غزة - المغرب اليوم
تتصاعد المخاوف الدولية حيال خطوات إسرائيلية جديدة تسعى إلى فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، حيث حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن هذه التحركات قد تهدد خطة السلام الأمريكية التي تركز على قطاع غزة، خصوصًا بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحركة حماس. تأتي هذه التحذيرات في ظل تصويت أولي للكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يهدف إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما رفضته واشنطن وأثار إدانات واسعة من الفلسطينيين والدول العربية.
وفي تصريحات أدلى بها روبيو قبيل توجهه إلى إسرائيل، شدد على أن الولايات المتحدة لا تدعم خطوة فرض القانون الإسرائيلي في هذه المرحلة، معتبرًا أن مثل هذه الإجراءات قد تعرقل فرص تحقيق السلام وتؤدي إلى عواقب سلبية على الاستقرار الإقليمي. وأوضح أن إسرائيل دولة ديمقراطية يحق لشعبها التصويت واتخاذ المواقف، لكنه أكد أن الوقت الحالي غير مناسب لمثل هذه الخطوات التي قد تضر بالجهود الدبلوماسية المتواصلة.
إلى جانب ذلك، وصف وزير الخارجية الأمريكي ممارسات حركة حماس تجاه الفلسطينيين في غزة بأنها "قمع مروع"، معتبراً أن هناك ضرورة لإعادة بناء القطاع وضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل. في هذا السياق، أعلن روبيو عن استعداد دول من خارج منطقة الشرق الأوسط للمشاركة بقوات دولية في قطاع غزة، في إطار المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترمب التي تهدف إلى إدارة القطاع تحت إشراف فلسطيني ودولي، مع نزع سلاح حركة حماس، وهو الأمر الذي تواجهه الخطة بتحديات كبيرة في ظل رفض الحركة تسليم أسلحتها.
بينما يبدي المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم نائب الرئيس جي دي فانس، تفاؤلاً بحذر حول صمود وقف إطلاق النار في غزة، لا تزال الأجواء متوترة مع وقوع حوادث عنف متفرقة وإجراءات أمنية مشددة من كلا الجانبين. وأكد فانس في زيارته للقدس أن مهمة نزع سلاح حماس وإعادة إعمار غزة ليست سهلة، لكنها ضرورية لبناء مستقبل أفضل في الشرق الأوسط.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية للحفاظ على زخم وقف إطلاق النار، حيث زار مسؤولون كبار إسرائيل خلال الأيام الماضية، بينهم روبيو وفانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر، سعياً لضمان تنفيذ بنود الاتفاق ودعم الاستقرار في المنطقة.
رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ حوالي 12 يوماً، استمر تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بشأن تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بإعادة جثث الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط أنباء عن سقوط قتلى فلسطينيين في مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، مما يشير إلى هشاشة الوضع الأمني واستمرار التوتر على الأرض.
تظل منطقة الشرق الأوسط تحت مرمى تحركات معقدة بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، في ظل سعي واشنطن لاحتواء التصعيد وإدارة الأزمات عبر خطة ترمب التي تواجه تحديات كبيرة على الأرض، مع تصاعد القلق من تأثير أي خطوة أحادية الجانب على فرص السلام واستقرار المنطقة بأكملها.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الكنيست يصوّت مبدئياً لصالح فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية