الدوحة ـ قنا
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث على أهمية النهوض بالحركة المسرحية في قطر ، وأن العام الماضي شهد العديد من الفعاليات المتعلقة بالحركة المسرحية، وأن هذا العام لن تكون الفعاليات بأقل من العام الماضي.
ولفت سعادته إلى الدور الذي تقوم به كلية المجتمع في خدمة المجتمع، "ولذلك توصلنا الى فكرة مع مسؤوليها بعد حديث طويل الى أن تكون هناك مقررات دراسية أكاديمية تعنى بالشأن المسرحي لمزيد من المعرفة، وذلك في مجالات التمثيل والإخراج والنقد المسرحي والديكور".
وقال سعادته عن مردود هذا الأمر لن يكون مقصورا على الوزارة فحسب ، بل سيمتد إلى جميع جهات المجتمع، ومنها المؤسسات الثقافية كالمتاحف و"كتارا" لافتا إلى أن الجهود تجرى على قدم وساق لتحويل الأفكار إلى واقع، ملموس، "وأن ما وعدنا به لتحقيق النهضة المسرحية يتحقق شيئا فشيئا.
ودعا سعادة الوزير الجميع إلى التعاون والتجاوب مع مختلف الأفكار المطروحة بما ينعكس على وضعية المسرح في الدولة، "خاصة ونحن في أمس الحاجة إلى النقد المسرحي من أجل حركة مسرحية متطورة وفاعلة".
وتعرض سعادة الوزير إلى إنشاء فرقتين مسرحيتين جديدتين، فأعلن أنه سيتم قريبا تشكيلهما، وهو الأمر الذي يحتاج إلى جهود الجميع ليتحول هذا الأمر إلى واقع، إضافة إلى إقامة دورات متخصصة في الكتابة المسرحية يتولاها عز الدين مدني. لافتا إلى إنشاء مكتبة إلكترونية للمسرح، علاوة على النهوض بمسرح الطفل.جاء ذلك خلال الملتقى المسرحي الأول الذي أقامته أمس إدارة الثقافة والفنون.
وخلال اللقاء ظهر تباينا في آراء المسرحيين، ففيما طالب البعض بضرورة الإسراع بتشكيل فرقتين مسرحيتين، اعترض البعض الآخر، معتبرا تشكيلهما بمثابة إغراق للساحة المسرحية، في ظل عدم وجود دور مسرحي كافية، وأنه من الضروري تفعيل ما هو قائم.
كما حظي النقاش بتباينات حول جمعية المسرحيين، ففيما ذهب البعض إلى ضرورة تبني الوزارة لإقامتها، أسوة ببعض الدول العربية، خاصة دول الخليج، رأى البعض الآخر أن الوزارة لا علاقة لها بتشكيل مثل هذه الجمعية، وأن إجراءات تشكيلها ينحصر في وزارة العمل.
وشهد اللقاء جدلا حول إمكانية عودة مهرجان الدوحة الثقافي، ففيما طالب بعض الحضور بضرورة استئناف مثل هذا المهرجان، كون يستقطب عددا كبيرا من المثقفين العرب إلى دولة قطر، اعتبر البعض الآخر الدوحة تشهد مهرجانات متنوعة من وقت لآخر، ما جعلها مركزا ثقافيا مهما، ليس في العالم العربي وحده، بل في العالم أجمع.
ومن جانبه، أكد السيد فالح العجلان الهاجري، مدير إدارة الثقافة، أنه لن يتم الدفع بفرقتين مسرحيتين إلا وفق اعتبارات وآليات محددة، ووفق دراسات معمقة، ودون أن تكون هذه الإضافة الجديدة إلغاء أو تجميدا أو نيلا من الفرقتين الموجودتين أصلا. مؤكداً أن هناك حرصا دائما على النهوض بالحركة المسرحية والنظر إلى كل ما يفيد، ويعمل على إثرائها.
وخلال المداخلات التي أتاحها سعادة الوزير للحضور، امتدح الإعلامي تيسير عبد الله هذا اللقاء. وتساءل عن مدى استمرار الرقابة على المسرح في دولة قطر. داعيا إلى ضرورة العودة لإقامة مهرجان الدوحة الثقافي، لما يمثله من زخم ثقافي كبير، ليس على مستوى دول الخليج، ولكن على مستوى العالم العربي كله.
