الرئيسية » عالم الإعلام
مراسلة بي بي سي جاكلين ساتون شنقت نفسها في مرحاض المطار

اسطنبول - جلال فواز

قرّرت مراسلة بي بي سي جاكلين ساتون أن تشنق نفسها في المطار بعد تأخرها عن طائرتها وإصابتها بالحزن لأنها لا تستطيع شراء تذكرة أخرى، وتعمل جاكلين في التنمية الدولية التي تنتج لهيئة الاذاعة البريطانية في مناطق الحرب في جميع انحاء العالم، ووجدت مشنوقة في مطار أتاتورك في اسطنبول بتركيا في تشرين الاول/أكتوبر العام الماضي.


وكانت الصحفية البالغة من العمر 50 عاما في طريقها من لندن الى أربيل في شمال العراق حيث عملت كمديرة لجمعية خيرية مقرها لندن ومعهد صحافة الحرب والسلام، وأتي التحقيق في الحادثة يقول بأن الصحفية بدأت تبكي لأنها لم تتمكن من اللحاق بالطائرة وبعدها توجهت الى المرحاض وشنقت نفسها.
 
وأوضحت اختها جيني أنها أنهت حياتها بعد لحظة ضغط شديد وهلع، وأضافت أن السواد الذي تغلب على شقيقتها في تلك اللحظة يشهد على معاناة الناس في الشرق الأوسط بعد الغزو المروع من العراق.


وتابعت " لا أعتقد انها تعمدت ذلك أو خططت له، لا أعتقد انه كان لديها نية مستقبلية لقتل نفسها، وإنما استسلمت للحظة توتر شديد وذعر واتخذت هذا القرار ارتجالا ولكنه كان قرارها الخاص."

وأشارت أنها وصلت الى المطار بعد الساعة العاشرة مساء يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر، وبعدها وصلت الى صالة المغادرة ولكنها ذهبت الى المرحاض في الوقت الذي صعد فيه باقي الركاب الى الطائرة.
 
وصرّح القاضي اندرو ووكر " خرجت من صالة الخروج بدون علامات الاستياء ولكنها فوتت رحلتها، وقالت للموظفين انها لم تكن تملك المال لدفع تكاليف أخرى وبدأت بالبكاء فقالوا لها انهم لا يستطيعون فعل أي شيء بالمقابل."
 
ورآها بعدها الموظفون تذهب الى الحمام ولكنها لم تخرج منه، ودخلت سبع سيدات الى الحمام بعد ذلك وغادرنه قبل أن تكتشف امرأتان روسيتان السيدة ساتون في إحدى الحمامات ونبهت موظفي المطار.
 
وسأل السيد ووكر عائلتها في تسجيل حكم الانتحار اذا كانوا يريدون اضافة أي شيء، عندها قالت شقيقتها أن موتها لم يكن متعمدا، فرد عليها " هل تريدين مني أن أضيف انه كان عملا متهورا؟" فأجابت " نعم."
  
واسترسلت شقيقتها أن جاكي كانت لتسعد بتقرير تشيلكوت الذي نُشر الأسبوع الماضي والذي يكشف عن حماقات الحرب على العراق، وأكدت " الشيء الوحيد الذي أود أن أقوله هو أنني اعرف ماذا كانت تفعل قبل ان تموت في كردستان العراق فقد كانت تعمل مع صحافي كردي وتجمع القصص من الشعب العراقي والكردي والمسيحيين والسنّة والشيعة واليهود عن المجتمعات التي عاشوا فيها لأجيال وسط التعايش السلمي قبل تدخل الغرب وبدء الحرب التي أدت الى هذه الانقسامات الطائفية الرهيبة."

وأفادت " استوعبت أختي الكثير من المعاناة لأشخاص يعيشون في مناطق الحروب في جميع أنحاء العالم، أعتقد أن انتحارها كان شاهدا على معاناة الناس في الشرق الأوسط، وقد عملنا معا ضد الحروب وكانت تعيش في مناطق الحروب لفترة طويلة ورأت الكثير من معاناة الناس."

وتابعت " أعتقد انها كانت لتفرح لتقرير تشيلكوت ورؤية الحماقة المروّعة للغزو الأميركي والبريطاني في هذه المنطقة وكل الصدمة والمعاناة التي تسببت بها الحرب في تلك المنطقة بالتحديد."

وأضافت " أي شخص يملك القليل من الحنان كان ليشعر بنفس الالم، وكانت جاكلين تقول دائما أن أفكارها كانت مع الشعب العراقي الكردي لفترة طويلة، انها شجاعة وغير عادية ولا تعرف الخوف ومحبة للأخرين."
 
وولدت جاكي في هاتفيلد وقضت سنواتها الاولى في تلك المنطقة قبل أن تنتقل عائلتها الى مالدون عندما كانت في السابعة ولديها شقيقتين وشقيقة وتوفيت والدتها بسرطان الثدي في عام 1998 وتوفي والدها الذي كان يعمل مدرس رياضيات في عام 2004.

