الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
معرض الشَّارقة الدَّولي للكتاب

الشارقة - أزهار الجربوعي

تصدَّرت الرُّواية قائمة الاهتمامات والمبيعات في معرض الشَّارقة الدَّولي للكتاب في دورته الـ 32، والتي تحتفي بلبنان ضيف شرف، وسط حضور 1080 دار نشر من 53 دولة شاركت بقرابة 400 ألف عنوان، من بينها 175 دار نشر إماراتية، بحيث باتت الإمارات تنافس الدول الكبرى المسيطرة على صناعة النَّشر في العالم العربي. وكشفت جولة "المغرب اليوم" في أروقة المعرض اهتمام القرَّاء اللَّافت بالرُّواية التي باتت تلقب بـ "سيدة الساحة الأدبية"، بحيث تعتبر الشكل الأدبي الأكثر قدرة على جلب القراء بمختلف اهتماماتهم وأعمارهم، خصوصا من فئة الشباب الذين ازدادوا إقبالا وشغفا بزيارة المعرض الذي يتيح لهم فرصة الاطلاع على آخر الإصدارات والعناوين الروائية.وقد حقق  كتاب "فنجان قهوة: الإمارات في ذاكرة أبنائها" للكاتب الإماراتي عبد الله عبد الرحمن، نسبة إقبال كبيرة من بين الكتب المعروضة في جناح هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، بحيث يستعرض تاريخ الإمارات ومختلف المراحل التي مرت بها منذ ما قبل اكتشاف النفط، كما احتلت كتب الروائي البريطاني جيفري آرتشر، والجزائري واسيني الأعرج صدارة اهتمامات القراء الذين تهافتوا على روايات "طوق الياسمين"، "مملكة الفراشة"، "أصابع لوليتا".ويشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام 2013  التي انطلق منذ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر ويستمر إلى 16 من الشهر ذاته، بمشاركة 53 دولة مساهمة بأكثر من  1080 دار نشر، فيما يبلغ عدد العناوين المشاركة في المعرض قرابة 400 ألف عنوان، بحيث حققت الدورة الحالية ارتفاعا بقرابة 20 ألف عنوان عن العام الماضي، تنوعت بين البحوث والعلوم والمعارف والمعاجم وأدب الطفل والناشئة، تنتمي إلى 180 لغة، احتلت 16800 متر مربع من مساحة المعرض.وعرف المعرض في دورته الحالية جدولا مزدحما وثريا بالفعاليات والندوات التي تتجاوز 850 فعالية مختلفة توزعت بين الندوات الفكرية والملتقيات الثقافية والأمسيات الشعرية، إلى جانب ركن  توقيعات الكتب الذي استقبل أبرز الكتاب والشعراء والباحثين من العالم العربي والعالم على غرار الروائي الجزائري واسيني الأعرج والإعلامي اللبناني زاهي وهبي.ويكشف ثراء فقرات المعرض وتنظيمه المحكم والحرص على تشريك نخبة المثقفين العالميين في فقراته، اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة في القطاع الثقافي ورهانها على المنافسة على الإنتاج الفكري والأدبي وصناعة النشر في محاولة لتغيير خارطة حركة النشر العربية التقليدية التي سيطرت عليها لعقود دول مثل لبنان وسورية ومصر، وهو ما يتجلى في وجود 175 دار نشر إماراتية أو عاملة في مجال النشر في الإمارات، التي تفوقت على دور النشر التقليدية بالأهمية الكبرى التي توليها لتطوير آليات عملها ودمجها بوسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة.

