الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
جماعة "جيش الثوار" الكولومبية المسلحة

لندن ـ سليم كرم

تشهد العاصمة الكوبية هافانا الآن جولة من المحادثات دخلت شهرها الثامن بين الحكومة الكولومبية المدعومة من أميركا وجماعة "جيش الثوار" الكولومبية المسلحة، وقد أعلن قائد الثوار والمفاوض الرئيسي إيفان ماركيز أن الصراع الذي استمر خمسين عامًا في كولومبيا يقترب الآن من نهايته. ونشرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية تقريرًا عن جماعة "جيش الثوار" المسلحة في كولومبيا، في ذكرى مرور خمسين عامًا على الصراع في كولومبيا، بين الثوار والحكومة الكولومبية التي تدعمها الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى الهدف المُعلَن للجماعة على لسان قادتها، وهو النضال من أجل كولومبيا خالية من الاستغلال والمستغلين، وخالية من مظاهر تفاوت وظلم اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي.
وفي الآونة الأخيرة نجحت الجماعة في أسر جندي أميركي في جنوب البلاد، فيما وضع الدعم الأميركي العسكري والمالي للحكومة في كولومبيا جيش الثوار الكولومبي في موقف دفاع.
وحذرت "سي آي إيه" من قبلُ في العام 1997 من هزيمة قوات الحكومة الكولومبية في غضون خمس سنوات ما لم يتم إعادة هيكلته، وبالفعل تم إعادة هيكلة جيش الحكومة برعاية أميركية، الأمر الذي زاد من الاعتقاد بإمكان القضاء على الثوار، لا سيما بعد مقتل عدد من قيادات وجنود الثوار.
ومع ذلك فقد استغرق الأمر أربع سنوات بعد ذلك قبل أن يدخل الطرفان في مفاوضات سلام.
وأعربت الجماعة عن استعدادها عن الإفراج عن الجندي الأميركي الأسير عبر وسيط، في إطار التعبير عن روح التقدم التي أحرزتها المحادثات في هافانا، ومع ذلك فإن الملايين في كولومبيا - الذين لم تتحقق آمالهم في السلام بعد فشل ثلاث محاولات سابقة من المفاوضات- لا يزالون يتشكّكون من إمكان تحقيق السلام خلال هذه الجولة من المفاوضات.
يُذكر أن أساس الصراع بين الطرفين يرجع إلى التفاوت الصارخ وعدم الإنصاف في توزيع الأراضي الزراعية في كولومبيا، حيث إن نسبة واحد في المائة فقط من السكان يملكون نسبة 52 في المائة من الأراضي، الأمر الذي عجّل بإنشاء جيش الثوار من عامّة المزارعين العام 1964، والذي رفع شعار المطالبة بإعادة توزيع الأرض على المزارعين الفقراء، وتركّزت معاقل الثوّار في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد بالإضافة إلى الأقاليم التي أهملتها البلاد، وفي هذا المناطق يُقدّم الثوار الخدمات العامّة بما فيها الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية.
وتشير تقارير إلى أن جماعة الثوّار تقوم بتمويل عملياتها العسكرية من خلال خطف الكولومبيين شبه العسكريين الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والطبقة العليا مقابل فدية تعادل الضرائب المستحقة، لكن الشعب يَرى في ذلك انتهاكًا لحقوق الإنسان، وخلال العام الماضي أعلنت جماعة الثوار تخلّيها عن ذلك النهج والأسلوب، وهو الشرط المُسبَق الذي كانت تضعُه الحكومة كشرط لإجراء محادثات سلمية.
يُذكر أن الثوار في نظر العديد من دول العالم هم كارتل لتهريب المخدرات، حيث ينتشر زراعة نبتة الكوكايين في مناطقها، بينما تنظر إليهم الولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي باعتبارهم جماعة إرهابية، وقد أسفر الصراع بين الطرفين في كولومبيا عن مقتل ما يزيد على نصف مليون على مدى خمسين عامًا.
ولعبت المساعدات الأميركية العسكرية على مدار السنوات الأخيرة دورًا في إضعاف جماعة المقاومة، ووضعتها في موضع الدفاع عن النفس، كما أجبرها على الدخول في مفاوضات سلام في تشرين الثاني/ أكتوبر من العالم الماضي.
وكانت المفاوضات تدور بشأن نقطتين هما الإصلاح الزراعي والمشاركة السياسية، وفي ما يتعلق بالإصلاح الزراعي فقد توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن الإصلاح الرزاعي في أيار/ مايو الماضي وهي خطوة وُصفت بأنها مُهمة وضخمة في إطار تحقيق السلام, ولا يزال الطرفان يواصلان المحادثات بشأن دور الثوار في الحياة السياسية الكولومبية في المستقبل.
وأيًا كانت المشاكل التي تَعترض تحقيق السلام فإن معالجة مشكلة عدم الإنصاف والتفاوت الصارخ في ملكية الأراضي هو السبيل الوحيد لسلام دائم في كولومبيا، والخوف كل الخوف هو أن يتم التوصل إلى اتفاقات سلام، مثلما حدث في السلفادور وغواتيمالا من دون معالجة لمشاكل الفقر وعدالة التوزيع، بما يَعني العودة من جديد إلى العنف والعصابات الإجرامية، وبعبارة أخرى فإن المفاوضات قد تُنهِي الصراع المسلح بين الطرفين وليس العنف داخل المجتمع الكولومبي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن القصف الإسرائيلي على سوريا
أردوغان يعلن تشكيل لجنة برلمانية لبحث الإطار القانوني لنزع…
8 أطفال ضحايا غارة إسرائيلية على دير البلح مشهد…
شركة يونانية تعلن مقتل شخص وفقدان آخرين في هجوم…
فرنسا وبريطانيا تعلنان التنسيق في الردع النووي لحمايه أوروبا

اخر الاخبار

صفعة ثانية للحوثيين خلال أسبوع بإحباط تهريب 16 ألف…
مصر تُطلع ألمانيا على مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار…
3 مستشفيات مهددة بالتوقف في غزة بسبب نفاد الوقود
قلق إسرائيلي بعد توقيع آلاف الدروز على وثيقة للقتال…

فن وموسيقى

لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…
باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…

أخبار النجوم

هاني شاكر يرد على انتقادات راغب علامة لأوبريت الحلم…
أحمد الفيشاوي يوقّع على بطولة فيلم "سفاح التجمع" مع…
ريهام عبد الغفور فخورة بنجاح مسلسلها الجديد
بسنت شوقي تبكي على الهواء متأثرة بكلماتها عن زوجها

رياضة

والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري
المغربي يوسف العربي ينضم لنانت الفرنسي
أنس جابر تُعلن التوقف المؤقت عن التنس لأنها لم…

صحة وتغذية

ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…
مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…
تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…

الأخبار الأكثر قراءة

تقرير سري يكشف أن الصين عدو في عيون المخابرات…
نيابة عن الملك سلمان ولي العهد يصل مشعر منى…
الحجاج يؤدون الركن الأعظم من مناسك الحج بالوقوف على…
"مصر وقطر تؤكدان استمرار الوساطة استناداً إلى مقترح أميركي…
إستمرار العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية وسط خلاف دبلوماسي…