ويشير ملف تعريفها على موقع التواصل الاجتماعي لنكدين أنها درست في ستراثكلايد وأوريك وشغلت عدة مناصب مع منظمات انسانية في جميع أنحاء العالم والأمم المتحدة، وبعد تخرجها أمضت عامين في كندا قبل أن تعود الى لندن لدراسة الماجستير وبعدها انخرطت في أعمال مناهضة الفضل العنصري وعملت في السفارة الانغولية.
 
وعملت بعدها لصالح صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية في روما، وقدمت أيضا الأخبار على اذاعة الفاتيكان، وأمضت سبع سنوات في اريتريا تعمل في محطة اذاعية وهي الفترة التي التقت فيها بزوجها تشارلز.


وتزوج الاثنان في عام 2000 ولكنهما انفصلا في عام 2003، وجاء الطلاق بعد عام من اختلاف وجهات نظرهما حول غزو العراق، وعملت كمنتجة في بي بي سي بين عامي 1998 و 2000 قضتها في البلدان التي مزقتها الحرب، وكانت تعاني من توتر ما بعد الصدمة بعد اعتقالها في أفريقا بتهمة التجسس.

وعملت في وقت لاحق في افغانستان وإيران ولكنها اضطرت الى الفرار الى غانا بعد أن ساعدت صديق بريطاني بالفرار بالرغم من انه كان متهما في قضية قتل، وقضت بعدها عدة سنوات في العمل في برنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق قبل الانتقال الى استراليا حيث درست الدكتوراه قبل وفاتها.

وعينت  في منصب المديرة القطرية لمعهد حصافة الحرب والسلام في حزيران/يونيو العام الماضي عقب وفاة سلفها عمار الشاندر الذي لقى حتفه في هجوم سيارة ملغومة في بغداد، وقبل وفاتها انضمت الى عائلة عمار وأصدقائه وزملائه في حفل تأبين أقيم له في كنسية سانت برايد في شارع فيليب. 
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

يونس مجاهد يدعو لتغيير فلسفة مجالس أخلاقيات الصحافة ويؤكد…
اليوم العالمي لحرية الصحافة يسلط الضوء على معاناة الصحفيين…
محمود عباس يثير جدلا واسعًا بعد استخدامه تعبيرًا "نابيا"…
قاض فيدرالي في واشنطن يأمر ترمب بالتراجع عن قرار…
الفيديرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات تنظم فعاليات معرض GITEX Africa…

اخر الاخبار

وزيرة الانتقال الطاقي المغربية تُجري بباريس مباحثات رفيعة المستوى…
الملك محمد السادس يتلقى برقيتين تهنئة من عاهل المملكة…
كتائب القسام تُحذر من تداعيات حصار مكان الأسير متان…
واشنطن وباريس تؤكدان التزامهما بمنع إيران من امتلاك سلاح…

فن وموسيقى

المطربة اللبنانية كارول سماحة و رسالة مؤثرة لزوجها الراحل…
رحيل سميحة أيوب "سيدة المسرح العربي" عن 93 عامًا…
الفنانة المغربية أسماء لمنور تتوج بجائزة أفضل مطربة عربية…
إليسا تنفي عودة إصابتها بالسرطان و تواصل مسيرتها رغم…

أخبار النجوم

محمد عبده يُعرب عن سعادته باللقاء المنتظر مع جمهوره…
محمد إمام يواجه أزمة جديدة في فيلم "صقر وكناريا"
شيرين عبد الوهاب تُحيي حفلاً في مهرجان موازين يوم…
أدلة جديدة تغيّر مسار قضية سعد لمجرد وتدفع المحكمة…

رياضة

رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…
المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا
المغربي أشرف حكيمي ثالث عربي يُحرز هدفاً في نهائي…
محمد صلاح يتوّج بجائزة أفضل لاعب في البريميرليغ للموسم…

صحة وتغذية

علماء يحذرون من تزايد سرطان الرئة بين غير المدخنين
موديرنا تعلن موافقة FDA على لقاح جديد للوقاية من…
تأثير القهوة على صحتك يعتمد على جيناتك وليس فقط…
وزير الصحة يُعلن مراجعة شاملة لأسعار الأدوية في المغرب

الأخبار الأكثر قراءة

محمود عباس يثير جدلا واسعًا بعد استخدامه تعبيرًا "نابيا"…
قاض فيدرالي في واشنطن يأمر ترمب بالتراجع عن قرار…
الفيديرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات تنظم فعاليات معرض GITEX Africa…
تحولات المشهد السياسي بين أمريكا وتركيا وإسرائيل في ظل…
قصف إسرائيلي يقتل صحفيين ويصيب آخرين في قطاع غزة