غزة - كمال اليازجي
أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فقدان الاتصال مع إحدى مجموعاتها المسؤولة عن حراسة جندي إسرائيلي أسير في قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان نُقل عن وكالة صفا الفلسطينية: "نعلن فقد الاتصال منذ يوم أمس الإثنين مع مجموعة التأمين الآسرة للجندي الصهيوني روم بريسلافسكي، وذلك بعد توغل قوات الاحتلال ومحاصرتها لمناطق يتواجد فيها الأسير الإسرائيلي". وأكد البيان أنه لا تتوافر حتى الآن أي معلومات عن مصير المجموعة أو الجندي.
في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن العمليات العسكرية الجارية في غزة تُعد من أعقد المعارك التي يخوضها الجيش، مشيراً إلى أن الجيش يواصل جهوده لتحقيق أهدافه وعلى رأسها استعادة الرهائن والقضاء على البنية التحتية لحركة حماس. وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع هو الأول من نوعه منذ عامين، جرى خلاله تقديم تقدير شامل للوضع الاستراتيجي والاستخباري في جميع الجبهات، بما في ذلك إيران، ولبنان، وسوريا، وقطاع غزة.
في هذه الأثناء، واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها المكثفة على مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث توغلت الدبابات من جهات الجنوب والشرق تحت غطاء جوي كثيف. وأدى هذا التوغل إلى موجة نزوح جديدة، ترافقت مع صدور أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي للسكان في عدة مناطق. وتعد هذه أول عملية عسكرية رئيسية على دير البلح منذ اندلاع الحرب قبل 21 شهرًا.
وقالت الأمم المتحدة إن الأوامر الإسرائيلية بإخلاء مناطق في دير البلح قد أثّرت على عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وشكلت ضربة مدمرة جديدة للجهود الإنسانية. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأوامر شملت مناطق يسكنها بين 50 إلى 80 ألف نسمة، من بينهم 30 ألف نازح يعيشون في 57 مخيمًا. وأضاف أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من دير البلح خلال الأيام الماضية.
في غضون ذلك، صرّح مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، بأن 21 طفلًا توفوا خلال 72 ساعة نتيجة سوء التغذية والمجاعة، محذرًا من أن القطاع يواجه "كارثة إنسانية غير مسبوقة". وأشار إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية ارتفع إلى 101 حالة، بينهم 80 طفلًا، فيما يعاني 900 ألف طفل من الجوع، من ضمنهم 70 ألفًا دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد.
بدورها، اتهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في نقاط توزيع مختلفة منذ نهاية شهر مايو/ أيار الماضي. وذكرت أن غالبية الضحايا سقطوا قرب مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تتلقى دعماً من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، خلال اتصال مع نظيرها الإسرائيلي، إن "قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه"، مطالبة بوقف فوري لهذه الممارسات. كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن ما يحدث في غزة من دمار وقتل "لا مثيل له في التاريخ الحديث".
وأضاف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن الوضع في القطاع بات لا يُحتمل، مشيرًا إلى أن الموظفين الإنسانيين والأطباء يعانون من الجوع ويُصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم، وسط استنزاف تام للمخزونات الغذائية والطبية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف ستة مرافق صحية عن العمل بسبب منع إدخال الوقود من قبل الجيش الإسرائيلي، محذرة من أن بقية المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة إذا لم يُسمح بوصول الوقود والمساعدات الإنسانية. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في القطاع "في حالة يُرثى لها".
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وفاة فلسطينيين من أجل "قطعة خبز أو شربة ماء" أمر غير مقبول أخلاقيًا وإنسانيًا، فيما أكد بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، بعد زيارته لغزة، أن الوضع الإنساني في القطاع "لا يُحتمل أخلاقيًا".
وفي مواقف إقليمية ودولية متزايدة، أدان مجلس جامعة الدول العربية تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى "منطقة مجاعة"، داعيًا المجتمع الدولي والولايات المتحدة للضغط من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات فورًا لإنقاذ آلاف الأطفال. ووصف المجلس سياسات التهجير والتجويع ومنع وصول الغذاء والدواء بأنها "صورة من صور الإبادة الجماعية".
كما بحث نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، سبل دعم الجهود لوقف الحرب في غزة، وضمان إدخال المساعدات، والعمل على إطلاق سراح الرهائن.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
سرايا القدس تقصف مقر قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أعلى جبل الصوراني
سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة