الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
استغلال الأراضي المزروعة بالحبوب كمراعي للماشية

الرباط ـ المغرب اليوم

اضطر عدد من الفلاحين في منطقة زعير إلى استغلال الأراضي المزروعة بالحبوب كمراعي للماشية، بعدما بات في حكم المؤكد أنهم لن يحصدوا أي غلة خلال الموسم الحالي بسبب نقص التساقطات المطرية.وتعتبر زعير من المناطق الفلاحية المهمة في جهة الرباط -سلا -القنيطرة، حيث تعرف انتشاراً لزراعة الحبوب والقطاني التي تعتمد بشكل كبير على التساقطات المطرية، ما يجعل الإنتاج متقلباً في ظل تواتر مواسم الجفاف.

ويواجه المغرب خلال الموسم الفلاحي الحالي عجزاً في التساقطات المطرية يقدر بـ67 في المائة بالنسبة لسنة عادية و64 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما لم تشهده البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي.

في منطقة الرماني، نواحي الرباط، بدأ أغلب الفلاحين يحصون الخسائر، بعدما تأثرت أراضيهم المزروعة بالحبوب، بينما لا يزال هناك أمل ضعيف لإنقاذ زراعات القطاني في حال شهدت البلاد تساقطات مطرية نهاية الشهرين الجاري وبداية المقبل.ونظراً لتوالي المواسم الفلاحية المتواضعة من حيث التساقطات المطرية، أصبح عدد من الفلاحين يفكرون في التخلي عن أراضيهم والتوجه صوب المدن المجاورة لمنطقة زعير للعمل في أي مهنة تضمن لهم العيش بعيداً عن الارتهان للأمطار.

زكرياء خطابي، فلاح من منطقة زعير، قال في تصريح إن “الجفاف أصبح القاعدة خلال المواسم الفلاحية الأخيرة، وهو ما أثر بشكل كبير على الفلاحين في ظل عدم وجود حلول بديلة تقيهم من التقلبات المسجلة في كل سنة”.وأشار خطابي إلى أن “منطقة زعير معروفة بزراعات الحبوب والقطاني وتربية الماشية، لكن الموسم الفلاحي الحالي المتسم بالجفاف سيؤثر بشكل كبير على الإنتاجية؛ بحيث سيشمل الضرر جميع الفلاحين وسيمتد ذلك إلى السنة المقبلة”.

وشدد المتحدث على أهمية تدخل الدولة لاعتماد حلول تمكن من تفادي ضياع القطيع الحيواني، إضافة إلى التفكير في توفير مدار سقوي لدعم الفلاحة في منطقة زعير، والإسراع بإكمال مشروع سد بوخميس المتوقف منذ أكثر من عقدين من الزمن.ولفت خطابي إلى أن “إجراءات التعويض بالنسبة للفلاحين المتوفرين على التأمين يجب أن تكون مرنة بعد إعلان الجفاف”، كما ذكر أن عددا من الفلاحين اقتنوا أدوية لمعالجة الحبوب والقطاني لكنها أصبحت اليوم مع واقع الجفاف دون جدوى.

من جهته، قال العياشي ناطوس، فلاح بمنطقة مرشوش، نواحي الرماني، إن الموسم الفلاحي الحالي سجل تساقطات مطرية ضعيفة جداً، وأكد أن الوضع الحالي يستلزم تدخل وزارة الفلاحة لإنقاذ الماشية عبر العلف المدعم.وبسبب توالي الجفاف في السنوات الماضية، أصبحت منطقة زعير تعاني من مشكل ضعف الفرشة المائية، وقال الفلاح العياشي إن إكمال مشروع سد بوخميس سيكون أحسن خيار لتزويد الفرشة المائية خلال المواسم الفلاحية الجيدة، وهو ما سيكون له نفع جيد على المنطقة.

