الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
المفكر المغربي سعيد ناشيد

الرباط -المغرب اليوم

يعيش كتاب ومثقفون في المغرب على وقع الصدمة والاستغراب، بعد الأخبار التي تم تداولها عن فصل الكاتب والمفكر، سعيد ناشيد، من عمله في التدريس، بقرار من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وسط جدل حول بواعث العزلوكان الكاتب والباحث المغربي سعيد ناشيد، المهتم بقضايا التجديد الديني والباحث في الإسلام السياسي، قد نشر، يوم الاثنين، تدوينة على حسابه بموقع فييسبوك، يقول فيها إنه أصبح بلا عمل أو مصدر رزق، ويشرح فيها حيثيات تعرضه للفصل من دون أن يتلقى أي إنذار أو تنبيه، وعزا ما تعرض له إلى مواصلته الكتابة والنشر، فيما لا يمكنه أن يؤدي وظيفته بسبب ظروف صحية.في غضون ذلك، أشار قرار العزل إلى ما اعتبر تقصيرا من ناشيد في أداء الواجب المهني، والغياب غير المبرر عن العمل، إلى جانب استغلال الإجازات المرضية لغير العلاج ومغادرتكم البلاد بدون ترخيص من الإدارة.ويقول الكاتب سعيد ناشيد  في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، "ختم مساري المهني للأسف بطريقة احترافية، وتم فيه اختراق كل دواليب الإدارة، حتى تم طردي من الوظيفة العمومية، وبقيت من دون مصدر رزق بتوقيع من رئيس الحكومة".ويضيف صاحب كتاب "التداوي بالفلسفة" بأنه تعرض للكثير من المضايقات لما يزيد على ثماني سنوات، وأن ما يكتبه يزعج بكل تأكيد حزب العدالة والتنمية، الذي يعد رئيس الحكومة أمينا عاما له.

ويوضح " كل القرائن لصالحي، ولم يسبق أن تلقيت أي إنذار أو توبيخ، أديت عملي بكل أمانة، ولما عجزت عن ذلك لظروفي الصحية قدمت ما يثبت ذلك بإجازات مرضية طبية مصادق عليها من اللجنة الطبية المختصة في الموضوع".وأضاف ناشيد أنه تم استدعاؤه، السنة الماضية، من طرف المدير الإقليمي لمدينة سطات (غرب البلاد)، بحضور أحد المسؤولين في حزب العدالة والتنمية خارج إطار القانون.

وأورد أن المسؤول له له بالحرف: "إذا كنت مريضا فيجب ألا تكتب، يجب أن تشرب الدواء وتخلد للنوم، وهو ما لم أقبله وراسلت وزير التعليم للتحقيق في هذا الأمر، ولكن الأمور بقيت على حالها، ولم أرغب في إثارة الموضوع ساعتها، وواصلت عملي الفكري، لأنه تبين لي أن رهانهم كان هو أن أتوقف عن مشروعي الفكري".

وانتشر هاشتاغ تضامني مع الكاتب سعيد ناشيد، فيما تناسلت التدوينات من الكتاب والأصدقاء الذين كانوا على علم بالمحنة التي كان يمر منها الكاتب، وجعلته يفكر في مغادرة الوطن، أملا في مواصلة مشروعه الفكري.

وتضامن النشطاء مع الكاتب الذي أغنى المكتبة المغربية بإصدارات عميقة تنتصر أولا وأخيرا للعقل والإنسان، معتبرين أن ما يقع لهذا الرجل هو "جزء من مسلسل عنوانه الهجوم على التفكير العقلاني الحر بالمغرب".

وبادر الدكتور عبد الرحيم العطري، الباحث المختص في علم الاجتماع، إلى توجيه رسالة عبر فيسبوك إلى الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، ووزير التعليم المغربي، سعيد أمزازي، يدعوهما فيها إلى "الانتصار للحكمة، وإعادة الاعتبار لمن اقترح التداوي بالفلسفة".

ويضيف العطري "منذ زمن بعيد وأنا أقرأ للرجل، وكنت أستشعر أنه يعاني في صمت، فما يكتبه يأتي حرا وخلاقا، ولا يتحقق ذلك إلا لما كتب بالدم كما يقول نيتشه. ومع ذلك لم أكن أتوقع أن تكون المعاناة بهذا السوء والبؤس، لم أكن أتوقع أن الاختلاف في الرأي، سيقود إلى السحل والقهر. قد نتفهم أحيانا حقدا نابعا من تذكير الآخر بالعجز، ولكن أن يصل الأمر إلى حد قطع الرزق، فذلك مما لا يستقيم، ولا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال".وناشد رئيس الحكومة ووزير التعليم معا، لحلحلة هذه المشكلة، "فالأستاذ سعيد ناشيد، أهدى الخزانة المغربية والعربية العديد من الأعمال الفلسفية العميقة، وهو جدير بالاحتفاء والتكريم. فالرجاء كل الرجاء، دعوا الحكمة تنتصر. لي اليقين أنها ستنتصر".ويعد الكاتب سعيد ناشيد، أحد أبرز الباحثين والمفكرين المغاربة اشتغالا على التراث والموروث الديني والفقهي، وله إسهامات بحثية وعلمية دالة في هذا الصدد، كما يرأس "مركز ناشيد من أجل مجتمع متنور"، وهو عضو "رابطة العقلانيين العرب"، ومن إصداراته: "قلق في العقيدة" 2011، و"الحداثة والقرآن" 2017، و"دليل التدين العاقل" 2017، و"رسائل في التنوير العمومي" 2018، و "التداوي بالفلسفة" 2018، و"الطمأنينة الفلسفية" 2019، و"الوجود والعزاء: الفلسفة في مواجهة خيبات الأمل" 2020.

قد يهمك ايضا:

حميد زناز يؤكد أن وباء فيروس"كورونا" يعرّي فقهاء الدين

أوجار ينتقد الإسلام السياسي ويَصِف "الفكر العربي الجديد" بالجهادي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير
المغرب يتوج بجائزة اللغة العربية تقديراً لجهوده في خدمة…
سارة السهيل ترعى حفل إشهار "أنشودة الخلود" وتؤكد أن…
الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة…
تعامد الشمس على معابد أبو سمبل ظاهرة فلكية تجسد…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يُشرف على تنصيب امحمد العطفاوي والياً…
محمد المهدي بنسعيد يدعو إلى تصوّر مغربي لـ"نصر 31…
رئيس مجلس النواب المغربي يكشف حصيلة السنة التشريعية
إنتخاب المملكة المغربية عن جدارة عضواً في المجلس التنفيذي…

فن وموسيقى

ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…

أخبار النجوم

أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل…
نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
أنغام تستعد لإحياء حفل ضخم عند الأهرامات وتعد جمهورها…
أروى جودة تتحدث عن الأدوار التي تتمنى تقديمها

رياضة

ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…
إنخفاض مستويات فيتامين D في الدم قد يرتبط بارتفاع…
دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

القوات المسلحة الملكية تبرز التراث المغربي في معرض الفرس…
ناصر بوريطة يؤكد أن تخليد ذكرى 15 قرنا على…
المغرب يبدي اهتمامه بإنشاء قاعدة بيانات رقمية للمعالم التاريخية
التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة في واقعة اختفاء أسورة الملك…
ندوة أدبية حول كتاب "فحوى التأويل" للكاتب علي القيسي…