الرئيسية » عالم الإعلام
الصحافة الورقية في المغرب

طنجة ـ ياسين العماري

تواجه الصحافة الورقية في المغرب، أزمة حقيقية، بعد توقف 3 مؤسسات إعلامية هي صحيفة "لو سوار إيكو" الصادرة باللغة الفرنسية، ومجلتي "هيسبريس" باللغة العربية، و"أكتييل" باللغة الفرنسية. وكشف بيان لوزارة الإعلام المغربية، أن نسبة 1% من السكان يقرأ الصحافة الورقية،وهي النسبة الأكثر انخفاضًا في المنطقة كافة، ويبلغ عدد الصحف التي تُباع سنويًا 110 مليون نسخة، يتم تقسيمها على 365 يومًا، لتعطي ما مجموعه 333 ألف جريدة تُباع يوميًا.
وقد أعلنت جريدة "لو سوار إيكو" الصادرة باللغة الفرنسية، بنشرها للعدد الأخير، نهاية مشوارها في عالم الصحافة الورقية في المغرب، ولم تستطيع الجريدة الفرانكفونية التي كانت تصدر من الدارالبيضاء، تجاوز المعيقات المادية التي واجهتها في الآونة الأخيرة، لتنضاف بذلك إلى العنوانين الآخرين من الصحافة الورقية وهما مجلتي "هيسبريس" باللغة العربية، و"أكتييل" باللغة الفرنسية، والذين توقفا عن الصدور هذا العام، على نحو يشير إلى الوضعية المُعقدة التي أضحى يواجهها عالم الصحافة الورقية في البلاد.
وأصدرت صحيفة "لوسوار إيكو" آخر عدد ورقي لها في 30 من آب/أغسطس الماضي، إذ إعتادت على طبع 10 ألاف نسخة في أيامها المزهرة، ولكن نقص الإعلانات تسبب في أثر كارثي على الجريدة الفرانكفونية، التي كانت تصدر بوتيرة يومية، ويتهدد الآن 45 من طاقمها (24 منهم صحافيين) الطرد والتوقف عن العمل.  
واعترف مدير جريدة "لوسوار إيكو" سعد التازي، في تصريحات أدلى بها إلى مراسل وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، بأن الصحافة الصادرة باللغة الفرنسية تشهد انحدارًا حتميًا مرتبط أساسًا بفقدان وتقلّص الفضاء الذي كانت تشغله اللغة الفرنسية في المغرب عمومًا، والذي تفاقم بسبب الأزمة العالمية التي تعاني منها الصحافة الورقية،من دون أن نلمس بوادر وجود أي بدائل في الأفق، حيث قد توقفت مجلتان ورقيتان أخريان، عن الصدور في العام 2013، وهما "أكتييل" و زميلتها "هيسبريس"، التي لم تستطع أن تقاوم أكثر من 6 أشهر، حتى رفعت الراية البيضاء معلنة استسلامها النهائي.
وقال التازي، "بالإضافة إلى الأزمة العالمية التي لا تكف عن حفر القبور للصحافة الورقية، إلا أنه توجد أسباب خاصة في المغرب، فاقمت الوضعية الصعبة أصلاً، من بينها قيام بائعي الصحف بتأجير الجرائد والمجلات للقراء بنصف الثمن، وبعد قرائتها يتم إرجاعها إلى البائع، وهناك أيضًا أصحاب المقاهي والمطاعم الذين يقدمون الجرائد والمجلات بالمجان إلى زبنائهم، أثناء تناولهم كؤوس القهوة والشاي، مما يُكبّد إدارة الجريدة خسائر فادحة".
وأفادت الإحصاءات الرسمية، أن "نسبة الأمية مرتفعة وسط المغاربة، حتى وصلت إلى 30 % من المواطنين لا يعرفون القراءة والكتابة، ورغم أن الحظ قد حالف الأجيال الشابة الأكثر تعلمًا إلا أنه لا تكن الكثير من التقدير للصحافة الورقية، ويفضلون عليها التزود بالأخبار والمعلومات عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية".
وقد اعتبر موقع "هيسبريس" أكثر التجارب الإلكترونية نجاحًا في المغرب، في السنوات الأخيرة، ويقدم الموقع الإلكتروني أخبارًا عامة عن البلاد والعالم، ويقول مالكوه إن أكثر من 600 ألف شخص يزور موقعهم يوميًا.
وحاول مالكوا "هيسبريس" استغلال نجاحهم الإلكتروني الباهر، ليعلنوا في كانون الثاني/يناير الماضي، إصدار مجلة ورقية تحمل الإسم ذاته، وبطاقم صحافي مختلف، لكن النتيجة كانت سقوطًا مدويًا وفظيعًا، فالأسبوعية الورقية لم تستطع العيش لأكثر من 6 أشهر، لدرجة أن المسؤولين عليها لا يزالون غير راضين على الحديث عن هذه التجربة، مفضلين التطرق فقط إلى خبر ارتفاع زوار موقعهم الإلكتروني خلال شهر رمضان الماضي، ليصل عتبة المليون زائر يوميًا.
وقد أرجع الخبير في الإعلام الاجتماعي في مدينة الرباط الأستاذ محمد عبدالوهاب العلالي، ضعف الصحافة الورقية إلى عوامل قديمة، قائلاً "في المغرب لا توجد تقاليد عريقة وقوية لثقافة القراءة، وهو الأمر الذي يرجع إلى تعلق المجتمع المغربي بالثقافة الشفهية أكثر من تعلقه بالثقافة الكتابية، وحتى لو أن ثمن الجريدة في المغرب يتراوح ما بين 0.26 و 0.30 يورو، إلا أن ذلك لا يُشجع الطبقات المتوسطة على اقتنائها، ولو حتى بالنسبة إلى المهنيين مثل الأطباء والأساتذة والمحامين، لأنهم لم يتمرّسوا على ممارسة ثقافة القراءة الفردية، وعلاوة على ذلك هناك حقيقة أنه بالإنتقال نحو التكنولوجيا الحديثة، سيصبح مفضلاً لدى المتلقي والقارئ كل ما له علاقة بالتسلية والمحتوى الترفيهي على حساب المقالات، وهي ظاهرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك،أن المجتمع المغربي لا يزال يعترف بسيادة الثقافة الشفوية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تحولات المشهد السياسي بين أمريكا وتركيا وإسرائيل في ظل…
قصف إسرائيلي يقتل صحفيين ويصيب آخرين في قطاع غزة
الصحف العالمية تناقش التصعيد في غزة ودعم واشنطن لنتنياهو،…
إصابة مصور "العربية" أثناء رصده لاشتباكات بين الجيش السوري…
مشروع "ريفييرا غزة" يثير جدلاً حول تحقيق السلام والاستقرار…

اخر الاخبار

الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…
ماكرون يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة…
مقتل عضو في حركة حماس في غارة إسرائيلية على…
تعاون مغربي موريتاني لتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…
علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…

الأخبار الأكثر قراءة

الصحف العالمية تناقش التصعيد في غزة ودعم واشنطن لنتنياهو،…
إصابة مصور "العربية" أثناء رصده لاشتباكات بين الجيش السوري…
مشروع "ريفييرا غزة" يثير جدلاً حول تحقيق السلام والاستقرار…
سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
الصحف العربية والعالمية تعرض قرارات ترامب وتأثيرها على النظام…