الرئيسية » أخبار الرياضة المغربية والعربية والعالمية
المنتخب الإنجليزي

لندن - المغرب اليوم

خلال نصف الساعة الأولى من المباراة التي فازت فيها إنجلترا على أوكرانيا بهدفين دون رد في إطار التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2024 بألمانيا، وبالتحديد قبل وقت قصير من إحراز المنتخب الإنجليزي الهدف الأول، كانت هناك لقطة غريبة ظهر فيها غاري ماغواير وهو يحاول أن يركض للاستحواذ على إحدى الكرات، ثم بدا الأمر كأنه قد توقف عن الركض! لكنّ الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق، فلم يتوقف ماغواير عن الركض، لكنه كان يواصل الجري ببطء شديد كأنه سفينة حاويات محمّلة بالكامل تحاول أن تستدير بعيداً عن الميناء!
لم يتسبب ما حدث في أي شيء خطير على المنتخب الإنجليزي، ولم نرَ ماغواير يركض بهذا الشكل مرة أخرى خلال ما تبقى من أحداث المباراة، لكنه على العكس من ذلك كان يدافع بشكل جيد، وأظهر نقاط قوته في التمرير وضربات الرأس وقراءة أحداث المباراة بشكل جيد.

لكن إذا كانت هذه المباريات التي تُلعب في إطار تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024 بألمانيا تتعلق حقاً برفع مستوى المنتخب الإنجليزي حتى يكون قادراً على المنافسة بقوة على لقب البطولة وليس مجرد المشاركة، فيتعين على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، أن ينظر بعين الاعتبار إلى تلك اللقطة التي كان يتحرك فيها ماغواير بالحركة البطيئة، لأن ذلك لو حدث أمام أي منتخب قوي خلال البطولة فإن المنتخب الإنجليزي سيعاني كثيراً.

من الواضح أن المنتخب الحالي لإنجلترا يتطور بشكل جيد، ولديه القدرة على إيجاد حلول داخل الملعب بشكل أفضل من أي وقت خلال السنوات السبع الماضية. لكن حان الوقت أيضاً لأن يتخذ ساوثغيت قرارات حاسمة في بعض الأمور، وأن يكون حاداً عندما يتعلق الأمر بخلق حالة من التوازن بين اختيار اللاعبين الذين يفضل الاعتماد عليهم ونقاط الضعف الموجودة داخل الفريق، ويعد ماغواير المثال الأبرز في هذا الصدد.

يحقق المنتخب الإنجليزي نتائج جيدة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، بالإضافة إلى أنه لا يزال محافظاً على بعض نقاط القوة التي أظهرها في نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر. وكان هناك بعض المؤشرات على حدوث تحسن واضح في أداء المنتخب الإنجليزي على أرض الملعب، سواء أمام إيطاليا في نابولي أو أمام أوكرانيا على ملعب ويمبلي. ويتعين علينا أن نؤكد هنا أن ساوثغيت نجح في أن يجعل المنتخب الإنجليزي أفضل كثيراً مما كان عليه في السابق، وقاده للوصول إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية، وفاز على إيطاليا في عقر دارها لأول مرة منذ سنوات طويلة، وبنى منتخباً قوياً قادراً على التحكم في رتم وزمام المباريات.

وعلاوة على ذلك، أصبح ساوثغيت يبدو كأنه شخص متجدد ولديه رغبة كبيرة في التطور وضخ دماء جديدة في صفوف الفريق بشكل مستمر، وهذه نقطة مهمة للغاية، لأنها تجعل كل لاعب يبذل قصارى جهده من أجل الحفاظ على مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق، وهو ما يخلق بالتبعية منافسة شرسة للغاية بين الجميع تصب في نهاية المطاف في مصلحة الفريق. أما النقطة الثانية الأكثر أهمية فتتمثل في أن ساوثغيت نجح ببراعة في إعادة بناء وتنشيط خط الوسط، الذي كان يمثل نقطة ضعف واضحة على مدار فترات طويلة، لكنه تحول الآن إلى نقطة قوة كبيرة، وخير دليل على ذلك ما حدث أمام إيطاليا، حيث تمكن ثلاثي خط الوسط الإنجليزي المكون من جود بيلينغهام وديكلان رايس وكالفن فيليبس من التحكم تماماً في خط الوسط وخنق المنتخب الإيطالي، والضغط بقوة على لاعبي الفريق المنافس وقطع الكرات وإغلاق مساحات التمرير، وهو ما حرم المنتخب الإيطالي من أي فرصة أو محاولة لبناء أو شن هجمات خطيرة على مرمى إنجلترا.

هذا هو خط الوسط الذي كان ساوثغيت بحاجة إليه في مونديال قطر. وعلى الرغم من أن بيلينغهام هو النجم الأبرز، وعلى الرغم من أن رايس ربما قدم أفضل مستوى له على الإطلاق مع المنتخب الإنجليزي في مباراة إيطاليا في نابولي، فإن فيليبس أيضاً لعب دوراً مهماً للغاية. لقد واجه ساوثغيت الكثير من الانتقادات واتُّهم بأنه يضم فيليبس رغم أنه لا يقدم مستويات تؤهله للانضمام أو اللعب في التشكيلة الأساسية، لكن فيليبس أثبت للجميع أنه إضافة قوية للغاية للمنتخب الإنجليزي.

لقد وجد ساوثغيت ضالته في اللعب بطريقة 4 - 3 - 3 التي تسمح للاعبيه المميزين بالانطلاق للأمام والقيام بواجباتهم الهجومية بالشكل المطلوب منهم دون الإخلال بالناحية الدفاعية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت من أجل إتقان هذه الطريقة وخلق حالة من التوازن بين الدفاع والهجوم. ويأخذنا هذا مرة أخرى للحديث عن ماغواير. غالباً ما يُتهم ساوثغيت بأنه شديد الولاء للاعبيه المفضلين. وفي هذه النقطة بالتحديد يجب أن نشير إلى أن أهم شيء حققه ساوثغيت في المنتخب الإنجليزي هو خلق «ثقافة النادي» داخل الفريق، والقضاء على الانقسامات وخلق روح التعاون بين الجميع، لكن من ناحية أخرى نريده أن يستغني عن اللاعبين الذين يتراجع مستواهم وأن يختار فقط اللاعبين الذين يقدمون مستويات جيدة مع أنديتهم.

لقد بقي ماغواير مع الفريق لأن ساوثغيت يفضّل الاعتماد عليه، وليس بسبب مستواه مع مانشستر يونايتد لأنه لا يشارك من الأساس مع ناديه منذ فترة! لكن من الواضح للجميع أن ماغواير يمثل مشكلة حقيقية للمنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي، بسبب بطء حركته التي ستتسبب لإنجلترا في مشكلات كبيرة للغاية عند مواجهة المنتخبات القوية؛ أو إذا لم يلعب ساوثغيت بطريقة مختلفة أو يختار لاعبين آخرين في مراكز أخرى من أجل التغلب على هذا الضعف الواضح من جانب ماغواير. كما يتعين على ساوثغيت أن يدرك تماماً أن مستوى ماغواير الآن لا يناسب على الإطلاق فريقاً يسعى للمنافسة على البطولات والألقاب!

يستطيع ماغواير تمرير الكرة واللعب بالرأس بشكل جيد، كما أنه يمتلك لمسة جيدة ويلعب من أجل مصلحة الفريق، لكنه أيضاً هو أبطأ لاعب على أرض الملعب في أي مباراة يلعبها. إنه ليس بطيئاً في الركض بقدميه فقط، لكنه بطيء في أي شيء يتطلب منه الانطلاق بسرعة، ومن المؤكد أن هذا البطء سيكلف المنتخب الإنجليزي كثيراً، حتى لو لم يكن ذلك واضحاً للمشاهد العادي، لأن هذا البطء سيتسبب في الكثير من المشكلات فيما يتعلق بممارسة الضغط العالي والمتواصل على الفريق المنافس، وسيؤثر أيضاً على قوة خط الوسط. وفي مباراة أوكرانيا على ملعب ويمبلي، كان يمكن رؤية جون ستونز في بعض الأحيان وهو يحثّ ماغواير على التقدم للأمام في حال استحواذ المنتخب الإنجليزي على الكرة. كان ماغواير يمتثل لذلك على مضض، لكنه كان يبدو تائهاً للغاية عندما كان يتقدم للأمام ويجعلك تشعر بأنه لا يعرف ما الذي يريد أن يفعله بالكرة بالضبط.

ربما لا يوجد بديل مقنع حقاً في مركز قلب الدفاع ناحية اليسار. وعلى الرغم من أن فيكايو توموري يقدم مستويات جيدة مع ميلان، فإن ساوثغيت يشعر بالقلق لأنه يفتقر إلى قوة ماغواير في ألعاب الهواء. وعلاوة على ذلك، ظهر توموري بشكل متواضع في مباراتي ميلان أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي جعل ساوثغيت يقرر عدم الاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية. لكنّ نقطة الضعف الواضحة في هذا المركز ستظل تؤرق ساوثغيت وتمثل مشكلة حقيقية للمنتخب الإنجليزي، خصوصاً أمام المنتخبات الكبرى.

