الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
السلالة الجديدة من فيروس كورونا

لندن - سامر موسى

كشفت منظمة الصحة العالمية أن النتائج الأولية تشير إلى أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا والتي تم اكتشافها لأول مرة في جنوب إفريقيا، هي الأشد عدوى بين كل متحورات الفيروس التي ظهرت حتى الآن.
وعقب  يوم طويل من الاجتماعات، صنفت المنظمة السلالة الجديدة كسلالة "تبعث على القلق"، وأطلقت عليها الحرف اللاتيني "أوميكرون".
يأتي هذا بينما أعلنت مزيد من الدول حظر الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، وذلك خوفا من انتقال السلالة الجديدة، بينما تم الإعلان عن اكتشاف حالات في بلدان عدة من بينها بلجيكا، وإسرائيل، وبوتسوانا، إضافة على هونغ كونغ.

وحذرت المنظمة من الإسراع إلى فرض قيود على السفر، قائلة إن على الدول اتباع "نهج علمي قائم على المخاطر".
لكن دولا عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، فرضت حظرا على الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي وإسواتيني وليسوتو. وكذلك فعلت دول عربية بينها المغرب والسعودية والإمارات
كما وافقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض حظر سفر على الدول السبع بعد تسجيل بلجيكا أول إصابة بالمتحور الجديد من الفيروس، وأشارت تقارير إنها لشخص عائد من مصر.
لكن السلطات المصرية ووصفت هذه التقارير بـ "المعلومات غير المؤكدة"، قائلة على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار إن مصدرها لا يزال تغريدة غير رسمية، ولم توثقها السلطات في بلجيكا.
وأعلنت دول أخرى، بينها اليابان، فرض قيود، مثل العزل الإجباري، على الوافدين من منطقة جنوب أفريقيا.
وانتقدت جنوب إفريقيا هذه الإجراءات قائلة إنها "سابقة لأوانها".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن معرفة مدى تأثير المتحور الجديد قد يستغرق بضع أسابيع، بينما يبحث العلماء شدة العدوى التي يتسبب فيها.
ويختلف المتحور الجديد عن السلالات المعروفة حتى الآن. ويقول علماء إن هذه أكبر طفرة حصلت على الفيروس، بمعنى أن اللقاحات التي صممت ضد السلالة الأصلية قد لا تكون فعالة معها.
وشرعت شركة فايزر وشريكتها الألمانية "بيو إن تك" في تقييم مدى فعالية لقاحهما أمام المتحور الجديد. وستحصل الشركة الألمانية على معلومات أدق عن المتحور الجديد خلال أسبوعين عندما تصلها بيانات أكثر من المختبرات،  الوقت نفسه، انخفضت أسعار النفط بأكثر من عشرة بالمئة، وهو أكبر انخفاض تشهده في يوم واحد خلال ثمانية عشر شهراً.
كما هوت قيمة الأسهم في أنحاء متفرقة من العالم، وسط المخاوف التي أثارتها السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
ففي آسيا، تراجعت أبرز مؤشرات الأسهم بأكثر من 2 في المئة. فقد أغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض بأكثر من 2.5 في المئة. كما مُني مؤش هانغ سنغ في هونغ كونغ بخسائر مماثلة.
وفتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض بنحو 3 في المئة، إذ تضررت بشدة شركات الخطوط الجوية وتلك المرتبطة بالسفر.
وفتحت الأسواق الأمريكية على انخفاض حاد، إذ سجلت شركات السفر والمصارف والسلع تراجعا.
وثمة أسئلة عاجلة حول مدى سرعة انتشار المتحور الجديد، وقدرته على تجاوز بعض الحماية التي توفرها اللقاحات وما الذي يجب فعله حيال ذلك.
وهناك الكثير من التكهنات، ولكن القليل من الإجابات الواضحة.

عند بداية التعرف عليه أطلق على المتحور اسم   B.1.1.529  , وقد أعطته منظمة الصحة العالمية الجمعة اسما رمزيا يونانيا هو "أوميكرون" (مثل متحورات ألفا ودلتا).
كما أنه تعرض إلى طفرات شديدة بشكل كبير. وقال توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن هناك "مجموعة غير عادية من الطفرات" وأن السلالة الجديدة "مختلفة تماما" عن المتحورات الأخرى التي انتشرت.
وقال: "لقد فاجأنا هذا المتحور، فقد حقق قفزة كبيرة في التطور وطفرات أكثر بكثير من التي توقعناها".
و قال دي أوليفيرا إن هناك 50 طفرة إجمالية أكثر من 30 بينها طرأت على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الجزء الذي تستهدفه معظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.
وبالنسبة لنطاق ارتباط المستقبلات (الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بخلايا أجسامنا) فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بطفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم.
ومن المحتمل أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجا عن مريض واحد لم يكن قادرا على التغلب على الفيروس.
ولا يعني حدوث الكثير من الطفرات بالضرورة أمرا سيئا. فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.

