الرئيسية » عالم الثقافة والفنون

الرباط - المغرب اليوم

سلط مشاركون في المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية الذي انطلق اليوم الخميس بالرباط تحت شعار "نحور رؤية مستقبلية للسيرة النبوية" الضوء على ما تميزت به السيرة النبوية من قيم حيث تعتبر مصدر إلهام هام للناس.

وينظم هذا المؤتمر من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية. وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، إن الاحتفاء بالسيرة النبوية يعكس قيمتها وأهمتيها، ويتم اليوم بذل جهود كبيرة في دراستها والتصنيف فيها، داعيا إلى جعل الجهود المبذولة في قراءتها توجه لبناء نظرة مستقبلية لمواجهة مختلف التحديات في العالم، و أن تكون إعادة قراءتها قائمة على القراءة المنهجية مع استحضار أبعادها الأخلاقية والروحية والحضارية. وأضاف شوقي علام، أن هذه القراءة يجب أن تكون أيضا استشرافية ومستقلة للاستفادة من السيرة النبوية في بناء مشروع حضاري وتدشين استراتيجية مستقبلية كاملة لإبراز مختلف القيم التي تزخر بها. من جانبه، قال محمد بن حسن آل الشيخ ، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي بالمدينة المنورة، إن السيرة النبوية كرست الرسول صلى الله عليه وسلم كالقدوة العالية التي تقوم على العدل والرحمة والرأفة.

وأوضح أن السيرة النبوية تعتبر منهاج حياة يقتدى به، وتشمل الخير الكثير بما يفيد حياة الناس اليومية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين. من جهة أخرى، أكد الدكتور فرحان نظامي، مدير مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية بلندن، أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تطبيقا للتعاليم التي جاء بها القرآن، وأنه كان يتحلى بأحسن الخلق، من بينها الرحمة، حيث يعتبر نموذجا يقتدى به في الأخلاق والإنسانية وكان مثالا للإنسان الكامل الذي يطبق تعاليم القرآن.

وأضاف نظامي، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان نموذجا للرأفة والرحمة، و رسالته هي موجهة لكل الإنسانية ولخدمتها، فليس هناك من حدود جغرافية لهذه الرسالة، مشيرا إلى أنه كان حريصا على رفع كل أشكال التمييز بين الأفراد والشعوب، حيث أكد دائما أنه لا فرق بين الشعوب والأمم وأن التقوى والإيمان هما العنصران الأساسيان لنجاح الفرد والمجتمع. أما الدكتور عامر الحافي، المستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية - جامعة آل البيت بالأردن، فاعتبر أن تلقين كيفية التعامل مع السيرة النبوية، يحد من الفهم الخاطئ لها.

ودعا إلى إيجاد وسائل مبتكرة لتوضيح الصورة الحقيقية للرسول صلى االله عليه وسلم لدى البعض، مبرزا أن الرسالة التي حملها الرسول هي دعوة للحياة والرحمة وليست دعوة للبغض والكراهية، كما أكد أن قراءة السيرة النبوية تعمق في نفوس الناس محبته وتزيد من قناعتهم بصدق رسالته. واعتبر جيمس باتون، مدير المركز الدولي للدين والدبلوماسية بواشنطن، أن الاختلاف في العالم وداخل المجتمعات يعتبر أمرا طبيعيا، مشيرا إلى أن السيرة النبوية حثت على التعايش وأبرزت أهميته في إقرار الود بين الشعوب، كما دعت إلى التلاحم والصدق والاستقامة ومد الجسور بين الحضارات عوض الانقسام والصراعات.

وأوضح باتون، أنه بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها الرسول في بداية الدعوة، فقد دعا دائما إلى الصبر والحلم وأن يكون الإنسان لين القلب لأن رسالته نبيلة وتتميز بالعمل الجاد والمؤثر. ومن جهته، دعا الأب القمص فيلو ثاوس فرج، سفير السلام العالمي، من الخرطوم، إلى الوقوف ضد كل تصرف وسلوك يمس بالثوابت الدينية ويمس بالأنبياء وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.أما الدكتور شكر باشازادة ، مفتي أذربيجان والقوقاز ، فاعتبر أن هناك حاجة إلى حوار بناء بين جميع الحضارات، لتجاوز التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم.

وبدوره أبرز جوران ج. فان كلافرن، عضو مجلس إدارة مركز التجربة الإسلامية في هولندا، أنه من خلال تعمقه في الدراسات الإسلامية اكتشف أن من بين المواقف المهمة التي تبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم شخصية استثنائية، هو وقوفه إلى جانب الجميع بصرف النظر عن دينهم أو جنسهم أو عرقهم، معتبرا أن السيرة النبوية تشكل مصدر إلهام هام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحلى بقيم التسامح والرحمة والكرم ، كما رفع من مكانة المرأة في تلك الفترة وحرص على الارتقاء بوضعيتها ، فضلا عن كونه شخصية قيادية متميزة. ويهدف هذا المؤتمر، الذي ينعقد أيضا عبر تقنية الاتصال المرئي، إلى إعداد استراتيجية تواصلية للتعاطي مع الأبعاد الوظيفية للسيرة النبوية، وحصر الإشكالات الذاتية والموضوعية في التعامل معها، وتجميع وترتيب الجهود العلمية في مجال البحث في السيرة النبوية، وبناء رؤية متجددة بآفاق مستقبلية لها.

كما يتوخى تمكين المنظمات والهيئات العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال من آليات وأدوات عمل منهجية في بناء مخططات عمل وخبرات في مجال التعريف بالسيرة النبوية.

وحسب الإيسيسكو، فإن هذا المؤتمر يأتي ردا علميا وعمليا على محاولات الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي إطار رؤية المنظمة واستراتيجية عملها الجديدة، التي تجعل منها منارة إشعاع حضاري دولي.

قد يهمك ايضاً :

"القيم الحضارية في السيرة النبوية" يجمع علماء من المغرب والعالم الإسلامي في الرباط

"دروس من السيرة النبوية "محاضرة بتعاوني طريب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الرئيس الفرنسي يعبر عن سعادته وفخره باستقبال المغرب ضيف…
نجاة دار الوثائق القومية في السودان وحماية أرشيف تاريخي…
"لام شمسية" يثير جدلاً واسعاً بعد طرحه قضية التحرش…
محمد بن عيسى منبع الثقافة وصانع مهرجان أصيلة الذي…
هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

"لام شمسية" يثير جدلاً واسعاً بعد طرحه قضية التحرش…