الرئيسية » عالم الإعلام
إسرائيل

جنيف ـ سامي لطفي

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تصاعد استهداف وتشويه الصحافيين العرب والفلسطينيين العاملين في وسائل الإعلام الألمانية.وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، الأربعاء إنه "منذ أن أصدر البرلمان الألماني قرارًا يصف حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل أنّها معادية للسامية، شهدت البلاد حملات متزايدة تهدف للخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، وتجريم انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".وأكد الأورومتوسطي أنّ هذا لا يشكل هذا خطرًا جسيمًا على حرية التعبير فحسب، بل ينطوي على استخدام الاتهامات بمعاداة السامية كسلاح ضد الشخصيات العامة من الأقليّات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الإذاعة الدولية الألمانية العامة (دويتشه فيله) المملوكة للدولة عن وقف بعض موظفيها العرب والعاملين المستقلين في الخارج عن العمل، على أن يتم فتح تحقيق، بمشاركة وزيرة العدل الالمانية السابقة سابين لوثيوسر شنارنبرغر والطبيب النفسي الفلسطيني أحمد منصور، باتهامات تتعلق بمعاداتهم للسامية.وحدد الأورومتوسطي خمسة صحافيين عرب بينهم فلسطينيان اثنان أوقفوا عن العمل بسبب نشرهم منشورات تنتقد "إسرائيل".وكانت إذاعة غرب ألمانيا قبل هذا الإعلان بوقت قصير أوقفت البرنامج العلمي "كواركات" الذي تقدمه نيمي الحسن الصحفية الألمانية من أصول فلسطينية، بسبب مزاعم مماثلة تتعلق بـ"معاداة إسرائيل".

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ الصحف والمنظمات وأعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة الموالية لـ"إسرائيل" تستهدف الصحفيين العرب أو الفلسطينيين في وسائل الإعلام الألمانية، وتبذل جهودًا كبيرة للبحث في ماضيهم من أجل الوصول إلى ما يدينهم ومن ثم توقيفهم عن العمل.وذكر أن حملات التشويه تقوم على مغالطة الذنب بالارتباط (رفض رأي معين بالنظر إلى معتنقيه)، أو تسليط الضوء بشكل انتقائي على كتابات قديمة للصحفيين المستهدفين قد لا تمثل توجهاتهم الحالية بالضرورة، أو تعمد إساءة تفسير أو إخراج كلامهم من سياقه لاستحضار اتهامات بمعاداة السامية.وبين أنه على سبيل المثال في حالة الصحفية الحسن نشر منتج على يوتيوب يُدعى ايرفان بيتسي ذو صلة بحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، مقطع فيديو تظهر فيه الحسن وهي تشارك بتظاهرة احتجاجية بعنوان "مسيرة القدس" في عام 2014.

وهذا هو العام شنت فيه "إسرائيل" حربًا على قطاع غزة، حيث زُعم أنّ بعض المشاركين في التظاهرة أطلقوا هتافات فُسرت على أنها معادية للصهيونية أو معادية للسامية.ولفت الأورومتوسطي إلى أن هذا الادعاء اعتُبر دليلًا كافيًا لبعض وسائل الإعلام الألمانية مثل سبرينغر لاستعداء الحسن واتهامها بمعاداة السامية، بينما لم تأخذ حملات التشهير ضد الحسن بعين الاعتبار ما إذا كانت قد شاركت في الهتافات، أو ما إذا كانت قد غيرت وجهات نظرها منذ 2014.وبالمثل، تعرضت الصحافية من أصول فلسطينية وأردنية فرح مرقة والتي أوقفتها دويتشه فيله عن العمل لحملة تشهير سلطت الضوء بشكل انتقائي على مقالتين كتبتهما منذ سبع سنوات.

وذكر المرصد أنه على سبيل المثال نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الاقتباس التالي في وقت سابق من هذا الشهر:وفي عام 2014، وصفت مرقة في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية العربية إسرائيل بـ"السرطان"، الذي يجب "استئصاله".وكتبت في عام 2015 أنها قد تنضم أيضًا إلى جماعة داعش الإرهابية إذا كانوا "سيطردون الإسرائيليين من الأرض المقدسة".وفحص فريق الأورومتوسطي المقالات التي أشار إليها الصحيفة وخلص إلى أن كلمات مرقة ربما تكون قد أُخرجت من سياقها وأسيء تفسيرها، إذ إن المثال الذي وصفت فيه "إسرائيل" بـ"السرطان" مأخوذ من مقال تحدثت فيها عن الجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا.

وأشارت فيه إلى زعيم جماعة جهادية تقاتل في سوريا بدعم من "إسرائيل"، حيث ظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه مثال غريب على "من يقاتل من ومتى".واختتمت الصحفية الفقرة بقولها "عندما ينمو السرطان في الجسم يؤذي العديد من أعضائه... في أجسادنا التي تتأذى بالفِرق والمذاهب والأصول... يوجد سرطان واحد فقط... استخرجوه وسنشفى!".وبيّن الأورومتوسطي أن الجملة التي نقلتها شبيغل لا توضح ما إذا كانت مرقه تشير إلى "إسرائيل" أو الجماعات الجهادية في سوريا.أما فيما يتعلق بادعاء استعدادها للانضمام لداعش، فتشير مقالة شبيغل إلى فقرة أيدت فيها مرقة تحليلاً يتعلق بذكر زعيم تنظيم "داعش" فلسطين في خطاب له.وقالت حينها إنّ ذلك يؤشر على يأس الجماعة واستغلالها للقضية الفلسطينية.

