غزة / القدس المحتلة - كمال اليازجي / ناصر الأسعد
في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي واسع يُعد الأكبر منذ شهور، تترقب الساحة الفلسطينية مسارًا تفاوضيًا جديدًا تقوده الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الممتدة في قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهرًا، عبر اتفاق تهدئة مقترح يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار بضمانات مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت مصادر فلسطينية إن المقترح الأميركي يشمل هدنة لمدة 60 يومًا، تبدأ بمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار تشمل أربع ملفات رئيسية: تبادل الأسرى، الترتيبات الأمنية طويلة الأمد، ترتيبات ما بعد الحرب، وإعلان إنهاء الصراع رسميًا.
المقترح يتضمن جدولًا من خمس مراحل يمتد على مدى شهرين، ويتضمن إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، مع دخول المساعدات الإنسانية فورًا، وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من شمال وجنوب غزة وفق خرائط متفق عليها.
ويبدأ الجدول بالإفراج عن 8 أسرى أحياء في اليوم الأول، ثم يتم تسليم جثامين على مراحل تالية وصولًا إلى اليوم الستين. في المقابل، تلتزم حماس في اليوم العاشر بتقديم معلومات دقيقة عن مصير بقية الرهائن، بينما تقدم إسرائيل قائمة كاملة بالأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وأكدت المصادر أن الرئيس ترامب سيتولى إعلان الاتفاق بنفسه حال التوصل إليه، وسيتولى مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إدارة المفاوضات اللاحقة لإنهاء الحرب، بينما تقدم كل من مصر وقطر والولايات المتحدة ضمانات لجدية واستمرارية التفاوض.
في المقابل، ووسط الأمل بالتوصل إلى اتفاق، تشهد غزة تصعيدًا ميدانيًا متزايدًا. فقد أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش كثف عملياته في شمال ووسط غزة ضمن خطة عسكرية سُمّيت "الأسد الصاعد"، وتهدف إلى السيطرة على بيت حانون وأجزاء من مدينة غزة، إلى جانب تفكيك ألوية تابعة لحركة حماس.
وأوضح المسؤول، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، أن التصعيد يهدف إلى "زيادة الضغط قبل توقيع الاتفاق"، مؤكدًا أن الخيار العسكري ما زال مطروحًا في حال فشلت المفاوضات.
وقد أسفرت الغارات الإسرائيلية، منذ فجر الخميس 3 يوليو، عن مقتل 63 فلسطينيًا، بينهم 28 مدنيًا كانوا ينتظرون المساعدات، وفق ما أفادت وكالة "وفا". كما استهدفت غارة مدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين في حي الرمال، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
ويأتي هذا بعد يوم من قصف خلف 111 قتيلاً في مناطق مختلفة من غزة، منها خيمة للنازحين في منطقة المواصي التي سبق أن صنفتها إسرائيل كـ"منطقة آمنة".
التطورات تأتي قبل أيام من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء ترامب، في خطوة تعكس تقاطع المسار العسكري بالتفاوضي.
من جانبها، لم تصدر حماس حتى الآن موقفًا رسميًا من المقترح، فيما حذر ترامب الحركة من أن "فرصها ستتضاءل" إذا لم توافق عليه.
وكان اتفاق سابق أُبرم في يناير الماضي قد فشل في تجاوز مرحلته الأولى، رغم تبادل عدد من الأسرى ودخول مساعدات إنسانية إلى القطاع، قبل أن تُستأنف العمليات العسكرية مجددًا في مارس بعد اتهامات إسرائيلية لحماس بعدم الالتزام بالبنود، وهو ما نفته الأخيرة.
وبين ركام غزة المحاصرة، التي خلفت الحرب فيها أكثر من 57 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، تترقب الأنظار ما إذا كانت الهدنة الأميركية الجديدة ستمهّد الطريق نحو تسوية شاملة، أم ستكون مجرد هدنة أخرى مؤقتة تُسبق بجولة دم جديدة.
قد يهمك أيضــــــــا
مؤسسة غزة الإنسانية تبدأ توزيع المساعدات في القطاع بعد محادثات مع إسرائيل