الرئيسية » التحقيقات السياحية
المعهد الوطني للآثار والتراث

الرباط - المغرب اليوم

لعقود من الزمن، لم تتغير ملامح مدينة زيليل التاريخية بقرية حد الغربية بضواحي مدينة طنجة، لتبقى واحدة من بين المواقع بشمال المغرب التي يطالها الإهمال حتى اليوم. هذه المستعمرة الرومانية القديمة، تعد أحد أهم المواقع الأثرية بشبه الجزيرة الطنجية إلى جانب ليكسوس وتمودا وكوطا وغيرها من المواقع القديمة المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.

تسمية زيليل

قال محمد بنحدو، خريج المعهد الوطني للآثار والتراث ومحافظ المدينة التاريخية، إن تسمية زليل مشتقة من اسم المستعمرة الرومانية التي أسست على الموقع في 25 ق.م من قبل الإمبراطور أغسطس "كولونية يولية كونسطانتية زليل".

وأوضح بنحدو، في تصريح لـLe360، أن التسمية المتعارف عليها من قبل علماء الآثار هي الموقع الأثري القديم لـ"دشر جديد" نسبة للقرية المجاورة له

الموقع الذي يتواجد على بعد 30 كلم إلى الجنوب من مدينة طنجة ونحو 12 كلم شمال شرق مدينة أصيلة، عرف الاستقرار البشري منذ عصور ما قبل التاريخ وبالتحديد الإبيباليوليتيك أي (4000-8000 قبل الميلاد) وفقا لبعض اللقى الأثرية التي وجدت بالموقع لكن خارج السستراتيغرافية، حسب ما يؤكده بنحدو.

تاريخ زيليل

وترجع أقدم اللقى الأثرية المكتشفة بزليل إلى القرن الرابع (ق. م) على شكل خزفيات يونانية وقرطاجية، مع العلم أنه لم يتم اكتشاف أي إنشاءات أو بنيات تنتمي إلى هذه الفترة، على الأقل، حتى الوقت الراهن.

وبالنسبة لأقدم البنيات فإنها تعود إلى مستويين ما قبل العهد الروماني ويطلق عليها الباحثون اسم "المستوى المورطاني الأول والثاني" (2 Maurétanien) و"5 Maurétanien" ويمكن حصر هذه الفترة ما بين أواخر القرن الثاني قبل الميلاد ومنتصف القرن الأول ق م.

ويقول الباحث بنحدو إن الإمبراطور أغسطس قرر ما بين 33 و25 قبل الميلاد إقامة مستعمرة رومانية في الموقع تحت اسم Colonia lulia Constantia Zilil، وبعد ذلك عرفت المدينة الرومانية تطورا عمرانيا كبيرا في القرنين الأول والثاني الميلاديين، كما تشهد على ذلك بعض المعالم والبنايات مثل: المعبد الكبير - الحمامات أسفل الشرفة الجنوبية ثم الصهريج المجاور للحمامات من الجهة الشمالية.

تدمير زيليل

في بداية القرن الخامس الميلادي حدث دمار وحشي ومفاجئ يظهر جليا على معظم نقاط التنقيب في شكل آثار تدمير شامل وحريق كبير ممثل في طبقة من الرماد تمتد على مستوى كل الموقع، ويمكن ربط هذا الحدث بمرور المخربين الوندال عبر شمال المغرب من إسبانيا 429م إلا أنه لا يوجد دليل أثري حتى الوقت الحاضر يؤكد هذه الفرضية.

وأكد الباحث بنحدو أن هذا التدمير كان نهائيا على الرغم من استقرار جد محدود في الموقع حتى العصور الوسطى قبل أن يتحول بعد ذلك إلى أراضي رعي.

تدخل الوزارة

تحظى Zilil باهتمام خاص لدى المختصين والمسئولين نظرا للقيمة العلمية والتراثية الكبيرة للنتائج التي تم الحصول عليها رغم محدودية الأبحاث التي تم إجراؤها، والتي لا تتعدى 8 في المائة من إجمالي مساحة الموقع، ما يدفع مباشرة الى التفكير في كمية اللقى الأثرية وقيمة البيانات التاريخية التي يمكن أن يجلبها استكشاف 92 % من المساحة المتبقية للموقع.

