الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
أحد أعمال مجموعة أبحاث بلوك "جميلة وحساسة"

ميلانو - ليليان ضاهر

لا يشعر المهندسون المعماريون بالأمان بشأن جدواهم، فإنهم يعملون مع المباني الكبيرة بشكل عام، والمكلفة، والطويلة الأمد، والمهمة في الحياة، ولكنه ليس واضحا دائما ما هو جوهري حول الجانب المعماري تحديدا من عملهم، بداية من التحسينات وإعادة الترتيبات وصولا إلى الغاية الوظيفية التي ربما تحدث دون مساعدة المهندس المعماري.  

فرغم أن بعض المهندسين المعماريين لديهم بعض التأثيرات على الميزانيات الكبيرة، فإن المطورين أو السياسيين عادة ما يأخذون القرارات الحقيقية. وفي أحسن الأحوال يمكن للمهندس أن يكون الفارس على الحصان، أو في كثير الأحيان يبدو أقرب إلى العريس أو العروسة اللذين يضعان زينة جميلة في بلدتهم أو ذيل فستانهم، وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية. ويواجه أيضا بعض المهندسين المعماريين اتهامات بالانغماس في الذات، والسعي وراء نزوة قدراتهم الإبداعية؛ وبسبب ذلك ظهر النداء في بعض الأحيان إلى التركيز على ما يعرف بـ"العمارة الإنسانية"، فيستغل المهندسون المعماريون مهاراتهم لمساعدة الناس في مناطق الكوارث أو الذين في حاجة ماسة إلى المساعدة؛ إذ إنهم يمكنهم أن يكونوا أكثر فائدة في مثل هذه الحالات، ورفع حالة الانغماس الذاتي إلى مستوى أعلى.

وأثيرت هذه القضايا كلها من خلال معرض العمارة في بينالي بمدينة البندقية لهذا العام، وهو أكبر معرض في العالم للهندسة المعمارية، ويهدف كما يقول مدير المعرض المهندس المعماري التشيلي أليخاندرو أرافينا: إن المعرض يكشف عن نواياه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية. ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يعلن بينالي تقديم عروض ذات مغزى اجتماعي، فإن الفكرة أقوى هذا العام عما ذي قبل. ويعد معرض بينالي فينيسيا للعمارة (The Venice Biennale) الأشهر عالميا ، وهو واحد من أهم المعارض التي تمثل أحداث العمارة المعاصرة . وتتنافس الدول المشاركة في إظهار أفضل ما لديها من أعمال معمارية، فيخصص لكل دولة جناح تعرض فيه أعمال فنانيها المشاركين. وتمنح جوائز البينالي شهرة وجدارة دوليتين للحاصلين عليها؛ مما ينعكس على الفائزين والدول التي يمثلونها وتعد مصر من أوائل الدول التي شاركت في البينالي.

وهناك عروض على خزانات المياه في ميدلين، وكولومبيا التي وقفت مرة واحدة في المناطق المسيجة من العشب، حيث تنمو حولها المستوطنات وفتحت الآن لتصل إلى الواحات العامة. وبنى المهندس الهندي أنوباما كونادوو نسخة وهمية من بيت التعبئة الذي يستخدم كتل جوفاء من الفيروسينت لتحقيق "وحدة سكنية سريعة وبأسعار معقولة ويمكن أن يكون لها تأثير منخفض على البيئة". ويعرض وانغ شو ولو ون يو لوحات جميلة من الطوب والبلاط كجزء من حملتهم لدعم تقنيات الريف التقليدية، من خلال استخدامها في متحف جديد في مدينة فويانغ. كما أنتج  نورمان فوستر بمساعدة من مؤسسته بالحجم الطبيعي لخطته المثيرة للإعجاب لبناء "droneports" في مناطق يصعب الوصول إليها من رواندا، حيث يمكن للطائرات دون طيار تقديم الأدوية والأدوات وغيرها من الضروريات.

