الرئيسية » بأقلامهم
الكاتب ابراهيم أمين مؤمن

بقلم ــ ابراهيم أمين مؤمن

أيُّها الطّيرَُ العابر إنتبه ...
ألمْ تعلمْ ما تحتك ؟
إنّكًَ فوق مملكة الحبِّ .
اتّخذْ مملكتنا قبْلة سِرْبك . فاصْدعْ واعْترف بمملكتِنا , فشرٌ لك أنْ لا تعترف .
الآن ...أيُّها الطّير
أستشعرُ ما بروحك .
لقدْ خشعتْ , وما أخشعك إلّا وحْياً انفلتَ من أرواحنا إليك فسكنتَ فوقنا
وطرتَ بسمائنا .فحلقْ وصفّفْ سِربك الدوّار صفّاًَ دوّاراً فهذا موطنك ,
وهذا سبيلك وهذا سِلْمُك ......

.............أيُّها الآتى إلينا من أرضٍ سُفك فيها الدماء .........
طهّرْ روحك قبل أن تنْزلَ علينا.
فإذا نزلتَ بأرضنا فاخلعْ نعليْكَ فيها .
فإن حذائك ملطخ منْ أرضك وما زال ينْبجسُ منه حمرة الدّم فى أراضينا .
و تحت قدميك أرواح أجدادنا التى عاشتْ مطمئنة , ونحن أحفادها وما نزال نحيا
بقلوب الملائكة, فخلّدنا ماضى أجدادنا وما نزال نعيش سبيلهم , ونأمل أن
نظلَّ على الدربيْن فى مستقبلنا , فلا تدنّث ماضينا وتزهق حاضرنا وتحفر
قبور الموت لمستقبلنا .
إنّها مملكتنا العريقة , وحضارتنا المستنيرة , كأنّها حضارة ما قبل الانسان .
ليس فينا ..
قاتل أو مقتول .
أو طارد أو مطرود .
أو ظالم أ و مظلوم .
وإنّما بيننا الجمال من رضاب الأثير .
وسنابك العبير من الشذا العطر المحبور .

الصلاة بين أيدينا دائما نقيمها من وحى الخير النابت من أعماق قلوبنا .
خيلُنا وخُيّالُتنا كلّهم فى صف السّلم , لا نعرف معنىً لطبول الحرب فكل
طبولنا تَدقُّ السّلم .

صآفّون.. دآقّون ..قارئون.. لآيات الحب المسطّرة فى رايات خُيّالتنا فوق خيلنا .
إذا حفرتَ ما فى صدورنا لن تجدإلّا الحب .
دعْ عنّك ردائك الآتى به إلينا وارتدى ثيابنا .
دعْ هذا السّديم النووىُّ المتفجر فى قلْبك وقلْب من ورائك واحتمى ب..
سلمِنا ... حبنا ... أمننا ... طهرنا ... برائتنا ...
إنسْ دقّ طبول حربك وحرب من ورائك وهيّا دُقّ معنا هذه الأرض وازرع فيها
الغيث ..الرحمة .. البراءة .. الحياة....... نعم الحياة .
أسمعتْ ووعيتْ ؟.... فاخشعْ
لا نريد (قابيلاً) آخرًا هُنا .
لا نودّ طردك فإنْ اعتنقتْ هويتنا فدعْ عنّك سفك الدماء واجعلها تسري فى
العروق لنحيا لا أنْ نموت ..
دعْ عنك عواء ذئابكم ومكر ثعالبكم وفحيح ثعابينكم .
دعْ عنك القفز بالسّكّين والرمْى بالسهم وحفْر الأخاديدِ ونصْب الفِخاخِ
وكُنْ (نحن )
نحن..نعم نحن ..
نحن قوم تعلونا طيورًا وسماءً تهدى إلينا حفيفاً كالنغمات التى تتهادى
إلينا زخّاتًٍ من غيث السماء المنهمر .
فسماؤنا غيث ,وطيورنا ترتّل تراتيلاً قدسيّة ترد من عزف تسابيح الملائكة
المقرّبين ونصغى نحن إليها من حفيف أجنحتها التى تترا إلينا عبر فضائنا
الرسول .

