الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
البنك المركزي الروسي

موسكو - حسن عمارة

تسعى موسكو جاهدة لإبراز أوراق القوة أمام الغرب، لا سيما في مجالها الحيوي بمنطقة أوراسيا التي تتمتع بأهمية استراتيجية وجيوسياسية، بحكم كونها امتدادا بين قارتي أوروبا وآسيا.وتزخر هذه المنطقة بطاقات بشرية وطبيعية هائلة، الأمر الذي يجعلها ورقة قوة روسية تقليدية تلوح بها موسكو الآن، خاصة في المجال الاقتصادي، في رد على العقوبات المفروضة من الغرب بعد انطلاق العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا المجاورة في 24 فبراير الماضي.

في هذا السياق، عقد مؤتمر "آفاق التطور الاستراتيجي للتكامل الأوراسي في عصر التغييرات العالمية"، في بيشكيك عاصمة قرغيزستان، عبر الاتصال المرئي، بين قادة وممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وهذا الاتحاد منظمة دولية للتكامل الاقتصادي، تضم كلا من روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان، فيما تحظى كل من مولدوفا وأوزبكستان وكوبا بوضع مراقب فيها.

ويراهن الروس وشركاؤهم على هذا المنتدى الاقتصادي لتوسيع مجالات التعاون الجماعي بين الدول الأعضاء، وتعزيز قدراتها الاقتصادية وتوظيف واستثمار طاقاتها ومواردها بشكل أكثر تنظيما ومردودية، وصولا إلى التوسع ومحاولة استقطاب دول أخرى في المحيطين الإقليمي والدولي مستقبلا.

محاولة تعويض

ويقلل محللون من قدرة فرص هذا التكتل الاقتصادي على منافسة الاقتصادات الغربية كاقتصاد منطقة اليورو، ومجاراتها، لا سيما في المجالات الصناعية والتكنولوجية، ويشيرون إلى أن موسكو توظف هذا الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لأغراض سياسية ودعائية، بغض النظر عن الجدوى الاقتصادية.

تقول الباحثة والخبيرة الاقتصادية بمدرسة موسكو العليا للاقتصاد لانا بدفان، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الاتحاد الأوراسي تجمع يضم عددا من الدول الآسيوية والأوروبية الشرقية، التي كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفيتي".

وأضافت أن "هذا الاتحاد تأسس بعيد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014. موسكو تعرضت وقتها لعقوبات غربية كبيرة فقامت إزاء ذلك بتشكيل هذا الاتحاد الاقتصادي الضخم بين عدة دول مهمة، يبلغ عدد سكانها مجتمعة نحو 185 مليون نسمة، علاوة على أن الناتج المحلي لها يفوق 5 تريليونات دولار".

وتابعت أن "هذا الاتحاد يهدف في مقام أول إلى التصدي للعقوبات التي تفرض على روسيا أو على أي من أعضائه، وذلك من خلال عمله الآن على تطوير نظام بنكي بديل عن نظام سويفت الغربي وخارج سيطرته، كما نلاحظ في هذا الاتحاد الاقتصادي حضور اقتصادات وقوى دولية وازنة كالصين وانفتاحها عليه، رغم أن بكين مثلا ليست عضوا أساسيا فيه".واستطردت بادفان: "لكن منذ تأسيسه، لم يعمل هذا الاتحاد الاقتصادي كما كان مأمولا كي يتقدم باتجاه تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية البينية المشتركة، بما يقود للاستغناء أو إلى تقليل الاعتماد على الدول الغربية في عدد من تلك القطاعات".

وشرحت الباحثة أن "روسيا مثلا كانت تعتمد على الجانب الأوروبي تكنولوجيا بشكل واسع لاعتقادها أن الخلافات والتباينات السياسية لن تؤثر على الاقتصاد والتبادل التجاري والتكنولوجي، لكن ما حدث هو العكس تماما بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية"، وقالت إن روسيا "تتعرض لحرب اقتصادية غربية شعواء، ولعل هذا ما دفع الرئيس فلاديمير بوتن للمشاركة شخصيا في هذه القمة في سياق سعيه للنهوض بهذا التكتل الاقتصادي الواعد، حيث شدد خلالها مجددا على أن عزل روسيا مستحيل".

