقد أظهرت سياسة الإبادة ضد إسبانيا هذا بوضوح، الآن أنقذ هتلر في اللحظة الأخيرة من خلال تتويجه بإكليل من محبة السلام وحمل فرنسا على خيانة التشيك"، "ولقد فعل كل هذا بطريقة ذكية حتى أنه خدع معظم الناس، حتى أنت “للأسف”، وكانت مخاوفه الوحيدة التي دفعته إلى رحلته المهينة، هي مخاوف من فشل هتلر، "ليس لدي أي أمل لمستقبل مشرق لأوروبا."

وسمحت الاتفاقية لألمانيا بالاستيلاء على معظم مناطق الحدود الغربية للبلاد، حيث يعيش العديد من المتحدثين بالألمانية، اعتقدت حكومة تشامبرلين أن إرضاء هتلر وألمانيا هي المسار الصحيح للعمل بعد المعاملة القاسية التي تلقتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وبموجب معاهدة فرساي، اضطرت ألمانيا لقبول اللوم عن اندلاع الحرب ودفع تعويضات ضخمة بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني “28 مليار دولار”، كما فرضت البلاد قيودًا على قواتها المسلحة، مما فرض قيودًا على جيشها الذي يبلغ عتاده 000 100 من الرجال والبحرية على ست سفن حربية فقط، بينما حظرت قواتها الجوية تمامًا، كما تم تسليم أجزاء من ألمانيا إلى فرنسا وبولندا، مما أحدث تغييرات هائلة على حدودها، ويعتقد العديد من المؤرخين أن هذا سبب الاستياء بين الشعب الألماني الذي استغله هتلر خلال صعوده إلى السلطة.

وانتهك الزعيم النازي، بالفعل أحد بنود المعاهدة من خلال إعادة توحيد ألمانيا والنمسا في "أنسكلوس" في مارس/آذار 1938 - دون مقاومة من القوى الغربية، وقد حاول آخرون تبرير قرارات السيد تشامبرلين، مدعين أنه لا يريد أن يخسر الملايين من حياة البريطانيين في صراع آخر بعد 20 عاما من الحرب العالمية الأولى، لكن التهدئة لم تحفز سوى طموحات هتلر، ومع فشل المملكة المتحدة وفرنسا في معارضته، غزا بقية 
تشيكوسلوفاكيا في مارس 1939، ولم يواجه أي تحد من الغرب، وهذا ما جعله أكثر ثقة مما أدى إلى غزو بولندا في سبتمبر/أيلول 1939، حيث أعلنت فرنسا وبريطانيا أخيرا الحرب بعد الموافقة على حماية بولندا، وسيظل السيد تشامبرلين في السلطة لبضعة أشهر أخرى بعد أن تحول الرأي العام ضده وحل محله ونستون تشرشل.
ودأب المؤرخون منذ ذلك الحين على مناقشة سياسته الهادفة إلى الاسترضاء، وعلى الرغم من توافق الآراء على أنه اتخذ قرارات سيئة، فإن التقارير الواردة من ذلك الوقت تشير إلى أن الجمهور البريطاني لم يكن قلقا بشأن مصير تشيكوسلوفاكيا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعتقل فريق "بي بي سي" الصحفي على…
أخنوش يؤكد أن جهة كلميم واد نون ستكون الأولى…
طلبة دوليون يندمون على التقديم لجامعات أميركية بعد تعليق…
استفتاء البكالوريا في مصر يدعم توجه الحكومة لتعديل نظام…
قاضية أميركية توقف قرار ترامب بمنع تسجيل الطلبة الأجانب…

اخر الاخبار

بنيامين نتنياهو يرفض اسم العملية العسكرية الجديدة للسيطرة على…
تحقيق يكشف فجوة بين أعداد قتلى حماس المعلنة والحقيقية
وفد من الدرك الملكي المغربي يزور بوركينافاسو في إطار…
العاهل الإسباني يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب

فن وموسيقى

إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…

أخبار النجوم

وائل كفوري يستقبل ابنته الأولى من شانا عبود ويختار…
رسالة مؤثرة من زوجة محمد رحيم في عيد ميلاده…
رابح صقر ينعى ابن شقيقته برسالة حزينة ومؤثرة
آمال ماهر تكشف موقفها من العودة إلى لأي علاقة…

رياضة

نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…
محمد صلاح يصنع التاريخ كأول لاعب يفوز بجائزة أفضل…
محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي

صحة وتغذية

سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…
دراسات تكشف مخاطر السجائر الإلكترونية "النظيفة" على القلب وضغط…
عادة بسيطة تساهم في تقليل الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

الأخبار الأكثر قراءة