ولم يُخفِ ناطوس خيبة أمله مما آلت إليه أوضاع زراعته، موردا أنه لم يعد يرغب في الاستمرار كفلاح، وتتملكه رغبة كبيرة في الهجرة نحو المدينة للعمل في أي مهنة كيفما كانت تضمن قوت عيشه.وما يجعل الموسم الفلاحي الحالي أكثر ضرراً كونه جاء بعد مواسم ضعيفة، ناهيك عن استمرار تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما يتطلب، حسب تصريحات الفلاحين، تدخلاً للدولة عبر حلول جذرية.

بسبب الجفاف وتواتر سنوات مطبوعة بضعف التساقطات المطرية، أصبح عدد من الفلاحين يفكرون في ترك أراضيهم والتوجه صوب المدينة للعمل في أي مهنة عوض الاستثمار في الفلاحة التي يطبعها عامل التقلب.هذا التوجه يفكر فيه محمد تومي، فلاح بمنطقة مرشوش، بعدما خسر الملايين من السنتيمات على أراضيه لزراعة الحبوب وأصبحت اليوم شبه جرداء، فاضطر لاستعمالها كمراع لماشيته لإنقاذها من الجوع.

وعلى الرغم من مبادرة عدد من الفلاحين الشباب في التفكير في زراعات بديلة في منطقة زعير، كالأشجار المثمرة، إلا أن غالبية الفلاحين لا يحبذون هذا التوجه، نظرا لما يتطلب ذلك من صبر حتى يتم حصد أول غلة، التي تكون غالباً بعد ثلاث سنوات أو أكثر.ويبقى الأمل معقوداً على تدخل الدولة وتسريع الإجراءات التي يتضمنها البرنامج الاستثنائي الذي أعدته الحكومة للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

حزب العدالة والتنمية يَنْتَقِد الحكومة المغربية في تأخرها في دعم الفلاحين المتضررين

 

مَطالِب بِجَمع مُساهمات لإنشاء صندوق وطني ضد الجفاف لإنقاذ قطاع الفلاحة المغربية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الفواكه المغربية تغزو الأسواق الروسية بفضل جودتها واعتماد تقنيات…
منتدى أعمال يجمع المغرب وأوكرانيا من أجل شراكة تجارية…
اتفاق برلماني واسع على تعديل قانون حرية الأسعار
اختتام جلسة التداول في بورصة البيضاء بتراجع
ترامب يعرض على بوتين حوافز اقتصادية وموارد استراتيجية لإنهاء…

اخر الاخبار

إحباط محاولة تهريب ذخائر مخبأة داخل براميل من سوريا…
المملكة المغربية تنجح في إختبار صاروخ موجه من طراز…
محكمة مغربية تصدر أول حكم يقضي بقانون العقوبات البديلة
الرئيس شي جينبينغ يُشيد بلقاءه مع ولي العهد مولاي…

فن وموسيقى

الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…

أخبار النجوم

الفنان عاصي الحلاني يكشف رأيه في لجنة برنامج «The…
منى زكي تواصل الغياب عن دراما رمضان للعام الثالث…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته الدائمة بالغناء في مصر
مفاجأة هيفاء الكبرى ألبوم جديد بعشرين أغنية متنوعة

رياضة

كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…

صحة وتغذية

أمل جديد في علاج تلف الكبد الناتج عن الإفراط…
سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…
دراسات تكشف مخاطر السجائر الإلكترونية "النظيفة" على القلب وضغط…

الأخبار الأكثر قراءة

الاتحاد الأوروبي يستعد لتعزيز التعاون مع دول متضررة من…
الدولار يصعد بعد بيانات وظائف أميركية أقوى من المتوقع
ترامب يفاجئ الجميع بإعلان رسوم جمركية بنسبة 35 بالمئة…
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات هي "الأشد" على روسيا منذ…
بنك المغرب يفيد بارتفاع الإنتاج والمبيعات الصناعية في مايو…