الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
متحف التاريخ الطبيعي

بغداد- نجلاء الطائي

صرّح مدير المتحف "التاريخ الطبيعي" في العاصمة العراقية بغداد الدكتور عامر حسين متعب، بأنّ السمكة التي عرضها المتحف في جامعة بغداد، قبل أسابيع، سمكة "الكوليكانث"، والمعروفة باسم "السيليكانت"، من أشهر الأسماك الباقية على قيد الحياة حتى الآن، منذ العصر "الطباشيري"، ويطلق عليها تسمية "المتحجرات الحية".

وأوضح متعب، في حوار مع "العرب اليوم"، أنّ السمكة تستحق أن تكون رقم واحد، إذ من المفترض أن تكون انقرضت منذ زمن بعيد، وحاليًا، مهددة بالانقراض، مبيّنًا أنّ طولها يصل إلى اثني متر، وتتغذى على الأسماك بأنواعها، كما يمكنها افتراس أسماك القرش الصغيرة، مضيفًا أنّ المتحف يفتخر بامتلاكه واحدة من نماذج هذه السمكة النادرة ضمن معروضاته، والاحتفاظ بها ككائن حي من بقايا المتحجرات الحية.

وأبرز أنّ المتحف بحاجة إلى الكثير من الخدمات المتحفية؛ كونه النواة الأولى للكشف العلمي والبحث المتقدم في الدراسات العلمية والتاريخية، وله القدرة على الاحتفاظ بها، وتابع أنّ المتحف بحاجة إلى توسيع نطاق البحث الحديث ومواصلة العرض القديم وامتزاجه في الحديث؛ لتكون المعروضات القديمة محط بحث الاكتشافات الحديثة.

وأشار إلى أنّ أول إمساك للسمكة حية كان خلال العام 1938 في جنوب أفريقيا، كما ثبت وجود أعداد منها حول العالم، وآخر مشاهدة لها كانت في شواطئ اندونيسيا في عام 1999، وحاليًا، مهددة بالانقراض، وأردف، أنّ العراق ينفرد من بين ما ينفرد به من ظواهر وموارد طبيعية؛ بالتنوع الإحيائي الحيواني والنباتي، ما يشكل ثروة وطنية لا يستهان بها تقتضي من المسؤولين والجهات ذات العلاقة الاهتمام بها وإيلائها الرعاية الفائقة، بما يحميها من الهدر والفناء.

وبيّن متعب، معاناة البيئة العراقية عمومًا، منذ عقود طويلة ومازالت في ظروف الإهمال وعدم وجود سياسات بيئية كفيلة بالحفاظ على الموارد التي تمتلكها هذه البيئة الأمر الذي هدد مصير عدد من الكائنات الحية بخطر الانقراض، وما زاد في حدة هذه المخاطر ما تعرضت له البلاد من دمار وتخريب جراء الحروب غير المسوغة، فضلًا عن قلة الوعي البيئي إن لم يكن انعدامه بين شرائح المجتمع.

ورجح الهلاك القسري للعديد من الكائنات الحية خصوصًا مع غياب الرقابة والتشريعات الملزمة للحفاظ على هذه الثروة ومعاقبة من يسيء إليها عن قصد أو غير قصد، ولفت إلى أهمية الحفاظ على الموروث البيئي الحيوي وأرشفته منوهًا إلى 
تأسيس هذا المتحف الطبيعي؛ ليكون خير شاهد للأنواع الإحيائية في بلدنا التي قد يكون البعض منها مهدد بالانقراض أو تعرض إلى ذلك جراء الصيد الجائر".

وزاد متعب، أنّ المتحف يتعاون على نحو منتظم مع وزارة البيئة "قسم التنوع الاحيائي"؛ لانجاز قاعدة معلومات عن الطيور واللبائن العراقية، فضلًا عن تعاونه مع عدد من دوائر الدولة المختلفة فيما يتعلق بالبحوث والدراسات العلمية الخاصة بهذا المجال، وتم تهيئة مكتبة غنية بمحتوياتها لمساعدة هؤلاء الباحثين والدارسين في انجاز مهامهم على أحسن وجه ممكن.