بنحدو أكد أن الموقع، انطلاقا من المعطيات السالف ذكرها يشكل كنزا تراثيا لا مثيل له ذو قيمة علمية قل نظيرها، لذلك خصصت الوزارة في هذا الإطار سبعة ملايين درهم من أجل تصفية الوعاء العقاري للموقع، ثم إبرازه وتهيئته وتأهيله كي يصبح نقطة جلب للسياحة الوطنية والدولية و يشكل قاطرة لتنمية المنطقة.

وفي السياق ذاته يؤكد الباحث المغربي أن الوزارة والمسؤولين بصدد الانتقال لمسطرة نزع الملكية بعدما أثبتت مسطرة الاقتناء بالتراضي محدوديتها، حيث أخذت الوقت الكثير لأسباب متعددة، من قبيل عدم قبول بعض المالكيين بالثمن المعروض وعدم توفر البعض الآخر على أوراق ثبوث الملكية، وكذا تعدد الورثة غير المتفاهمين.

وقد عملت محافظة الموقع بتنسيق مع المصالح المختصة بمديرية أملاك الدولة بطنجة على توفير جميع الوثائق الضرورية لهذا الملف.

وفي 19 يونيو 2019 نشرت بالجريدة الرسمية نشرة الإعلانات القانونية والقضائية والإدارية عدد 5564 الإعلان بإيداع مشروع مرسوم يعلن أن المنفعة العامة تقتضي تهيئة وتثمين موقع زليل الأثري الواقع بجماعة أحد الغربية - عمالة طنجة أصيلة، وبنزع ملكية العقارات اللازمة لهذا الغرض.

وأضاف محافظ الموقع أنه وفي إطار متابعة محافظة الموقع للملف وحسب المصلحة المكلفة داخل المديرية الجهوية لأملاك الدولة، فإن الملف الآن في مرحلته الأخيرة، أي أنه  تم تقديمه للأمانة العامة للحكومة قصد التأشير النهائي على مرسوم الأمر بنزع الملكية.

قد يهمك ايضا 

افتتاح المُتحف الوطني للآثار في محافظة دهوك

"كورونا" يواصل إثارة الذعر ومصر تغلق المساجد والكنائس والمواقع الأثرية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جامع الشيخ زايد الكبير الثامن عالميًّا والأول في الشرق…
وزارة السياحة ترد على دعوات المقاطعة وتؤكد إستمرار جاذبية…
إطلاق طيران مباشر بين الأردن والمغرب
وزارة الخارجية الأميركية تلزم بعض المسافرين بدفع كفالة مالية…
إيرادات السياحة في المغرب تسجل 54 مليار درهم بالنصف…

اخر الاخبار

الانسحاب الأميركي من العراق مستمر وسط قلق أمني وتحذيرات…
الاحتلال يقصف فريق تأمين المساعدات في دير البلح ويستهدف…
إتهامات إيرانية لإسرائيل بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الراحل إبراهيم…
الجيش الأميركي يعلن المشاركة في مناورات النجم الساطع بمصر

فن وموسيقى

الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…

أخبار النجوم

فيفي عبده تعلن وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدي
بسمة بوسيل ترد على الانتقادات برسالة غامضة ووالدتها تدافع…
مي عز الدين تحيي ذكرى خالد صالح برسالة مؤثرة
الفنان عاصي الحلاني يكشف رأيه في لجنة برنامج «The…

رياضة

كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…

صحة وتغذية

عقاقير السمنة تكشف عن دور مفاجئ في الوقاية من…
أمل جديد في علاج تلف الكبد الناتج عن الإفراط…
سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…

الأخبار الأكثر قراءة

متنزهات ايطاليا جوهرة مخفيه تجمع بين الطبيعه الخلابه والمذاق…
الصين تُوسّع نطاق الدخول من دون تأشيرة لأكثر من…
التأشيرة الخليجية الموحدة قريباً لتعزيز التنقل والسياحة
افتتاح خط جوي جديد بين برشلونة والصويرة يعزز جاذبية…
السفر الفاخر اليوم "موناكو" تجسيد للتجربة الراقية