القدس المحتلة - المغرب اليوم
في تصعيد جديد يشهده قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيرد بقوة على ما وصفه بهجوم نفذته حركة حماس ضد قوات إسرائيلية في منطقة رفح جنوب القطاع. وجاء ذلك بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة داخل غزة، شملت رفح جنوبًا، جباليا شمالًا، ومنطقة الزوايدة وسط القطاع.
وفي بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أوضح أن رئيس الحكومة أصدر تعليماته بتنفيذ عمليات قوية ضد أهداف "إرهابية" في غزة، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد جاء ردًا على ما اعتبره خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل حماس. وأضاف البيان أن نتنياهو عقد سلسلة مشاورات أمنية مع وزير الأمن وكبار قادة المؤسسة العسكرية لبحث التطورات.
بدوره، أكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية التزام تل أبيب باتفاق وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن "الجنود الإسرائيليين يحتفظون بحق الدفاع عن أنفسهم"، على حد تعبيره.
الجيش الإسرائيلي أوضح من جهته أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو نفذت غارات في منطقة رفح بعد تعرض قواته لإطلاق نار من قبل مسلحين. وأفاد المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي بأن الهجوم شمل استخدام صواريخ مضادة للدبابات، واستهداف مباشر لعناصر الجيش أثناء قيامهم بأعمال ميدانية تتعلق بتدمير ما وصفها بـ"البنى التحتية الإرهابية"، وفقًا لما يسمح به اتفاق التهدئة.
في المقابل، نفت حركة حماس أي علم لها بالهجوم أو بالاشتباكات التي وقعت، مؤكدة في بيان رسمي أنه "لا علاقة للحركة بأي أحداث تجري خارج الخط الأصفر"، وهو الخط الذي يفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية وتلك التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، بحسب اتفاق غزة.
وأكدت حماس التزامها الكامل ببنود وقف إطلاق النار، وقالت إنها لا تملك أي معلومات حول ما حدث في رفح، لا سيما أن المنطقة المصنفة "حمراء" بحسب البيان تقع فعليًا تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. وأضافت الحركة أن الاتصال مقطوع منذ مارس الماضي مع أي مجموعات قد تكون متواجدة هناك، مشيرة إلى أن مصير تلك المجموعات غير معروف حتى الآن، سواء كانوا قد قتلوا أو لا يزالون على قيد الحياة.
ويُشار إلى أن اتفاق غزة كان قد حدد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، والذي يمتد من بيت حانون شمالًا، مرورًا بعدد من المناطق مثل بيت لاهيا ومدينة غزة والبريج ودير البلح، وصولًا إلى خان يونس وخزاعة جنوبًا، وينتهي عند رفح، حيث لا تزال إسرائيل تحتفظ بسيطرتها الميدانية.
هذا التصعيد يضع اتفاق التهدئة الموقع مؤخرًا أمام اختبار حقيقي، في ظل استمرار التوترات الميدانية وتبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق بنوده، بينما تحذّر أطراف دولية من أن أي انهيار للاتفاق قد يؤدي إلى موجة عنف جديدة تعيد المنطقة إلى دوامة المواجهة المفتوحة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
نتنياهو يعلن ترشحه من جديد لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة