الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
شبح الحرب الأهلية يلوح في أفق العراق

لندن ـ سليم كرم 

لندن ـ سليم كرم  أكد لاجئ سياسي عراقي سابق، أن "العراق ينتظره مستقبل ومصير مرعب، يتمثل في حرب أهلية بكل معنى الكلمة، بعد 10 سنوات من الغزو، وأن الزمن لم يكن كفيلاً بعلاج آلام العراقيين، فيما لا يزال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي يعتبره الشعب العراقي مجرم حرب، يحظى من وسائل الإعلام بمعاملة شخصية عظيمة الشأن".ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالاً للاجئ السياسي العراقي السابق والمحاضر  الحالي في جامعة لندن ميتروبوليتان سامي رمضاني، قال فيه إن "الألم يعتصره كلما حاول الكتابة عن العراق، وعن بغداد، والأرض التي شهدت مولده وطفولته، وإن العراق الذي كان يومًا ما مهد الحضارات، وبعد 10 سنوات من حرب الصدمة والرعب، التي شنها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وبلير على العراق العام 2003، والتي أعقبت 13 عامًا من العقوبات القاتلة والمميتة، وبعد 32 عامًا من الاضطهاد على يد الرئيس الراحل صدام حسين، يعيش الآن حالة كارثية". وأضاف رمضاني "لقد كان كل من التدخل الإمبريالي الوحشي والحكم الديكتاتوري مسؤولًا عن مقتل ما يزيد على مليون فرد من شعب العراق منذ 1991. ومع ذلك فإن كلاً من طوني بلير والوزيرة الأميركية السابقة للخارجية مادلين أولبرايت يقولان إن الثمن الذي دفعه الشعب العراقي يستحق، ولا يزال بلير حتى يومنا الذي يعتبره الشعب العراقي مجرم حرب يحظى من وسائل الإعلام بمعاملة شخصية عظيمة الشأن، ولا يصدقه الشعب العراقي عندما يقول (إنه يشعر بالمسؤولية، ولكنه غير نادم على إزالة صدام حسين)، قال ذلك وكأن صدام وفلوله قد اختفوا، وتركوا الشعب العراقي يبني دولته الديمقراطية. إن ما يثير غضب وسخط الشعب العراقي أن يرى بلير وهو يبني إمبراطورية تجارية يجني من ورائها مكاسب، على حساب دوره في زيادة عدد جثث العراقيين على نحو يفوق فيه صدام حسين"، مشيرًا إلى أن "جرائم صدام وما عاناه هو شخصيًا في عهده"، قائلاً "إن الشعب العراقي يعي تمامًا أن صدام ارتكب كل جرائمه الكبرى عندما كان حليفًا للقوى الغربية".  ولفت رمضاني إلى ما سبق وأن نشره عشية غزو العراق العام 2003 في صحيفة "غارديان"، ويقول "إن سجل الأميركان يتحدث عن نفسه في العراق، فالولايات المتحدة هي من ساندت حزب البعث في الاستيلاء على السلطة في العراق العام 1963، وقتل الآلاف من الاشتراكيين والشيوعيين والديمقراطيين، وهي أيضًا التي ساندت حزب البعث العام 1968 عندما تم تنصيب صدام حسين نائبًا للرئيس العراقي، وهي من ساعدته هو وشاه إيران العام 1975 لسحق الحركة القومية الكردية، وهي من زادت من دعمها لصدام العام 1979، ومساعدته في شن حرب عدوانية مروعة ضد إيران العام 1980، استمرت ثماني سنوات، وراح ضحيتها مليون عراقي وإيراني، وهي من كانت تعلم تمامًا استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد وعرب الأهواز، وهي من شجعته على غزو الكويت العام 1990، وهي من تركته من العام 1991 وحتى 2001 تحت غطاء العقوبات المميتة وسياسية الاحتواء".   أضاف "ولما لم يعُد وجود صدام يحقق لها مصالحها أغرقت هي وبريطانيا شعب العراق في بحر من الدماء، لا حصر لضحاياه من قتلى وجرحى ومفقودين ولاجئين، يزيد عددهم على أربعة ملايين، أضف إلى ذلك التفجيرات شبه اليومية، وأعمال القتل التي تذهب بأرواح الأبرياء".  واستطرد رمضاني "ولا تزال بريطانيا وأميركا ترفضان الاعتراف بالآثار المدمرة الناجمة عن استخدام العتاد الحربي المصنوع من اليورانيوم المستنفد المشع، وما زالت أميركا تنكر استخدامها الأسلحة الكيماوية في الفلوجة، رغم ما لدى العراقيين من أدلة تتمثل في البيئة المسممة، ومعدلات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية.  ولا يزال الملايين في العراق يعانون من نقص في الطاقة الكهربية والمياه النظيفة وغيرها من الخدمات الضرورية، بالإضافة إلى الفقر والبطالة في واحدة من أغنى بلدان العالم. ويدفع النساء والأطفال في العراق الثمن غاليًا، ويوميًا ما نشهد انتهاكًا لحقوق المرأة وحقوق الإنسان بصفة عامة في العراق".   وأردف "في ما يتعلق بالديمقراطية التي يفترض أن كل ما حدث كان من أجلها، فقد رعت سلطات الاحتلال الأميركية عملية سياسية ودستور ينشر بذور الطائفية والنزاعات العرقية، ومع الفشل في سحق المقاومة العراقية اتبعت سياسة "فرِّق تسُد" ونجحت في إضعاف النسيج الاجتماعي، وتصعيد طبقة حاكمة فاسدة تزداد ثراءً يومًا بعد يوم، في الوقت الذي باتت فيه موارد العراق الطبيعية مرهونة لشركات النفط الأجنبية، وغيرها من مؤسسات الإعمار والتشييد".  وأشار إلى أنه "يهمين على مؤسسات الدولة في العراق القوى الطائفية والعرقية، سواء المتحالفة مع الولايات المتحدة، أو التي تخشى نفوذها، وما زالت السفارة الأميركية في بغداد هي المسؤول والمتحكم الأكبر في العراق، والحقيقة أن العراق ليس دولة ذات سيادة، فهو يعاني في ظل العقوبات الواردة في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفًا "من بين السخريات السياسية ما يقال إن في العراق حكومة شيعية تحكمه، في وقت يظل غالب سكان العراق من الشيعة هم الأفقر، وهناك أيضًا العراق الكردستاني كدولة منفصلة ينقصها الاسم، وتتحالف الحكومة الكردستانية الإقليمية مع الولايات المتحدة وتركيا المعروفة بأنها القامع الوحشي للشعب الكردي، كما أن علاقاتها تتنامى مع إسرائيل، وتزداد العلاقات سوءًا بين الحكومة المركزية وبين الحكومة الكردية الإقليمية بشأن النفظ والأرض، كما يشهد غرب العراق تظاهرات احتجاجية بسبب الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، وبالإضافة إلى التوتر المتزايد داخل العراق، هناك الحرب الأهلية السورية التي تهدد باتساع نطاقها الإقليمي ليشمل العراق ولبنان، كما أن خطوات إسرائيل المعادية لإيران تزيد من اتساع مجال تلك الحرب، ففي شمال غرب العراق على الحدود مع سورية، حيث قام الجنرال بترايوس بتمويل مليشيات الصحوة بهدف قمع المقاومة العراقية في تلك المنطقة، كما أن الإرهابيين على طريقة (القاعدة) يعملون بنشاط في تلك المنطقة وهم حلفاء لـ(جبهة النصرة) في سورية، والواقع أن التحالف الأميركي التركي الإسرائيلي مع المليشيات التي ظهرت في سورية له انعكاساته في العراق، ويضاف إلى ذلك فلول نظام صدام حسين. ويمكن القول إن البراغماتية الأميركية (أي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة) لا حدود لها". واختتم رمضاني "لقد شهد العراق يومًا ما قوة ديمقراطية ولكنها سحقت على يد حزب البعث ونظام صدام حسين العام 1963 بدعم من الـ(سي آي إيه)، وإن عودة ظهور هذه القوة من جديد الآن هي الأمل الباقي الوحيد للشعب العراقي، ومن دونها لن يتمكن العراق من بناء دولة أفضل وغد أفضل واعد ومبشر بالسلام، وإن روح الحرية والتضامن في ما بين طوائف الشعب العراقي هو السبيل الوحيد لظهور عراق حر ديمقراطي ينعم بالنهضة والرخاء".  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اتفاق بين واشنطن وبكين ينهي الجدل حول تيك توك
نتنياهو يهاجم قطر ويتهمها بقيادة جهود لحصار إسرائيل
توجه المغرب نحو الغواصات يثير اهتمام فرنسا وألمانيا وروسيا
السيسي إسرائيل تخطت الخطوط الحمراء وتسعى لاستباحة المنطقة
الرئيس الإيراني يحث الدول الإسلامية على قطع العلاقات مع…

