الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
شارع المتنبي في العاصمة العراقية بغداد

بغداد-جعفر النصراوي

أصبح شارع المتنبي في العاصمة العراقية بغداد الآن أكثر من مجرد سوق لبيع الكتب، وإنما صار من أهم الملتقيات للأدباء والشعراء والفنانيين العراقيين، فهم يرتادونه في الجمعة من كل أسبوع وكأنه طقس مقدس، لا يمنعهم إلا عذر يفوق قدرتهم على تلافيه، فيما رأى البعض الآخر أن الغاية من التواجد فيه عقد جلسات سمر لا أكثر.  

وتنتشر آلاف الكتب على الأرصفة بمختلف محتوياتها، فلا ممنوع يذكر، ولا كتاب يمنع، وإنما الكل في متناول اليد، وبأسعار يمكن وصفها بالزهيدة، دين وفلسفة ولاهوتيات وسير لأشخاص بعضهم متطرف في إلحاده والآخر على النقيض تمامًا، ولمختلف الثقافات.  


وتم إعادة تأهيل الشارع بعد تعرضه في العام 2007، إلى هجوم بسيارة ملغومة في حادث أدى لمقتل ما لا يقل عن 30 متسوقًا، وتدمير العديد من المكتبات والمباني، وأهمها المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست العام 1908، كما دمر مقهى الشابندر الذي يُعد من معالم بغداد العريقة، حيث خصصت هيئة عراقية أهلية تهتم بالشأن الثقافي مبلغ مائة ألف دولار في حينه لإعادة تأهيل شارع المتنبي، وتم تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الثقافة العراقية ووزارة البلديات ومجلس محافظة بغداد لإعادة إعمار الشارع، وأعيد افتتاحه في العام 2008 في حضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين.


والتقى "المغرب اليوم" عددًا من مرتادي شارع المتنبي بعضهم جاء إليه من المدن القريبة والبعض الآخر ممن يسكنون مناطق مختلفة من العاصمة جاء سيرًا على الأقدام، بسبب الإجراءات الأمنية التي تشهدها العاصمة العراقية كلما جاء يوم الجمعة، تحسبًا لهجمات مسلحة وتفجيرات وصلوات هنا وهناك، والجميع يؤكد أن الحضور للمتنبي أشبه بطقس مقدس، لا يمكن الاستغناء عنه.
وأكد الصحفي العراقي مهند محمد، والذي عمل لوكالة "رويترز" لسنوات أن المتنبي هو متنفس لا يمكن لأي مثقف أن يستغني عنه، فمجرد التواجد هنا بين الكتب يشعرك براحة قد لا تجد لها تفسيرًا.
وأضاف محمد أن الكتب المعروضة تشعرك بأنك في حاجة أكبر للقراءة والاطلاع، ومن خلال الأحداث التي تمر بك خلال الأسبوع تتنوع اهتماماتك، وحين تأتي إلى هنا تحاول أن تجد ما يغني معرفتك من الكتب التي فكرت أن تنتقيها، ولا سيما أن الأسعار هنا معقولة، بل إن بعض الكتب أسعارها زهيدة جدًا قياسًا إلى قيمة محتواها.
وأكد الشاعر العراقي حسين القاصد من جهته أن شارع المتنبي يعيش ازدهارًا ثقافيًا ومواكبة غير مسبوقة لكل جديد، فالذي يصلنا من الكتب لم يصل للبلدان الأخرى، لكن في القلب غصة وهي أنني أخشى على مستقبل هذا الازدهار من التراجع لاأسباب كثيرة، منها قلة الإقبال على الكتب بسبب الإنترنت، ومنها أصبح الشارع سياحيًا لا ثقافيًا، ومكانًا لإقامة جلسات أدباء السهر، بحسب تعبيره.
ويقول الإعلامي صالح الحمداني: إن شارع المتنبي هو المكان الأهم بالنسبة إلى أي مثقف عراقي، وهو من الشوارع القليلة التي تشعر فيها أن بغداد ما زالت على قيد الحياة، وهو ملتقى ومتنفس المثقفين والفنانين والإعلاميين والرسامين، ويعتبره الجميع شارعهم المفضل، وينتظرون يوم الجمعة على أحر من الجمر.


وأكد المصور الفوتوغرافي هادي مزبان، الذي يعمل لصالح وكالة "أسيوشيتد برس" العالمية أن في الشارع أحداثًا يهتم بها القارئ الغربي ويتابع مجرياتها، ولذلك نحن كمصورين نحرص على التواجد في المتنبي لالتقاط صور قد لا تتكرر دائمًا، وبذلك نؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل المشهد الثقافي العراقي، وغالبًا ما يُطلب منا صور لصالح المؤسسات الإعلامية العالمية، والتي تعجز كوادرها في بعض الأحيان عن المجيء الى بغداد.  
ويُعد من الأشياء الجميلة التي يمكن ملاحظتها في شارع المتنبي أن مرتاديه ليسوا في عمر واحد ولا جنس واحد، فهناك الشباب والأطفال والنساء الذين يحرص ذووهم على اصطحابهم ليطلعوا على معلم يُعَد أهم معالم بغداد.


ويعتبر شارع المتنبي زقاقًا بغداديًا بكل معنى الكلمة، لا يتجاوز طوله الألف متر تقريبًا، يبدأ من ضفاف دجلة حيث يتواجد تمثال المتنبي وعلى يساره منارة القشلة الشهيرة، ثم يمتد بعرض لايتجاوز الأمتار العشرة لغاية شارع الرشيد، أحد شوارع بغداد الرئيسة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الرئيس الفرنسي يعبر عن سعادته وفخره باستقبال المغرب ضيف…
نجاة دار الوثائق القومية في السودان وحماية أرشيف تاريخي…
"لام شمسية" يثير جدلاً واسعاً بعد طرحه قضية التحرش…
محمد بن عيسى منبع الثقافة وصانع مهرجان أصيلة الذي…
هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب…

اخر الاخبار

تعاون مغربي موريتاني لتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية
أمير قطر يبحث تطورات المنطقة مع الرئيس الإماراتي في…
ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشاراً جديداً للأمن القومي
قوات الدعم السريع تشنّ أول هجوم على بورتسودان

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

أحمد سعد يكشف عن سعادته بالانضمام الى مجموعة روتانا…
نيكول سابا تكشف عن جوانب خفية من حياتها الشخصية
نجوى كرم تواصل الترويج لألبومها وتكشف عن اسمه
ماجد المصري يُشارك يسرا في عمل فني للمرة الأولى

رياضة

المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي
نيمار يضع حجر الأساس لمشروع رياضي ضخم في البرازيل

صحة وتغذية

إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…
علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…
دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…

الأخبار الأكثر قراءة

محمد بن عيسى منبع الثقافة وصانع مهرجان أصيلة الذي…