الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
تدهور أسعار الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي

واشنطن-المغرب اليوم

شهد سعر صرف الليرة السورية خلال الأسبوع الحالي، تدهوراً متسارعاً أمام الدولار الأميركي، ووصل إلى أدنى مستوى له في التاريخ، وأسهمت فيه إلى حد كبير إضافة إلى العقوبات المفروضة على الحكومة السورية وعجز الأخيرة المالي، أزمة شح الدولار في لبنان والاحتجاجات المتواصلة هناك. وسجل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء في دمشق يوم الخميس الماضي (768 مبيعاً - 766 شراءً)، حسب صفحة «الأسهم السورية» (سيريا ستوكس) على موقع «فيسبوك» التي تعنى بأسعار صرف الليرة، وتوقفت يومها وحتى الآن عن عرض أسعار الصرف بعد اتهامات وجهها «مصرف سوريا المركزي» بالمضاربة على أسعار الصرف بتوجيهات خارجية، وعرضت سعر «50 مبيعاً - 48 شراء». وقالت: «إغلاق تمناه كثير من متابعي (سيريا ستوكس) وهو السعر الذي كان عام 2011» (قبل اندلاع الأحداث في سوريا). وأضافت: «هكذا نكون قد لبينا نداء الكثيرين وأصبحت الكرة في ملعب المصرف المركزي (السوري) بانتظار ماذا سوف يصدر عنه يوم الأحد (اليوم) من قرارات»، وشددت على أنها تنقل لمتابعيها «واقع السوق لحظة بلحظة كما هو. ولا تقوم بالمضاربة في الأسواق أو تحرض على المضاربة بالليرة السورية».

ويقول عاملون في سوق الصيرفة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا السعر «الأدنى على الإطلاق» في تاريخ البلاد، ويشيرون إلى أنه وبعد أن كان في عهد الاستقلال عام 1946. الدولار يساوي «ليرتين سوريتين»، حافظت الليرة على سعر ما بين 45 و50 مقابل الدولار في الفترة ما بين 2000 ونهاية 2010. ويوضح أحد العاملين في سوق الصيرفة أن الأحداث الجارية في لبنان أسهمت بشكل كبير في التدهور السريع الحالي الحاصل في سعر صرف الليرة، ويلفت إلى أنه ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا منتصف مارس (آذار) 2011 والعقوبات التي فرضت على الحكومة شكل لبنان مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة بالنسبة لسوريا، ولكن مع الأحداث الأخيرة في لبنان بات الأمر يجري بشكل معاكس، ويقول: «في الآونة الأخيرة كثير من اللبنانيين لوحظ أنهم يقومون بشراء الدولار من السوق السورية، ما زاد الطلب عليه أكثر، وبالتالي تراجع سعر صرف الليرة السورية بشكل حاد».

بدوره، يشير خبير اقتصادي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كثيراً من التجار السوريين وأصحاب رؤوس الأموال وللحفاظ على مصالحهم قاموا منذ اندلاع الأحداث في سوريا بإيداع جزء كبير من أموالهم بالعملة الأجنبية في مصارف لبنانية، وكانوا «يسحبون منها بين الحين والآخر مبالغ معينة ويدخلونها إلى سوريا لتسيير أمورهم ومصالحهم، ولكن بعد ما حدث في لبنان والقرارات الأخيرة هناك بشأن عمليات السحب من المصارف تقلصت إلى حد كبير المبالغ من العملة الأجنبية التي كان هؤلاء التجار يدخلونها إلى سوريا، ما أدى إلى ازدياد الطلب على الدولار وتراجع سعر صرف الليرة». ولا يوجد رقم دقيق لأرقام الأموال أموال التجار السوريين المودعة في المصارف اللبنانية، ولكن خبراء يرجحون أنها تتراوح بين 10 و15 مليار دولار. ومنذ اندلاع الاحتجاجات وتحولها بعد أشهر قليلة إلى حرب طاحنة وفرض دول عربية وغربية عقوبات اقتصادية على دمشق، شهد سعر صرف الليرة السورية تراجعاً تدريجياً أمام الدولار، ووصل إلى نحو 640 في عام 2016 عندما هدد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بضرب مواقع في دمشق، إلا أن سعر الصرف عاد وتحسن وحافظ على مستوى عند نحو 440 ليرة طوال عام 2017.