وبدوره، أوضح سعادة الوزير أن وجود الرقابة لا يعني التضييق، بقدر ما تمثل أهمية كبيرة للمسرح لاعتبارات دينية وأخلاقية وفنية، "حتى الدول المتقدمة ذاتها، لم تقم بإلغاء الرقابة على المسرح". غير أن هذا الرأي لم يمنع سعادة الوزير من ترحيبه بالاستماع إلى كافة الآراء والنقاشات في هذا الأمر، "خاصة أن أي تحرك فيه يمكن أن يكون له تأثير سلبي، كما أن حسم الأمر لن يكون سهلا، فتجارب العالم لها وضعية خاصة لمتطلبات اجتماعية".
وحول مهرجان الدوحة الثقافي، أكد سعادة الوزير أن قطر الآن ليست تلك التي كانت قبل 2010، وأن المهرجان في حد ذاته موضع تفكير، وأن كانت المهرجانات في قطر مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف عن مهرجان بعينه، وأنه تم عقد أكثر من اجتماع بالوزارة لغرض هذا المهرجان، وتم تكليف لجنة لدراسته على ضوء ما يجري من نشاطات.
وأكد سعادة الوزير أن الدوحة أصبحت إحدى العواصم الثقافية الكبرى، وأن أنشطتها الثقافية لا تتوقف، ولم تعد قاصرة على الوزارة وحدها، وأن هناك جهات أخرى تقيم العديد من الفعاليات الثقافية، خلاف ما تقيمها الوزارة من سنوات ثقافية بالخارج، على نحو ما تم البدء به بإقامة عام ثقافي مع اليابان، ثم المملكة المتحدة، وحاليا البرازيل، ما يجعل الدوحة في حالة زخم ثقافي دائم.
ومن جانبه، أكد الفنان عبدالعزيز جاسم أن إنشاء فرقتين مسرحيتين جديدتين يستلزم كوادر بشرية، فضلا عن عدم مناسبتهما حاليا لوجود ركود مسرحي. وتساءل عن عدم تبني الوزارة لجمعية المسرحيين القطريين.
وبدوره، أوضح سعادة الوزير أن آراء كثيرة وجهت إلى الوزارة تطالبها بإنشاء فرقتين مسرحيتين جديدتين من أجل النهوض بالحركة المسرحية. لافتا إلى أنه لن يتم تنفيذ أي أمر إلا إذا كان مدروسا، "وإذا وجدنا أن إنشاء فرق جديدة يمكن أن يؤثر على ما هو قائم، فغنه سيتم مراجعة الأمر. وقال إنه لأول مرة يذكر أمامه أمر جمعية المسرحيين، وإن كان هذا الأمر مجاله وزارة العمل.
ومن جانبه، أكد السيد سعد بورشيد، رئيس قسم الأنشطة المسرحية، أن الأهم هو أن يكون هناك تحقيق لمبدأ الثواب والعقاب، وأن الدفع بفرقتين مسرحيتين مرهون بزخم الإنتاج المسرحي. لافتا إلى أن مطالب المسرحيين أن تتبنى الوزارة إنشاء جمعية للمسرحيين في قطر، وهو أمر معمول به في الدول العربية، بما فيها دول مجلس التعاون.
ودافع السيد موسى زينل، خبير ثقافي، عن إنشاء فرقتين مسرحيتين جديدتين. مؤكداً أن قطر بحاجة إلى فرق جديدة، وبث الروح في الفرق المسرحية، خاصة أن هناك دولا عربية وخليجية بها العديد من الفرق المسرحية. داعيا إلى ضرورة تجريب الأمر وعدم التخوف من الدفع بفرقتين مسرحيتين جديدتين.
ودعا إلى ضرورة أن يضغط المسرحيون لإقامة جمعيتهم المأمولة، "فأغلب الجمعيات أنشأت نتيجة فرض الأمر الواقع، وعلى المسرحيين أن ينشطوا ويبدعوا، حتى يتحقق مرادهم".
أما الفنان فالح فايز، فقال إنه ليس ضد الدفع بفرقتين مسرحيتين جديدتين، "ولكن المشكلة تكمن في دور العرض، فعندما نزيد من عدد الفرق، فعلينا ندفع بفرق جديدة فيجب أن تتوفر لذلك الإمكانات، ومنها دور العرض".