أتعلم سمائنا ؟
سماؤنا اشتدتْ توهجاً فكان رعدها لا يقصف , ومطرها لا يغرق ..
رعدها أمان ومطرها غيث وغيّاث .
سحابها تناجى حلوقنا وحناجرنا, فتزبد شهدًا ينساب حتى يسْرِ بالروح قبل العروق .
قمرها وشمسها سراجا نهارنا ونجومها سكن أجسادنا .
هل علمتَ سمائنا ؟ فعليك أن تعلم طيورها ... طيورنا
طيورنا ...طيورها ..
تجدْ طيورها ترفرف تحت سمائها وفوق رؤوسنا, تناجى أجرامها وتتزيّن
لمملكتنا وتظلّ تحملق بعيونها إلى سماء الحب ومملكة الحب فى الأرض معا
معا تباعا تباعا, فأهلا بك فأنت نعم النُّدماء.
سربك الدائرىُّ الذى يرفرف لا يرفرف فى السماء فحسب ,وإنّما يرفرف
متخللاً فى أعماق وجداننا فنزيد حبّا فوق حبٍّ .. فنعم الرفرفة.. ونعم
الحب.. ونعم السماء .. ونعم المملكة.
أيُّتها الطيور الدوّارة...الفوّاحة .. السّوّاقة ..
أأنتِ لُحفُ نجد فيها رضاعة الحب زخّاتًٍ من العشق تسري فى أرواحنا فننعم
بالغذاء والدفء والعشق؟
ما أعظم مَلَاءتك التى تشبه أحضان الأمهات اللواتى يُرضّعن أطفالهنّ
لبناً سائغاً خالصاً .
هل أنت تغنين ؟
لعل غنائك يعلو ويعلو كلما صفونا و كظِمْنا وعفونا وتحاببنا .
أيُّها المحفّفون الراقصون ... كيف تحيوْن ؟

رقصكمْ سكْر من كؤوس السّحاب.
وظلّكم شماسىُّ النّجوم .
وفرْشكم فضاء المملكة.
وتغنون للحب, وتستمدون مملكتكم كلها كلها من حُب يصْعدُ من مملكة حبنا إليكم ..
نعم لمّا طابتْ نفوسنا فى هذه البقعة من الأرض حمْتمْ حولنا بسرب..
رائعٍ ..طائرٍ..شادٍ..مرتوٍ­ من حلوقنا نحن.. نحن..
.. مملكة الحب .
نعم إذا عرفنا معنى الحب على الحقيقة..
أظلّتنا السماء بطيورٍ تنثر علينا أكاليل الزهور فتزهر قلوبنا .
وأضاءتْ نجومُها نفوسَنا.
وسمّعتنا تسابيحَ الملائكةِ فردّدنا وسبّحنا .
وزحفتْ تسابيحنا جمعاء لا تتوقف حتى تصل إلى فردوس الرحمن فتشفع لنا
شفاعة لا تُردّ أبدا ..
....................­. إنّها مملكة الحب فتّشوا عنها تجدونها فى ضمائرِكم .
....................­.. .إنّها مملكة الحب التى استعمرتها مملكة أهوائكم .
فهيْلوا على الأهواء التراب وأحيوا مملكة الحب ..
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد
فلسطين والقدس الأبية
لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!
أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء…
السقيفة الملعونة

اخر الاخبار

المغرب يوقف شاباً موالياً لداعش كان يحضر لعمليات إرهابية…
الملك محمد السادس يهنئ رئيس تشاد بعيد بلاده الوطني…
مبادرة جديدة لإحياء مفاوضات غزة بمشاركة تركية
قسد تتهم قوات الأمن السورية بتنفيذ تحركات مشبوهة في…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

عمرو دياب يشارك أجواء الصيف مع ابنتيه جانا وكنزي
كريم عبد العزيز يؤكد أن المرأة مظلومة ويشدد على…
أنباء انفصال ياسمين رئيس تشعل السوشيال ميديا وزوجها يرد…
أحلام تعلن مشاركتها في مهرجان قرطاج بدون مقابل وتوجه…

رياضة

انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…
قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…

الأخبار الأكثر قراءة