الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
سرطان البروستاتا

لندن ـ ماريا طبراني

 يتسلم مرضى سرطان البروستاتا البريطانيين، علاجًا ثوريًا جديدًا أطلق عليه "السعي والتدمير"، والذي يعد بطمس ومحو الأورام تمامًا، ويعمل دواء "حصان طروادة ـ أو Trojan-horse " على إخفاء فيروسات الخلايا القاتلة للسرطان في الجهاز المناعي، ليمكنهم من التسلل إلى الأورام السرطانية.
وفوجئ العلماء المتخصصون بالنتائج التي تم اختبارها على الفئران، التي تلاشى منها ورم البروستاتا وشفيت الحيوانات تمامًا من المرض، ويبدأ حاليًا 15 رجلًا في شيفلد ومانشستر التجربة الدوائية باستخدام التقنية التي يتم تجربتها على البشر لأول مرة.

ويعتبر استخدام الفيروسات لمحاربة وهزيمة السرطان مجالاً بحثيًا سريع النمو في الأبحاث الطبية، بمجموعات عمل منتشرة حول العالم وتعمل على العلاجات الجديدة؛ إلا أنه القليل من العلماء حتى الآن لا يعرفون كيفية الحصول على الفيروسات وإدخالها بعمق في الأورام، بحيث يمكن أن تحطمها.
 
وتغلّب فريق جامعة شيفلد على هذه العقبة عن طريق "تصفح" استجابة الجسم المناعية. كما أنهم طوروا علاجًا يسعى إلى السرطان في أي مكان في الجسد، بما في ذلك الأورام الثانوية التي لم يشخصها الأطباء بعد، وتعمل الخلايا المناعية على تحفيز كل ورم وتشب عليه، لتطلق الفيروسات التي تتكاثر بسرعة لتحطم الورم من الداخل إلى الخارج.

وذكرت البروفيسور كلير لويس، أحد أعضاء فريق تطوير العلاج: "أن الفيروس يتكاثر ويختلق حوالي 10 آلاف نسخة في اليوم، وقد تم تطوير العلاج في البداية من أجل سرطان البروستاتا، إلا أن فاعليته تكون أبعد من ذلك، ولا يوجد سبب يمنع من العمل به على جميع أنواع السرطانات".

 ويعمل الفريق الطبي الآن على اختباره على سرطان الثدي لدى الفئران، ويأملون في بداية تجربته على سرطان المخ والرئة، كما يأملون في بدء تجربته على البشر في الوقت المناسب.

وأضافت البروفيسور لويس أنه لا يوجد سبب لرؤية آثار جانبية أو سلبية على الإطلاق، لأن الطريقة التي يعمل بها هي تسخير وتحفيز الجهاز المناعي الموجود في الجسم. وتعمل هذه التقنية باستخدام خلايا الدم البيضاء المسماة "بالبلاعم" وهي جزء حيوي من الجهاز المناعي. واسم البلاعم مشتق من الإغريق التي يطلقونها على "الأكلات الكبيرة"، التي تعالج الخلايا، وينشدون مناطق الإصابة بالعدوى وتدمير الحطام الخلوي، ليعاد إصلاحه ويتم بناء أوعية دموية جديدة. واكتشف فريق جامعة شيفلد أنه عندما يتم علاج مريض السرطان بالعلاج الكيميائي، فإن البلاعم تذهب إلى أبعاد جديدة، ويحتشدون في مكان الورم في محاولة لعلاج الدمار الذي يحدثه العلاج الكيمائي.

 وفي العادة تكون هذه انتكاسة رئيسية تكون سببًا لإخلال العمل الجيد الذي يقوم به العلاج الكيميائي. إلا أن العلماء أدركوا أنهم يمكنهم تطويع هذا العمل بشكل طبيعي للبحث عن أي ورم.

وأنشأ فريق البروفيسور لويس تقنية تمكنهم من أخذ نماذج الدم وسحب البلاعم. ومن ثم يستطيع الفيروس قاتل الورم أن يتخلل البلاعم التي يعاد حقن دم المريض بها. وفي التجارب التي نشرت نتائجها في مجلة أبحاث السرطانات، تم حقن الفئران بخلايا الدم البيضاء لمدة يومين بعد انتهاء دورة العلاج الكيميائي، وبعد 12 ساعة بدأت الخلايا في العمل وأطلقت الفيروسات.