من المؤكد أن ولاء ساوثغيت للاعبيه يعد شيئاً جيداً، لكن يتعين على المدير الفني الإنجليزي أن يكون حازماً وقاسياً في قراراته وأن يضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبار. لقد اتخذ ساوثغيت أخيراً قراراً بعدم وضع رحيم سترلينغ في التشكيلة الأساسية بغضّ النظر عن مستواه، وأصبح يستبعده في حال لم يكن في حالته المعهودة بشكل لم يكن موجوداً من قبل. وعلاوة على ذلك، فإن ساوثغيت يتخذ موقفاً حاسماً ومتشدداً من المدافع بن وايت -بغضّ النظر عمّا قد يقوله ساوثغيت على الملأ– بعدما ترك المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم لـ«أسباب شخصية»! وبالتالي، فإن عدم اختيار بن وايت في هذه المباريات أصبح شيئاً مفهوماً تماماً.

فهل يستطيع ساوثغيت الآن تطبيق الجانب الآخر من تلك القسوة؟ بن وايت لديه كل المقومات التي تجعله مدافعاً من الطراز الرفيع، ويلعب الآن بشكل أساسي كل أسبوع مع آرسنال متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ويقدم مستويات رائعة. وبالتالي، إذا نظرنا إلى الأمور بناءً على المستوى والاستحقاق فقط، فمن المؤكد أن بن وايت يستحق مكاناً في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي، لأنه يلعب بشكل جيد ولديه فرصة للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فضلاً عن أن المنتخب الإنجليزي يعاني بشدة في هذا المركز في ظل المستوى الحالي لماغواير.

من المؤكد أن ساوثغيت هو صاحب القرار الوحيد في هذا الأمر، أو على الأقل لمنح بن وايت فرصة أخرى. ويجب أن نضع في الاعتبار أن بن وايت، أو أي بديل محتمل آخر، يجب ألا يكون بالضرورة أفضل مدافع في العالم حتى يلعب مكان ماغواير! لكن الخيار الجديد يجب فقط أن يكون مدافعاً جيداً وأن يكون سريعاً ويمنح فريقه شعوراً بالأمان في الخط الخلفي، حتى يجعل لاعبي خط الوسط والهجوم يقومون بواجباتهم الهجومية من دون أن يكون لديهم شعور بالخوف. سيلعب المنتخب الإنجليزي سبع مباريات أخرى قبل نهاية العام، وهو ما يعني أنه إذا لم يتحسن مستوى ماغواير فسيكون أمام ساوثغيت متسع من الوقت لإصلاح هذا الخلل!

قد يهمك ايضاً

رحيم سترلينغ يُرهن عودته لمباريات كأس العالم بأمن عائلته

"اليويفا" يعاقب المنتخب الإنجليزي بسبب فوضى ملعب ويمبلي خلال نهائي أمم أوروبا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دبلوماسية كرة القدم تحرك العلاقات بين موسكو وواشنطن وسط…
الفيفا يعلن مواعيد وأماكن مباريات كأس القارات للأندية
رونالدو يتوج بجائزة الأفضل في كل العصور من رابطة…
مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 9 - 9 - 2025…
المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 حتى الآن

اخر الاخبار

روسيا تعلق على تصاعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين
مقترح جديد يتضمن الإفراج عن عشرة رهائن مقابل هدنة…
السعودية تؤكد وجود ضغوط دولية لإنهاء الاحتلال
السعودية تؤكد التزامها بدعم إقامة دولة فلسطين

فن وموسيقى

أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…
نيكول سابا تكشف أسرار دورها في مسلسل "وتقابل حبيب"وتوضح…
في أول ظهور إعلامي كارول سماحة تبكي رحيل زوجها…

أخبار النجوم

محمد رمضان يرد على الانتقادات بصور جديدة مع لارا…
القبض على الفنانة بوسي في مطار القاهرة بسبب أحكام…
عاصي الحلاني يكشف السبب الحقيقي لغيابه عن الموريكس دور…
تيم حسن يوجه رسالة حب للبنانيين ويستثني فئة واحدة…

رياضة

عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…
اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…

صحة وتغذية

إكليل الجبل عشبة منزلية ذات فوائد مذهلة لصحة الجسم…
دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
تقليل استهلاك الكافيين قد يجعلك ترى أحلاماً أكثر وضوحاً
وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…

الأخبار الأكثر قراءة

الاتحاد الأفريقي يعاقب المنتخب المحلي المغربي
المنتخب المغربي المحلي يستعد لموقعة زامبيا في "شان 2024"
المنتخب المغربي المحلي يسقط في ثاني اختبار له بالشان…
كاف يضاعف مكافآت الأدوار التمهيدية في دوري الأبطال والكونفدرالية
ترشيح محمد صلاح وأشرف حكيمي لجائزة الكرة الذهبية 2025