الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد

الرباط - المغرب اليوم

ثلاثة أسابيع مرّت على اعتقال «عنصر الحشد» العراقي قاسم مصلح، واقتحام المنطقة الخضراء في بغداد من قبل مسلحين تابعين لفصائل عراقية، ورغم التسوية السياسية التي أطفأت الأزمة مؤقتاً، فإنها أظهرت حجم التقاطعات داخل منظومة الحشد الشعبي.

ورغم حصول الفصائل الشيعية على زخم سياسي، الأسبوع الماضي، من إطلاق سراح مصلح، والبدء بتصعيد جديد ضد القوات الأميركية، فإن القيادات الأساسية تتداول منذ أسابيع معطيات «مقلقة» عن تواصل «مرتبك» مع القيادات الإيرانية، يتزامن مع فرز جديد لقوى الحشد الشعبي.

ومطلع الشهر الحالي، ظهر زعيم كتلة «الفتح» هادي العامري في تصريحات صحافية، لَمّح فيها إلى وجود خلافات داخل الحشد، بعد أن اتهم «أطرافاً بمحاولة استغلال قضية مصلح»، وقال: «هناك شياطين في الطرفين»، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والفصائل.

وتقول مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «ثلاثة فصائل شيعية في الأقل، تحتكر الآن القرار السياسي والميداني»، وإن «أجنحة سياسية نافذة في البرلمان باتت تواجه صعوبات جدية في كبح جماح تلك الجماعات».
وأشارت المصادر إلى أن «الخلافات وصلت إلى ذروتها بسبب الاعتراض على قرارات استراتيجية، كاقتحام الخضراء، والاندفاع نحو سيناريو المواجهة بسرعة دون إشراك القوى الأساسية».

وتفيد المصادر بأنها رصدت «ارتباكاً إيرانياً في التعاطي مع الفصائل الحليفة لها في العراق، فبينما يتصرف قائد (فيلق القدس) إسماعيل قاآني مع المجموعات الشيعية بوصفه ناقلاً للرسائل، تتواصل فصائل محددة مع مكتب المرشد علي خامنئي لاتخاذ قرارات في المسرح العراقي».

المتغير بعد اعتقال مصلح والإفراج عنه، يشمل استراتيجية إيران في العراق، عبر حلفائها. وطالما كانت طهران تعتمد على تنويع الأجنحة المسلحة وتفريخها لمجموعات صغيرة مختلفة التأثير، بهدف المشاغلة والمناورة، لكن هذا التمايز بدأ ينعكس سلباً على إيران ونفوذها. ومراراً، تحدثت المصادر القريبة من الفصائل، عن «الدور الذي كان يجيده قاسم سليماني في ضبط إيقاع هذا التنوع، وتوزيع الأدوار بين فصائل متباينة الحجوم والتأثير»، لكن الأمر تغير تماماً منذ مقتله في يناير (كانون الثاني) 2020.

وفشلت إيران ليس في العثور على بديل لسليماني وحسب، بل في ابتكار صيغة لترويض الفوضى التي تنذر بها التقاطعات داخل الحشد. وتقول مصادر عليمة إن «إيران تدفع اليوم ثمن سياسة التمايز بين الفصائل، التي كان سليماني يديرها على نحو دقيق»، بينما «تفلت الأمور من بين يدي قاآني». وتضيف المصادر أن «التمايز (في توزيع الأدوار) تحول الآن إلى محرك للخلافات، وأن فصائل المهمات الكبيرة أيام سليماني تحولت الآن إلى خطر متفاقم، خارج السيطرة»، فيما تفسر أحد أشكال التمايز بأنه «ما كان يظهر بين الفصائل التي تعمل مع (الحرس الثوري)، وتلك التي تعمل مع جهاز الاطلاعات».

وبحسب تسريبات قاطعتها «الشرق الأوسط» مع مصادر عليمة، فإن «قاآني، خلال زياراته الأخيرة لبغداد، لم يخُض في نقاشات معمقة حول التطورات العراقية (...) كان يبلغ الرسائل، وليس لديه المثير ليرد على ملاحظات الفصائل».

هذه المتغيرات التي تطرأ بدرجات متفاوتة على النفوذ الإيراني، تتزامن مع حالة توسع غير مسبوقة لفصائل محددة تحاول السيطرة تماماً على موارد السلطة من خلال إضعاف حكومة الكاظمي. ويقول قائد ميداني في «الحشد الشعبي» إن «إيران لن تتمكن من السيطرة على فصائل متمردة باتت تمتلك السلاح، ولديها نفوذ في سوق الأعمال العراقي، عبر مصالح مالية واستثمارات سيطرت عليها خلال السنوات الماضية».

وتواجه إيران مشهداً معقداً داخل الحشد الشعبي، إذ انتهت التطورات السياسية والميدانية إلى فرز ثلاث تيارات متقاطعة دخل المؤسسة؛ أولها التيار المتشدد الذي يضم «كتائب حزب الله»، «النجباء»، و«عصائب أهل الحق»، وتوابعها.

التيار الثاني تم فرزه منذ أن انفصل ما يعرف بـ«حشد العتبات» عن الحشد الشعبي، وبات يتلقى أوامره من المرجع الديني علي السيستاني، الذي فضل أن تلتحق ألوية هذا الحشد بالمؤسسة العسكرية الرسمية. أما التيار الثالث فتمثله «سرايا السلام» بزعامة مقتدى الصدر التي تتمركز في موضع «منفرد» داخل الأزمة، لكنه من دون شك لا يضع نفسه ضمن تيار المتشددين، وبينما يصوغ تحالفاته بحذر مع حكومة الكاظمي وآخرين، يبقى الشك المتبادل حاكماً على علاقته مع إيران.

قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:

الطائرات الايرانية المسيّرة فوق القواعد الاميركية في العراق تقلق واشنطن
اتفاق عراقي ـ أميركي على إعادة انتشار قوات التحالف الدولي وسط ترتيبات لجولة جديدة من الحوار قريبا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تضاؤل الآمال بعقد قمة سلام مباشرة بين بوتين وزيلينسكي…
كوريا الشمالية تتهم الجيش الجنوبي بإطلاق طلقات تحذيرية وتحذر…
ترامب يثير الجدل في إسرائيل بشأن عدد الرهائن الأحياء
ترامب يخطط لإقامة منطقة اقتصادية في جنوب لبنان
الشرع يصادق على نظام انتخابي مؤقت خاص بمجلس الشعب

اخر الاخبار

مجلس الأمن يمدد ولاية اليونيفيل في لبنان لعام أخير
عبدالعاطي يعتبر مقترح ويتكوف بشأن غزة الأنسب في الوقت…
وزير الخارجية السعودي يشدد على دور المملكة في تهيئة…
نتنياهو يؤكد وعيه بطبيعة الحكومة في سوريا ويقول إنه…

فن وموسيقى

الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…

أخبار النجوم

رسالة صوتية باكية من أنغام في أول تعليق على…
محمد رمضان يكشف عن حبّه للبنان في أغنيته الجديدة
مي عمر تحتفل بعيد ميلاد زوجها بطريقة ملكية وهدية…
فيفي عبده تعلن وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدي

رياضة

نفاد تذاكر مباراة المغرب والنيجر بالكامل خلال أربع ساعات
كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز

صحة وتغذية

الايبوغا علاج تقليدي في الغابون للقلق والادمان يحظى بشعبية…
أنشطة وأطعمة تساعد على تحسين الإدراك والوقاية من الخرف
عقاقير السمنة تكشف عن دور مفاجئ في الوقاية من…
أمل جديد في علاج تلف الكبد الناتج عن الإفراط…

الأخبار الأكثر قراءة

سوريا تعلن سحب قواتها من السويداء وتتهم إسرائيل بإثارة…
السويداء تشهد نزوح عائلات بدوية تحت تهديد السلاح
اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن القصف الإسرائيلي على سوريا
أردوغان يعلن تشكيل لجنة برلمانية لبحث الإطار القانوني لنزع…
8 أطفال ضحايا غارة إسرائيلية على دير البلح مشهد…