 واكتشف الفريق أن الفئران التي تم إعطاؤها العلاج كانت لا تزال حية في نهاية دراسة مدتها 40 يومًا، ولا توجد أي علامات للورم. بالمقارنة مع فئران في تجارب أخرى ماتت من انتشار السرطان.

وقالت البروفيسور لويس إن تجارب العلاج على البشر ستجرى في مستشفى وستون بارك للسرطان في جامعة شيفلد، وكذلك في مانشستر، وستكون نتائج هذه التجارب نقلة جديدة للحصول على نتائج بحثية مبكرة يتم تطبيقها على علاج البشر. فهناك 2.5 مليون إنسان يعيشون بمرض السرطان في المملكة المتحدة، وأكثر من 15 ألف منهم يموتون كل عام، ولذلك هناك حاجة ماسة لعلاجات السرطان.  

فالبحوث المبتكرة لها فاعلية تامة وقادرة على تحويلها إلى علاج سريري، ولكن لا يمكن نقله من المختبر إلى السرير، حيث يجب تجربته على عدة مرضى ويتم ترجمته في تجارب سريرية على مرضى السرطان في البداية، وتم تمويل التجربة جزئيًا من معهد بحوث السرطان في المملكة المتحدة، وستبدأ خلال الشهور المقبلة.

 وبيّن الدكتور نيغل بلاكبرن ـ مدير مركز تطوير أبحاث علاج السرطان في المملكة المتحدة: "نحن فخورون بقيادة هذه الاختبارات التجريبية العلاجية الحديثة "حصان طروادة ـ Trojan horse " على أرض الواقع، والذي يقتل الخلايا السرطانية في البروستاتا باستخدام الفيروسات، ويبين هذا العلاج المبتكر أملًا بعد تطبيقه على الفئران، حيث اكتشفنا أنه يمكن الاستفادة منه لدى الرجال مرضى سرطان البروستاتا أيضًا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ثلاث خطوات أساسية في نمط الحياة تساعد على تقليل…
وزارة الصحة المغربية ترد على بووانو وتكشف حقيقة "صفقات…
دراسة عالمية تكشف تضاعف إصابات الأطفال بارتفاع ضغط الدم…
موجة البرد والإنفلونزا وكيفية تمييز المغاربة بين العدوى الخفيفة…
الأسماك الدهنية مصدر مثالي لأوميغا 3 لصحة القلب ووظائف…

اخر الاخبار

الأمم المتحدة تحذر من اتساع رقعة الجوع الحاد في…
حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بالتنازل لصالح إسرائيل
مفوض الدفاع الأوروبي يحذر من ضعف القارة أمام هجمات…
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصرين بعد عبورهما الخط الأصفر…

فن وموسيقى

نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…

أخبار النجوم

تكتم حول مرضه تامر حسني يخضع لجراحة دقيقة في…
توم كروز يحصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل…
محمد رمضان يكشف مفاجأة عن علاقة والده الراحل بكلمات…
ريهام عبدالغفور تشوّق جمهورها لفيلمها الجديد "خريطة رأس السنة"…

رياضة

هاري كين يؤكد جاهزية إنجلترا للمنافسة على لقب كأس…
محمد صلاح يكشف أصعب فترات بداياته الأوروبية وفكرة العودة…
كريستيانو رونالدو يعرب عن سعادته بتأهل منتخب بلاده إلى…
تقارير تطالب بسحب تنظيم كأس العالم 2030 من المغرب…

صحة وتغذية

كيف يرفع التدخين ضغط الدم ويزيد من خطر أمراض…
الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف عن مشكلات صحية…
طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب
دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…

الأخبار الأكثر قراءة

هل المكملات الغذائية ضرورية لصحتنا أم مجرد إنفاق بلا…
وزارة الصحة المغربية تتصدى لفوضى بيع الأدوية في المصحات…
دراسة تكشف علاقة بين ادوية انقاص الوزن وتشويش فحوص…
استمرار نقص أدوية فرط الحركة في المغرب يهدد الأطفال…
سرطان الثدي وعنق الرحم يهيمنان على إصابات النساء في…