الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
ورزازات المغربية

ورزازات - سعيد بونوار

ما إن ترفع يديك حمدا لله على سلامتك بعد ساعتين من السفر في منعرجات "تزن تيشكا" الجبلية الفاصلة بين مراكش و"هوليود أفريقيا" ورزازات، حتى تتراءى لك بوابة الصحراء الفقيرة التي احتضنت رمالها وواحاتها تصوير أنجح الأفلام السينمائية العالمية  نتوءات جبلية تفتح لك أبواب ولوج أشهر "الإستوديوهات" في العالم، لتدعوك للدخول إلى مدينة تبدو وكأنها منبعثة من عصر ما قبل التاريخ، أوهي بوابة "علي بابا" التي ما إن تفتح دفتي بابها حتى تتلألأ أمامك كنوز السينما، وديكورات أضخم الأعمال السينمائية، وكلما تعمقت داخل أحياء المدينة إلا وتغيرت أمامك ملامح القرية ذات المسالك الوعرة لتتحول إلى قصور وفنادق فخمة عاشت غرفها وأجنحتها قصص صناعة مشاهير العالم الذين تجولوا بين أزقة ورزازات وأكلوا من تمرها، ونسجوا علاقات ود مع سكانها الذين ما هم إلا "كومبارس"  أسامة بن لادن لم يمت، هو الآن يعيش في بيت طيني متهالك، والمسيح عليه السلام يبعث كل شهر في المدينة، وسيدنا موسى يشق البحر في مدينة تبعد عن المحيط الأطلس بأكثر من 500 كيلومتر، هنا في ورزازات مازال الفراعنة "يعيثون فسادا"، ومازالت الولايات المتحدة الأميركية تطارد فلول "السوفيات"، و"براد بيت" مختبئ في جبال الأطلس التي تتحول إلى "تورا بورا" هوليود أفريقيا ورزازات والتي يطلق عليها عالميا بـ"واليود"، اسم أمازيغي من شقين يعني "بلا ضجيج"، فالمدينة التي كانت موطئ راحة للقوافل الذاهبة إلى "تومبوكتو"، تعيش على صمت جميل، لا تكدر صفوه إلا دوي الصواريخ والمدفعيات والدبابات التي تجوب أزقتها بحثا عن صدام حسين، وتتحول سماؤها إلى شهب تتصادم فيها القنابل في صراع بين قوى الشر والخير الشر في السينما والخير عند أهالي ورزازات المسالمون جدا، والذين يعيشون على مهن السينما، معظم ساكنة المدينة والبالغ عددهم50 ألف نسمة يعملون "كومبارس" في الأعمال السينمائية الضخمة التي تصور على مدار العالم في استوديوهات المدينة، شيوخ وشباب وأطفالا ونساء يتحولون تارة إلى عبيد وأخرى إلى محاربين شجعان، وفي أعمال أخرى إلى ضحايا هجوم نووي وفي ورزازات تجد الأسرة بكاملها "تتنفس سينما"، فالأبناء ممثلون والوالد حرفي ديكور، والزوجة خياطة ملابس تصوير، ويحتفظ كثير من هؤلاء بصور مع كبار نجوم السينما العالمية الذين يجوبون المدينة فرادى بلا حراس ويشربون"الشاي المنعنع" في المقاهي العتيقة هؤلاء هم "الكومبارس"، الذين أنقذوا اقتصاد المغرب هذا العام بعد كساد تجاري وسياحي بفعل الأزمات الاقتصادية العالمية وإحجام السياح عن زيارة المغرب مخافة تأثيرات الربيع العربي، وأغدق "الكومبارس" حوالي 250 مليون يورو، وهو الغلاف المالي الخاص بالاستثمارات الموظفة في السينما الأجنبية في المغرب، ومنحت السلطات المغربية من خلال المركز السينمائي المغربي باعتباره الجهة الحكومية الوصية على القطاع 734 ترخيصا لتصوير أفلام أجنبية العام الماضي أغلبها أفلام طويلة صورت بالمدينة المذكورة الغنية بديكورها الطبيعي المكون من صحاري وواحات وجبال، كما لو أن المناخ توقف في هذه المدينة "ورزازات" ليست حديثة العهد بتصوير الأعمال الأجنبية،فالمدينة شهدت تصوير أشهر الأفلام العالمية منذ أوائل القرن الماضي، ومنها "عطيل " ( 1949) ) لأورسن ويلس  و"الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم " (1956) لألفريد هتشكوك  و"لورانس العرب " (1962 ) لدافيد لين و "مائة ألف دولار تحت الشمس" (1963 ) لهانري فيرنوي و"الرجل الذي أراد أن يكون ملكا" (1975 ) لجون هوستون و"آخر محاولة للمسيح" ( 1988 ) لمارتن سكورسيزي و"شاي بالصحراء" ( 1991 ) لبرناردو برتولوتشي و"المصارعون" (2002 ) لرديلي سكوت و"ألكسندر" (2004 ) لأوليفر ستون وكان من بينها فيلم "صعود ثيدور روزفلت" للمخرج مارتن سكورسيزي  والمدينة الفقيرة هي صورة مقتضبة عن معاناة العاملين المغاربة في قطاع حيوي يجلب العملة الصعبة بالملايين، إذ تقدر مداخيل تصوير الأفلام الأجنبية بحوالي 300 مليون دولار سنويا، وتقدم الحكومة تسهيلات للشركات الأجنبية لتصوير أعمالها في المغرب والاستفادة من المؤهلات الطبيعية (صحاري..وديان..غابات شواطئ...)، بل وصل الأمر إلى تكليف القوات المسلحة بالمشاركة في تصوير الأفلام بتقديم الدعم اللازم، إلا أن "الكومبارس" لا يستفيدون شيئا، هم فقراء في سينما غنية، وبالكاد يضمن الواحد منهم مبلغ 20دولار في اليوم، لكن ليس كل يوم، فقد يمر شهر أو شهرين أو 3 أشهر دون أن يتكمن الكومبارس من العمل  مسؤول بالمركز السينمائي المغربي قال: "إن الحكومة تضمن للسينمائيين مغاربة أو أجانب  مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والشرطة في تصوير الأفلام.، وتسهيل إجراءات الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة وتحديد أسعار رمزية للتصوير بالفضاءات والآثار التاريخية والإعفاء من الضريبة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم بالمغرب. وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، لكن الحكومة لا تتدخل لمحاربة الوسطاء الذين يبخسون حقوق "الكومبارس"  يذكر أن العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). وكان آخرها استوديو سينيسيتا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الكشف عن القائمة الكاملة لجوائز مهرجان أفلام السعودية بدورته…
أشرف زكي يُعرب عن غضبه الشديد واستيائه من استبعاد…
اتهامات بالاستغلال الجنسي تطال النجم جان كلود فان دام…
الجيش الإسرائيلي يعتقل المخرج الفلسطيني حمدان بلال عقب أسابيع…
جدل حول فهد البطل نجاح جماهيري يقابله انتقادات لمشاهد…

اخر الاخبار

تعاون مغربي موريتاني لتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية
أمير قطر يبحث تطورات المنطقة مع الرئيس الإماراتي في…
ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشاراً جديداً للأمن القومي
قوات الدعم السريع تشنّ أول هجوم على بورتسودان

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

أحمد سعد يكشف عن سعادته بالانضمام الى مجموعة روتانا…
نيكول سابا تكشف عن جوانب خفية من حياتها الشخصية
نجوى كرم تواصل الترويج لألبومها وتكشف عن اسمه
ماجد المصري يُشارك يسرا في عمل فني للمرة الأولى

رياضة

المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي
نيمار يضع حجر الأساس لمشروع رياضي ضخم في البرازيل

صحة وتغذية

إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…
علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…
دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…

الأخبار الأكثر قراءة

الجيش الإسرائيلي يعتقل المخرج الفلسطيني حمدان بلال عقب أسابيع…
جدل حول فهد البطل نجاح جماهيري يقابله انتقادات لمشاهد…
رحيل أنطوان كرباج يترك فراغًا كبيرًا في الدراما والمسرح…