وبشأن الثمار المرجوة من المؤتمر، تقول الخبيرة الاقتصادية الروسية: "يسعى الاتحاد عبر هذه القمة إلى اعتماد سياسات أكثر عملية وسلاسة على سكة تطويره، مثل إقرار المزيد من تسهيلات المبادلات التجارية والمعاملات الجمركية بين الأعضاء، واعتماد عملاتها الوطنية في ذلك وليس الدولار أو اليورو، بعيدا عن البيروقراطية والقيود وعلى أسرع وجه".وأردفت الباحثة: "بما أن روسيا هي الاقتصاد الأم في هذا التكتل، فإنها تعوض التأخر النسبي لاقتصادات بعض دول الاتحاد الأخرى، خاصة في القطاعات التكنولوجية والصناعية، كما تعمل على تزويدها باحتياجاتها في تلك المجالات الحيوية".

وقد وقعت روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان المعاهدة الأولى للاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 29 مايو 2014، الذي قررت قمة بشكيك، الجمعة، اعتباره يوم الاتحاد الأوراسي، وانضمت إليها لاحقا كل من أرمينيا وقرغيزستان، ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في مطلع شهر يناير 2015.

ويضمن الاتحاد لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة بين دوله، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف قطاعات وميادين التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والاستثمار والجمارك والتنظيم التقني وتنظيم مكافحة الاحتكار، وتطمح الدول المشاركة في الاتحاد الأوراسي إلى توحيد العملة مستقبلا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

موسكو تعلن سيطرة جيشها على مدينةً ليمان في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية ودونباس الهدف التالي لروسيا

روسيا تتوقع عائدات إضافية من النفط والغاز هذا العام

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترامب يؤكد دعمه للتعريفات الجمركية لتعزيز الانتاج المحلي وجذب…
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن…
الصين تفرض رسومًا جمركية على الواردات الأميركية في وقت…
ترمب يجتمع مع كبار تجار التجزئة لمناقشة الرسوم على…
الاقتصاد العالمي يرتجف تحت ضغوط ترمب وتراجع حاد في…

اخر الاخبار

مجلس المستشارين المغربي يعقد الثلاثاء المقبل جلسة مساءلة أخنوش
هولندا تُشيد بدور المغرب في دعم السلام بالشرق الاوسط…
المغرب يعزز التعاون مع بوركينا فاسو في مجال الأمن…
مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون المسطرة الجنائية

فن وموسيقى

أحمد السقا ومها الصغير في قلب عاصفة الطلاق
عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6…
نانسي عجرم أول فنانة عربية في جاكرتا وجدول حفلات…
كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…

أخبار النجوم

هالة صدقي توثّق حفاوة استقبالها في تونس
الفنان تامر حسني ينجح في تسجيل رقم قياسي جديد
أحمد الفيشاوي يعلن عودته الى السينما بمفاجأة كبيرة
كريم عبد العزيز يعلن رأيه في لقب "نمبر وان"

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…

صحة وتغذية

5 أطعمة غنية بالكالسيوم تناسب النظام الغذائي النباتي
وزارة الصحة تحذر من تنامي انتشار ارتفاع ضغط الدم…
8 خطوات بسيطة تسرّع تعافي الأمهات الجدد بعد الولادة…
تقنية روسية جديدة لعلاج السرطان دون ألم أو جراحة

الأخبار الأكثر قراءة

دونالد ترامب يعلن إجراء مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية مع…
تصعيد خطير بين أكبر اقتصادين في العالم والصين تتعهد…
الأسواق السعودية تهوي بأكبر خسارة منذ 5 سنوات بعد…
الأسهم الأميركية تقلص خسائرها مع تشبث المستثمرين بآمال تحوّل…
رسوم إضافية بنسبة 10٪ على الواردات الأميركية تدخل حيز…