وحول انجازات المتحف واهتماماته، شدد على أنّ المتحف كان أول من اكتشف ذبابة الدودة الحلزونية الخطرة في العراق من الدكتور محمد صالح عبد الرسول حيث لم يسبق أن تم تسجيل هذا الاكتشاف، مبرزًا أنّ المتحف اهتم بالدرجة الأساس بالنماذج من الإحياء والصخور والمعادن التي تعكس موارد العراق الحية وغير الحية، وأن هناك نماذج بارزة يفتخر بها المتحف مثل سمكة "السليكانت" وبذلك يكون واحدًا من المتاحف في العالم التي تحتوي على هذا النموذج، فضلًا عن وجود بعض النماذج النادرة من الطيور العراقية التي لم تعد تشاهد في البيئة في الوقت الحاضر مثل "مالك الحزين الجبار"، وأيضًا بعض القطط النادرة.

ونبه، إلى الأضرار التي لحقت بالمركز جراء أحداث عام 2003، موضحًا أنّ المركز تعرض للسرقة والتخريب والدمار، وبالتالي فقد الكثير من النماذج التي لا يمكن تقديرها بثمن؛ ولكن خلال المدة الماضية عمل المركز وبدعم من رئاسة جامعة بغداد على إعادة وتأهيل قاعدة المعلومات والحصول على نماذج للتعويض عن التالف منها.

واستكمل متعب، أنّ المركز يعمل وبشكل دؤوب على إعادة علاقاته واتصالاته بالمتاحف العالمية الكبيرة من خلال تبادل المطبوعات والوقوف على آخر تطورات علم المتاحف، وأيضًا إحياء العلاقات بين المركز والمتاحف الأخرى؛ للحصول على بعض النماذج النادرة والإطلاع على آخر ما توصلت إليه المتاحف العالمية من دراسات وعلوم خاصة بهذا المجال الحضاري والعلمي.

ويهتم متحف "التاريخ الطبيعي" في العاصمة العراقية بغداد بالتنوع الإحيائي والحيواني والنباتي الذي تأسس عام 1946، ويتميز بكونه يضم عددًا من المجسمات لـحيوانات محنطة ومجموعات للحشرات والنباتات التي تمثل تاريخ الحياة الفطرية في العراق خصوصًا، فضلًا عن احتوائه مكتبة متخصصة بالتاريخ الطبيعي، ويعد المتحف واجهة حضارية وسجل تأريخ للتنوع الإحيائي في العراق، فضلًا عن أنّه واحد من بين متاحف العالم الذي يحتوي على نماذج نادرة من الأسماك والطيور.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أول ظهور لكنوز الملك توت عنخ آمون في المتحف…
وصول الوفود المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير…
مصر ترحب بقادة العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير
المغرب يتوج بجائزة اللغة العربية تقديراً لجهوده في خدمة…
سارة السهيل ترعى حفل إشهار "أنشودة الخلود" وتؤكد أن…

اخر الاخبار

بري يدافع عن حزب الله ويؤكد عدم صحة اتهامات…
الملك محمد السادس يهنئ محمود عباس بالعيد الوطني لبلاده…
وزير الخارجية السوري يؤكد أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد…
حزب التقدم والاشتراكية يعارض مشروع قانون المالية 2026 ويبرز…

فن وموسيقى

نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…

أخبار النجوم

حلا شيحة تدافع عن صديقتها دينا الشربيني وتوجه رسالة…
بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر…
فجر السعيد توضح تفاصيل وضعها الصحي وتوجه رسالة مؤثرة…
وائل جسار يحسم الجدل حول انفصاله عن زوجته ويؤكد…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب
دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

اختفاء لوحة أثرية مصرية نادرة والنيابة العامة تفتح تحقيقًا
انطلاق تصفيات مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة في…
اعلان الفائزين في جايزة منصور بن زايد لتصوير الخيل…
القوات المسلحة الملكية تبرز التراث المغربي في معرض الفرس…
ناصر بوريطة يؤكد أن تخليد ذكرى 15 قرنا على…