الجزائر - سميرة عوام
تقضي العائلات الجزائرية، منذ حلول شهر رمضان، أفضل الأوقات مع الأهل والأصدقاء، حيث تستمر السهرات حتى وقت السحور ليجتمع شمل العائلة لتبادل أطراف الحديث لنسيان ارتفاع درجة الحرارة التي أثقلت يوميات سكان الجزائر، والذين يتوجهون بعد صلاة التراويح إلى الكورنيش للتمتع بزرقة مياه البحر والنسمات اللطيفة والقوارب الراسية في البحر.
هناك الذين يفضلون الجلوس في الساحات المطلة على البحر لاحتساء القهوة أو تناول المثلجات و”الكريبونة” المكونة من الماء والليمون والسكر.
أما عائلات أخرى فتفضل البقاء في الريحان والياسمين التي تنبعث من السكنات القديمة المتواجدة في الأحياء الشعبية العريقة، التي تحولت منذ الأيام الأولى لرمضان إلى مقصد للعائلات والأهل الذين يلتقون في فناء البيت، وفي هذه الأثناء تتفنن النساء في تزيين الصينية بإبريق الشاي والمكسرات والمقروض المحلى بالشربات، إلى جانب بعض حلويات رمضان كحلوة الترك والزلابية.
كل هذه الممارسات تصنع سهرات مميزة من خلال سرد حكايات مستوحاة من التراث، إلى جانب تبادل الألغاز والأحاجي التي تحمل الحكمة والنضج من خلال مشاركة الأطفال في فك كل لغز يحكيه الشيوخ والعجائز، حيث تغتنم الأم الفرصة لمعرفة قدرة الإبن على التفكير والإبداع الفكري، لأن في مثل هذه الجلسات تساعد على تأهيل الصغار إلى دخول المدرسة ، أما الفتيات فيرددن بعض الأغاني والمدائح الدينية والشعر الشعبي الذي تطلقه الحناجر القوية والمدفونة في أعماق التراث الجزائري.
ويستمر سمر الأهالي حتى وقت السحور حتى يهم الحضور بالمغادرة للاستعداد لصلاة الفجر واستقبال يوم جديد.