لكن القلق يكمن في أن هذا الفيروس أصبح الآن مختلفا جذريا عن الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين. وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة.
وشوهدت بعض الطفرات في متحورات أخرى، ما يعطي فكرة عن دورها المحتمل في تطور هذا المتحور.
على سبيل المثال، يبدو أن متحور  N501Y يسهل انتشار فيروس كورونا. وهناك أنواع أخرى تجعل من الصعب على الأجسام المضادة التعرف على الفيروس وقد تجعل اللقاحات أقل فعالية، ولكن هناك أنواعا أخرى جديدة تماما.
وقال ريتشارد ليسيلز، الأستاذ بجامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا: "إنهم يخيفوننا من أن هذا الفيروس قد يكون قد عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة".
وكانت هناك العديد من الأمثلة على المتحورات التي بدت مخيفة على الورق، لكنها لم تحقق شيئا. كان متحور بيتا على رأس اهتمامات الناس في بداية العام لأنه كان الأفضل في الهروب من جهاز المناعة. لكن في النهاية كان متحور دلتا أسرع انتشارا وهيمنت السلالة الناجمة عنه على العالم.
وقال رافي غوبتا من جامعة كامبريدج: "سلالة متحور بيتا تركزت على القدرة في الهرب من مقاومة الجهاز المناعي ولا شيء آخر، أما دلتا فلديها القدرة على العدوى وهروب مناعي متواضع،  ومن المحتمل أن لهذا المتحور الجديد هاتين السمتين".
وستعطي الدراسات العلمية في المختبر صورة أوضح، لكن الإجابات ستأتي أسرع من خلال مراقبة الفيروس في العالم الحقيقي.
ولا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات واضحة، ولكن هناك بالفعل علامات تثير القلق.
وكانت هناك 77 حالة إصابة مؤكدة في مقاطعة غوتنغ بجنوب أفريقيا، وأربع حالات في بوتسوانا وحالة واحدة في هونغ كونغ (التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسفر من جنوب أفريقيا)، كما أعلنت إسرائيل عن ظهور حالات لديها.
ومع ذلك، هناك أدلة على أن المتحور قد انتشر على نطاق أوسع.
ويبدو أن هذا المتحور  يعطي نتائج غريبة (تُعرف باسم تسرب الجين إس) في الاختبارات القياسية التي يمكن استخدامها لتتبع المتحور من دون إجراء تحليل جيني كامل.

ويشير هذا إلى أن 90٪ من الحالات في غوتنغ قد تكون بالفعل ناجمة عن الإصابة بهذا النوع و"قد تكون موجودة بالفعل في معظم المقاطعات" في جنوب أفريقيا.
لكن هذا لا يخبرنا ما إذا كان المتحور الجديد ينتشر أسرع من متحور دلتا أم أنه أشد خطورة أو إلى أي مدى يمكنه التهرب من الحماية المناعية التي تأتي من التطعيم.
كما أنه لا يخبرنا إلى أي مدى سينتشر المتغير في البلدان التي لديها معدلات تطعيم أعلى بكثير من الـ 24٪ في جنوب أفريقيا الذين تلقوا التلقيح بالكامل، على الرغم من أن أعدادا كبيرة من الناس في البلاد قد أصيبوا بفيروس كورونا.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

اجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية بشأن سلالة جديدة شديدة التحور من "كورونا" تُثير المخاوف

 

الصحة العالمية تؤكد أن 30 مليار دولار حجم الأدوية المغشوشة بالدول محدودة الدخل

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إقبال لافت على التصويت في انتخابات العراق البرلمانية ومفوضية…
البرلمان الباكستاني يوافق على تعديلات دستورية توسّع صلاحيات قائد…
إغلاق الحدود البرية بين مالي وموريتانيا يربك سائقي الشاحنات…
السعودية تُسجل إنجازاً جديداً في توطين الإنفاق العسكري وتُطلق…
الشهويدي يعترف بمحاولة إقصاء سيف الاسلام القذافي من سباق…

اخر الاخبار

وزير الخارجية السوري يؤكد أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد…
حزب التقدم والاشتراكية يعارض مشروع قانون المالية 2026 ويبرز…
الملك محمد السادس يهنئ خالد العناني بانتخابه أول عربي…
المملكة المغربية تشارك في أشغال الدورة الحادية والأربعين لمجلس…

فن وموسيقى

نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…

أخبار النجوم

شريهان تشكر المخرج محمد عبد العزيز وتهنّئه بتكريمه في…
ناهد السباعي تُعبر عن سعادتها بمشاركة فيلمها "بنات الباشا"…
شيرين عبد الوهاب تتقدم ببلاغ رسمي ضد شقيقها وتطلب…
خالد النبوي يتألق في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ويهدي…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
آلية دفاعية جديدة تمنح البكتيريا مقاومة متقدمة لمضادات الحيوية

الأخبار الأكثر قراءة

ضحايا زلزال الحوز يعلنون العودة للاحتجاج ويؤكدون غياب الإنصات…
عشرات الأسر تترقب مصير أبنائها المعتقلين في أحداث حركة…
روبيو يقول إن حرب غزة مستمرة والأولوية للإفراج عن…
بن غفير يهدد بالانسحاب من الحكومة وسموتريتش يحذر نتنياهو…
باحثون في القانون يؤكدون أن رحيل الحكومة مقيد بمضامين…