وفي السياق ذاته ركزت فعاليات المعرض على دور وسائل الاتصال  الحديثة والثورة المعلوماتية في تغيير المشهد الإعلامي والثقافي العربي والعالمي، خصوصا من خلال ركن التواصل الاجتماعي الذي استضاف العديد من الناشطين الاجتماعيين من بينهم الإعلامي السعودي تركي الدخيل، كما حقّق الوسم الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب على "تويتر" رقما قياسيا من حيث عدد المشاهدات الرسمية المسجلة له، وصل إلى أكثر من 46 مليون مشاهدة خلال 10 أيام، بمعدّل 4.6 مليون مشاهدة في اليوم الواحد وهو ما يعكس الأهمية الكبرى التي يحظى بها المعرض بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي.وتصدّر الأطفال سلم أولويات معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحيث ازدحمت صالات العرض بالآلاف من التلاميذ الذين جاؤوا في رحلات استطلاعية مدرسية موجهة للمعرض، بقصد تشجيع الناشئة على القراءة والثقافة، بحيث خصص المعرض جزءا كبيرا من أجنحته إلى كتب الأطفال، فضلا عن فتح ورش عمل وندوات مخصصة لكتاب الطفل، كما تميز الجناح اللبناني بتنظيم ورش عمل يومية للأطفال في الرسم والفن والكتابة.ومن أبرز ما ميز معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذا العام مشاركة شركة هولندية (إنليبريس)، متخصصة في الكتب والمخطوطات النادرة والخرائط للمرة الأولى، والتي عرضت في جناحها 60 كتاب ومخطوطة نادرة وخرائط قديمة عن المنطقة العربية، تجاوز عمر بعضها 500 عام، وتتراوح أسعارها بين 6 آلاف يورو و950 ألف يورو، من بينها النسخة الأولى للقرآن الكريم مترجمة للغة اللاتينية، والصادرة في العام 1543م، بالإضافة إلى ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، التي لا يوجد منها في العالم إلا 4 نسخ فقط، منها واحدة تم عرضها في المعرض.وعرضت الشركة صور الحصان العربي الأول في أوروبا، والكتاب الأول بشأن الخيول العربية في أوروبا منذ عام 1606، والأطلس الإسلامي العثماني، والخيول العربية، والخارطة الحديثة الأولى للمنطقة العربية منذ عام 1516 من إنجاز جاكو فوغاستالدي.ورغم إجماع غالبية النقاد والمفكرين على وجود أزمة "قراء" في العالم العربي، إلا أن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد أحد أهم 4 معارض في العالم، نجح في استقطاب الآلاف من الزوار وكشف أن  المواطن العربي  حاضر وموجود لكنه في انتظار مثل هذه التظاهرات الثقافية الضخمة التي تعيد للثقافة والإبداع مكانتها المميزة وتراهن على الفكر والأدب لصناعة إنسان عربي متكامل متمسك بأصالة وجذور "أمة اقرأ" ولغة الضاد ومّطلع على ركب الحداثة والمعاصرة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…
التقويم الهجري تقويم قمري بدأ قبل الإسلام بقرنين واعتمده…
اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…
الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…

اخر الاخبار

البرهان يشكل رئاسة جديدة لهيئة الأركان برئاسة محمد عثمان…
إسرائيل تعلن مساعدات إنسانية عاجلة إلى جنوب السودان
إيران تؤكد استئناف المفاوضات مع وكالة الطاقة الذرية وتربط…
هجمات روسية جديدة على اوكرانيا وزيلينسكي يتوجه الى واشنطن

فن وموسيقى

تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…

أخبار النجوم

وزارة الثقافة المصرية تتدخل في أزمة نجوى فؤاد وتعد…
الجمهور يرحّب بقوة بعودة المغربية بسمة بوسيل إلى عالم…
توم كروز يرفض تكريما من دونالد ترامب
رامي صبري يكشف رأيه بتجربته الأولى في The Voice…

رياضة

الأندية الإنجليزية على أعتاب رقم تاريخي في انتقالات اللاعبين
خسارة تاريخية لسانتوس بسداسية أمام فاسكو دا غاما ونيمار…
محمد صلاح يكشف أسرار مسيرته مع ليفربول ويتحدث عن…
أنهى نادي النصر السعودي اتفاقه مع بايرن ميونيخ الألماني…

صحة وتغذية

علماء يبتكرون علاجاً ثورياً للسرطان يجمع بين البكتيريا والفيروسات…
فحص دم مبكر يكشف سرطان المبيض بدقة ويمنح أملا…
6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها
مؤشرات مبكرة لمشاكل الإنجاب عند الرجال

الأخبار الأكثر قراءة

فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…
التقويم الهجري تقويم قمري بدأ قبل الإسلام بقرنين واعتمده…
اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…