الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
النجم المصري أحمد حلمي يبكي على شهداء سيناء

دبي ـ جمال أبو سمرا

هي لحظة فارقة، تفصل بين الحقيقة والتمثيل، بين الأصالة والتزييف، بين المجاملة والصدق النابع من العمق، لحظة كان من الممكن أن يتحدث فيها الممثل أحمد حلمي الذي اشتهر بتميزه بأفكاره وأسلوبه وأدائه الكوميدي، عن تعاطفه مع ما يحصل في بلده مصر، وحزنه على القتلى الذين سقطوا ثمنًا للحرية بكلمات الأسى والأسف، والتنديد والشجب، والتعاطف المنمّق كما جرت العادة في مثل هذه المآسي، لكنه لم يفعل .

في الحلقة الأخيرة من مواهب العرب "أراب غوت تالنت" على "إم بي سي"، فاجأ أحمد حلمي الجمهور العربي كله، وزملاءه في لجنة التحكيم بانتقاله من صفوف النجوم والمشاهير للالتحاق بصفوف المواطنين المصريين مثله مثل أي شاب يعيش تلك اللحظات المصيرية المؤلمة من تاريخ وطنه.

نزل عن عرش الشهرة واستخدم الأضواء ليوجه رسالة إلى كل متطرف يقتل نفسًا بريئة في مصر، رأيناه أبًا لابنة ترسل له 3 أو 4 كلمات فتحثه على الذهاب إلى عمله، واستغلال كرسيه والأضواء لتوجيه كلمات الحب والتحدي تضامنًا مع بلده، ابنته ليلي كتبت له: "ربنا معاك يا بابا"، فقرر أن يستغل هذا الحزن ليقدم رسالة من خلال موقعه على الشاشة.

قبل أن تنتهي الحلقة، بل ما أن انتهى حلمي من قول كلمته حتى انتشر هذا المقطع عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح "هاشتاغ" أحمد حلمي كلمة السر الأكثر تداولًا ليلة السبت الماضي، وصار هو الحدث الذي قد يكون أكثر دويًا في مختلف أنحاء العالم العربي من حدث تفجيرات العريش وسقوط القتلى والضحايا من العسكريين والمدنيين في مصر، صارت كلمته لسان حال كل عربي، وصار نجم "أراب غوت تالنت" دون أن يسعى إلى مزيد من الشهرة والنجومية .

ببساطة وصدق أضاف: "أنا مواطن مصري" . . لم يعتمد أسلوب الخطاب المنمق وكلام النجوم من عليائهم، عاد مواطنًا عاديًا، وأكثر من ذلك، عاد إلى صفوف الجيش المصري وإلى الكتيبة التي التحق بها يوم لبى نداء الخدمة العسكرية.

وبفخر عرف عن نفسه: "أنا المجند أحمد محمد حلمي" . . صحيح أنه بكى، وأن الحزن جعل الكلام يغص في حلقه، لكن أهم من مشهد الدموع هي تلك الهوية التي حرص على تقديمها على الشاشة في وجه كل من يعتدي على مصر، وكله فخر بها وبوطنه وجيشه، فجعلها في المقدمة، وكأنه ينزع قناع الشهرة والتمثيل والكوميديا ليظهر باطنه الحقيقي وجوهره الأصيل .

طبعًا انتشرت عبارة "أحمد حلمي يبكي" و"شاهدوا دموع أحمد حلمي" على المواقع، بينما طغت في الساعات التالية الرسالة التي أراد هذا النجم إيصالها إلى الجميع، وبرزت بوضوح كلمات "احنا عاملين زي الحفرة، كل ما هتاخدوا منها هتزيد . . وهندفنكم فيها . ." . هذه لم تكن كلمات عزاء وتعزية، بل هي موقف أعلنه أحمد حلمي أمام الملايين، بلا مواربة ولا تنميق.

أعلن رأيه بلا تردد، ولو أنه اعتكف في بيته حزنًا على الشهداء ورفضًا لما يحصل، لما تأثر الناس، ولما تركت رسالته تلك الدمغة البارزة في مجرى الأحداث وفي ليلة فنية تبارى فيها الموهوبون العرب .

ما فعله حلمي نتمنى أن يكون رسالة موجهة إلى الفنانين أولًا، كي يحسنوا استغلال جماهيريتهم في سبيل خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم، تلك الكراسي التي يجلسون عليها ليست مصنوعة من بريق الشهرة من أجل تحقيق الأموال والثراء وإصابة الـ"أنا" بتضخم وتورّم خبيثين.
 
من حقهم التمتع بالنجاح وحب الجمهور، إنما من واجبهم أن يقدموا رسائل قيّمة تفيد بلدهم، ألا يسعون دائمًا للفت الأنظار وليكونوا نماذج يقلدها الشباب؟ إذن فليمارسوا أدوارهم بحرفية ووطنية وإنسانية عالية، وليكن لفنهم معنى أسمى من بضع محطات فنية وضحكات عابرة.

الفنان محمد صبحي نشر كلمته أيضًا، وهو دائم الحضور في المناسبات الوطنية والأزمات السياسية التي تعصف بمصر . بكى، قال، انفعل . . شارك أبناء بلده مصابهم الأليم والأهم أنه يعبر بجرأة ووضوح عن مواقفه وآرائه ويسعى في كل مرة إلى بث رسائل توعية للناس خصوصًا البسطاء.

هذا هو الفرق بين فنان وآخر، بين من يشجب ويستنكر ومن يمد يده ويتحرك، المواقف ليست مجرد دموع تلتقطها عدسات الكاميرات في مناسبات حزينة للفنانين، ولا باقات ورود يقدمها المشاهير للمصابين في المستشفيات، ولا أغنيات تولد فجأة وكأنها أوراق نعي تلصق على الشاشات وفي الإذاعات، هي تحدّ، تواضع، عودة إلى صفوف الناس العاديين، إسقاط الـ"أنا" أمام عظمة الأحداث وهيبتها.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير يجمع فناني مصر والموسيقيين…
مهرجان البحر الأحمر يقدّم "اختيارات عالمية" بعروض أولى لأبرز…
معركة قضائية جديدة بين براد بيت وأنجلينا جولي حول…
احتفالية "وطن السلام" تجمع نجوم الفن المصري وتمنح محمد…
منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يُشرف على تنصيب امحمد العطفاوي والياً…
محمد المهدي بنسعيد يدعو إلى تصوّر مغربي لـ"نصر 31…
رئيس مجلس النواب المغربي يكشف حصيلة السنة التشريعية
إنتخاب المملكة المغربية عن جدارة عضواً في المجلس التنفيذي…

فن وموسيقى

ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…

أخبار النجوم

أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل…
نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
أنغام تستعد لإحياء حفل ضخم عند الأهرامات وتعد جمهورها…
أروى جودة تتحدث عن الأدوار التي تتمنى تقديمها

رياضة

ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…
إنخفاض مستويات فيتامين D في الدم قد يرتبط بارتفاع…
دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

النقابة المغربية للمهن الموسيقية ترفض قانون حقوق المؤلف الجديد…
أشرف زكي يترك منصبه كنقيب للفنانين في مصر
"الموريكس دور 2025 يحتفي بربع قرن من الفن والإبداع…
النجمان أصالة وأحمد سعد يشعلان احتفالية اليوم الوطني السعودي…
وزير الثقافة المصري السابق ينتقد الرقابة بسبب منع افلام