وبالترافق مع أزمة في توفر مواد الطاقة عصفت بمناطق سيطرة الحكومة السورية، في بداية الشتاء الماضي، شهد سعر صرف الليرة تدهوراً تدريجياً أمام الدولار الأميركي، ووصل إلى نحو 550 في فبراير (شباط)، ومن ثم إلى 580. وصولاً إلى نحو 615، ومن ثم إلى 683 في سبتمبر (أيلول) الماضي، ليتحسن بعدها نوعاً ما وليعود من ثم إلى التدهور بشكل متسارع ويصل إلى 768 مبيعاً مع اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان التي تعتبر سوريا منفذه البري الوحيد ومن ثم المظاهرات في كثير من مدنه. وفي إجراء بدا كأنه تنفيس للاحتقان المتزايد في الشارع السوري جراء ارتفاع جنوني للأسعار مع التدهور المتسارع في قيمة الليرة، قام الرئيس بشار الأسد الخميس الماضي بزيادة رواتب الموظفين 20 ألف ليرة، أي ما يعادل 25 دولاراً، وهي زيادة انتظرها السوريون طويلاً بعد تآكل قدرتهم الشرائية إلى حد العدم.

واعتبرت مصادر اقتصادية متابعة حينها أن زيادة الرواتب لن تسد الفجوة بين ارتفاع الأسعار والرواتب والأجور، الناجمة عن تدهور قيمة الليرة، لكنها ستحقق وفراً إضافياً في الخزينة العامة، نظراً لعملية خفض قيمة الليرة التي تمت وفق منهجية مدروسة من قبل الحكومة في دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية لتصل إلى مستوى قياسي، وبما يسمح بخفض قيمة كتلة الرواتب والأجور التي تشكل القسم الأكبر من مصاريف الخزينة. ويتراوح متوسط رواتب وأجور العاملين في القطاع العام بين 20 ألف ليرة (25 دولاراً) و40 ألف ليرة (60 دولاراً) شهرياً، وفي القطاع الخاص بين 100 ألف ليرة (140 دولاراً) و150 ألف ليرة (200 دولار) شهرياً، في حين يحتاج الفرد إلى أكثر من 100 ألف ليرة للعيش بالحد الأدنى.

قد يهمك ايضا :

جمعية مصارف لبنان توافق على فرض قيود جديدة على سحب وتحويل الأموال

متوسط اسعار الذهب الجمعة في أسواق المال في لبنان بالليرة اللبنانية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

استقرار المغرب يعزز الاستثمار ويحد من الخسائر وينعش السياحة
المغرب يتطلع إلى مضاعفة المبادلات التجارية مع الكويت وتعزيز…
بورصة البيضاء تغلق على تراجع في ختام التداولات
المغرب ثاني أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في التكنولوجيا النظيفة…
دونالد ترامب يدعو دول الناتو لوقف استيراد النفط الروسي…

اخر الاخبار

أخنوش يُجري مباحثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية لتعزيز الشراكة…
وزراء خارجية تحالف دول الساحل يشيدون بالمبادرة الأطلسية للملك…
عبد اللطيف حموشي يُجري زيارة عمل إلى الإمارات العربية…
الملك محمد السادس يُهنئ خادم الحرمين الشريفين بمناسبة الذكرى…

فن وموسيقى

حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…

أخبار النجوم

إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات
أحمد العوضي يتحدث عن مواصفات فتاة أحلامه وحقيقة ارتباطه…
أصالة تكشف سبب عشقها للديوهات والفنانة التي تتمنى الغناء…

رياضة

المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…
اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…
ارتفاع وفيات الحمى النزفية في العراق يثير قلقًا صحيًا…
ارتفاع مقلق في إصابات "البكتيريا الكابوسية" بالولايات المتحدة

الأخبار الأكثر قراءة

اتفاق برلماني واسع على تعديل قانون حرية الأسعار
اختتام جلسة التداول في بورصة البيضاء بتراجع
ترامب يعرض على بوتين حوافز اقتصادية وموارد استراتيجية لإنهاء…
عجز الميزانية في المغرب يتراجع بفضل ارتفاع إيرادات الضرائب
السعودية وموريتانيا تتعاونان لإنتاج كميات ضخمة من الحديد