اخر الاخبار

قطر تشترط اعتذارًا إسرائيليًا لاستئناف محادثات التهدئة
زيلينسكي يلتقي ترامب الأسبوع المقبل لبحث العقوبات والضمانات الأمنية…
المغرب والصين يوقعان مذكرة تفاهم لإطلاق آلية الحوار الاستراتيجي…
المغرب يترأس الاجتماع العام ال11 للشبكة الدولية للأمن والسلامة…

فن وموسيقى

في أول ظهور إعلامي كارول سماحة تبكي رحيل زوجها…
ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…

أخبار النجوم

أحمد مالك وهدى المفتي يتعاقدان علي «سوا سوا»في رمضان…
أنغام تعلن عن مفاجأة لجمهورها قبل حفلها في "ألبرت…
وفاء وآيتن عامر تُصدمان قبل عرض مسرحيتهما الخليجية بساعات
دينا الشربيني تكشف كواليس طريفة في فيلم "درويش" وعمرو…

رياضة

اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الاطباء في توقع مضاعفات العمليات الجراحية
منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…

الأخبار الأكثر قراءة

فلسطين تدعو إلى التطبيق الفوري لإعلان نيويورك لوقف الحرب…
أستراليا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونيوزيلندا تدرس الخطوة
تحركات أوروبية مكثفة قبيل قمة أميركية ـ روسية مرتقبة…
مندوب فلسطين يؤكد أن إسرائيل تضرب ميثاق الأمم المتحدة…
وزير الدفاع الإسرائيلي يدعم زامير ويؤكد استمرار التقدم نحو…