ثم قالت ساخرةً إنه إذا كانت الجماعة صادقة في شعاراتها تجاه فلسطين، فإنها ستعيد النظر في "حكمها على رجالهم وداعميهم الماليين"، ثم قالت -ساخرة أيضًا- إنها قد تنضم إلى أي جماعة -بما في ذلك داعش- إذا كانت "ستعيد أرض فلسطين لشعبها" حتى لو كان دين تلك الجماعة البوذية.وبيّن الأورومتوسطي أن فقرة الصحفية تقوم على فكرة برهان الخُلف (فلسفة تقوم على أساس إثبات صحة المطلوب بإبطال نقيضه).ولفت إلى أنها تحاول الصحافية إثبات ادعاء أن داعش لا تريد سوى استغلال القضية الفلسطينية من خلال إظهار سخافة السيناريو المعاكس.وشدد على أنها لم تُمنح فرصة عادلة لشرح حجتها في هذا المقال أو بيان ما إذا كانت غيّرت توجهاتها.

وبالعودة إلى قضية الصحفية الحسن، فإنّ أكثر ما يثير القلق هو تعرضها للهجوم على منصة بيلد الألمانية لمجرد إعجابها بمنشورٍ على حساب "إنستغرام" الخاص بمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" وهي إحدى أكبر الجماعات اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة التي تنتقد "إسرائيل".وكان المنشور الذي أعجبت فيه الحسن وتعرضت لحملة تشويه شديدة بسببه يتهم "إسرائيل" بممارسة سياسة "الفصل العنصري" في الأراضي الفلسطينية.وذكر الأورومتوسطي أنّ توبيخ صحفي محترم وفضحه لاستخدامه مصطلح مثل "الفصل العنصري" ضد "إسرائيل"، وهو ذات المصطلح الذي استقرت عليه منظمات دولية -منها بتسيلم، وهي أكبر منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، وهيومن رايتس ووتش- لوصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وفي مايو/أيار الماضي، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وزعت دويتشه فيله دليلًا داخليًا من صفحتين للصحفيين يمنعهم من إقامة أي ارتباط بين "إسرائيل" والاستعمار، أو استخدام مصطلح الفصل العنصري، وهو ما ينطوي على قمع خطير لحرية التعبير يهدف إلى ترسيخ الانحياز لـ"إسرائيل" في وسائل الإعلام الألمانية بدلاً من الدفاع عن المبادئ الصحفية.ونبّه المرصد الأورومتوسطي وسائل الإعلام الألمانية مثل دوتشيه فيله وإذاعة غرب ألمانيا إلى خطورة طرد الصحافيين الفلسطينيين والعرب بشكل تعسفي بسبب حملات التشهير التي تنفذها الجماعات الموالية لـ"إسرائيل" أو اليمين المتطرف.وأكد أن هذه من شأنها تحفيز المزيد من الاستهداف التمييزي لشخصيات عامة من أصول فلسطينية أو عربية، أو ممن لديهم آراء متعاطفة مع حقوق الفلسطينيين وحريتهم.

قد يهمك أيضا :

دعوات لعزل عضو الكنيست منصور عباس وإسقاطه بعد تصريحاته بشأن "يهودية إسرائيل"

بوريطة الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل تخليد لماض وحاضر ومستقبل مشترك

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مراسلون بلا حدود تقول إن بالمعدل الذي يقتل فيه…
استمتعي برحلات هادئة وتجارب سياحية أعمق بعيدًا عن زحام…
قتل الصحفيين في غزة يكشف المخاطر التي يواجهها الإعلاميون…
ترامب مستاء من قتل إسرائيل صحافيين في غزّة وإدانة…
"إندبندنت عربية" تنعى المصورة مريم أبو دقة بعد مقتلها…

اخر الاخبار

المغرب يترأس الاجتماع العام ال11 للشبكة الدولية للأمن والسلامة…
وزير الخارجية الصيني يشيد برؤية الملك محمد السادس ويطلق…
وزير الخارجية المغربي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين
مسؤولون يعتبرون استعادة قاعدة باغرام بداية لغزو جديد لأفغانستان

فن وموسيقى

ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…

أخبار النجوم

أحمد مالك وهدى المفتي يتعاقدان علي «سوا سوا»في رمضان…
أنغام تعلن عن مفاجأة لجمهورها قبل حفلها في "ألبرت…
وفاء وآيتن عامر تُصدمان قبل عرض مسرحيتهما الخليجية بساعات
دينا الشربيني تكشف كواليس طريفة في فيلم "درويش" وعمرو…

رياضة

اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الاطباء في توقع مضاعفات العمليات الجراحية
منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…

الأخبار الأكثر قراءة

المنتدى السعودي للإعلام منصة دولية تستشرف مستقبل القطاع
اعتراف فرنسا بفلسطين يضع بريطانيا تحت المجهر مقال رأي…
قضايا فلسطين وغزة وإدمان الشاشات تتصدر اهتمامات الصحف العالمية
تصاعد التوتر في الشرق الاوسط بين دعوات لنزع السلاح…
الصحف البريطانية تسلط الضوء على فشل العالم في إيقاف…