وأحد أكثر العروض تميزا هو خيمة أنشأها المهندس المعماري الألماني مانويل هيرز،  والاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، وتضم مزيجا من الصور والخرائط والمفروشات المنسوجة خصيصا إنه يشير إلى المخيمات في الجزائر التي أنشأها اللاجؤون من الصحراء الغربية منذ احتلالها من قبل المغرب في عام 1975. وهنا يقول هيرز: إنهم صنعوا "مكانا للتحرر والحكم الذاتي الديمقراطي الحقيقي وليس مكانا للبؤس".

يتكون معرض "بينالي" من عناصر متميزة، فهناك ترسانة ضخمة مركزية كبيرة في حدائق مخصصة لبينالي تعود للقرن الـ16. وتحتوي الحدائق أيضا عدة أجنحة وطنية، وتقدم فيها كل دولة مشاركتها المعمارية. ومن بين هذه الجناح البريطاني فيستجيب المهندسين الشباب لحاجة السكن عن طريق اقتراح طرق جديدة للعيش في منازل من تصميمهم ذات منظور قوي وتركيبة أنيقة، أما الجناح البولندي فلم يركز على المهندسين المعماريين ولكن على عمال البناء الذي في البلاد الشهيرة، وعلى الضغوط والمخاطر على حياتهم. ويمكن أن ينسى المهندسون المعماريون مهاراتهم لجعل المساحات والمباني مرغوبة لتسكن. لكن بينالي يتضمن بعض المنشآت التصحيحية.

ويجمع أقوى العروض بين التفرد المعماري والفائدة من ناحية تحديث التقنيات التقليدية وتوفير في مواد البناء، وهو مبنى متعدد الاستخدامات لمنطقة الأعمال سكولكوفو بالقرب من موسكو لأسباب رمزية لا تستحق التكرار، فإنه يختار لإدراج شكل دمية ماتريوشكا. وفي نهاية المطاف فإن غالبية عروض بينالي ترمز إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية، وتحقق معنى العمل التطوعي، فعلى سبيل المثال هناك تصاميم ومقترحات جمع المياه في أفريقيا أو لمساعدة الأجزاء التي دمرتها الجريمة  في المكسيك سيكون لها تأثير وعد. ويظهر الجناح الفنزويلي المشاريع المجتمعية الصغيرة التي ترعاها الحكومة نفسها؛ فـ"بينالي" عبارة عن سلسلة من الاقتراحات بشأن الفكرة الجيدة، وليس دليلا على تنفيذها، فأحيانا تكون أعمال المهندسين المعماريين للفقراء منخفضة التكلفة وبتكنولوجيا عالية وذلك بإرجاع العمارة إلى جذورها، من وضع كتلة واحدة على أخرى من جهة، وتحقيق أفضل استخدام للضوء والمناخ على خلاف؛ مما يهمين على هذا العصر من  عمليات بناء آلية ومجردة. ورغم أن بينالي لا يقدم أكثر من الاقتراحات، فإنه يوفر الكثير من الأفكار الثرية والمفيدة. وجهة نظر تعيد ترتيب الهندسة المعمارية للعالم لتأخذ مكانها ودورها الحقيقي في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا نحو بناء عالم جديد.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الأوقاف توسع منصاتها الرقمية وتطلق مبادرات تفاعلية
وزارة السياحة والآثار المصرية تسترد 13 قطعة أثرية من…
إدراج 3 مواقع من فلسطين في سجل التراث المعماري…
معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…

اخر الاخبار

وزير الدفاع الأميركي يبلغ نظيره الصيني أن واشنطن لا…
بولندا تتهم روسيا بخرق متعمد لأجوائها وموسكو ترد باتهام…
كندا تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل بعد هجومها…
قصف إسرائيلي يستهدف مواقع حوثية في صنعاء والجوف

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة

معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي