الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
مهنة المسحراتي تطورت على يد المصريين

القاهرة - أ.ش.أ

أكد الباحث الاثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الاسلامية والقبطية أن عادات المسلمين فى شهر رمضان الكريم ، تتفاوت من بلد لاخر ، وإن كانوا يتحدون فى عبادتهم التى تظهر وحدتهم فى اسمى معانيها ، مشيرا الى أن المصريين حرصوا على الحفاظ على عدد من العادات المميزة التى تعد مظهرا اساسيا من مظاهر الشهر الكريم .
وكشف الزهار - فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم - عن أبرز 7 عادات للمصريين فى رمضان ، وفى مقدمتها "الفانوس" ، مشيرا الى أن أول من عرف فانوس رمضان هم المصريين ، وذلك في اليوم الذي دخل فيه المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة يوم الخامس من رمضان ، وخرج المصريون في المدينة في موكب كبير على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلا ، وكانوا يحملون المشاعل و الفوانيس الملونة لإضاءة الطريق ، وأضاف أن المصريين ابقوا على الفوانيس لتضئ شوارع القاهره حتى آخر شهر رمضان ، ولذلك اصبحت عادة يلتزم بها كل سنة فى هذا الشهر الكريم .
وعن مدفع رمضان ، قال سامح الزهار إن القاهرة كانت هي أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان ، وكان هذا الامر عن طريق الصدفه البحته ، فقد أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعا جديدا وبالمصادفة خرجت دانة من المدفع وقت اذان المغرب ، فاعتقد الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان ، فخرج المواطنون إلى قصر السلطان لشكره على هذه الفكرة الجميلة التي استحدثها ، وعندما وجد السلطان أن هذا الامر ادخل السرور عليهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار ، ثم أضاف بعد ذلك مدفعين احدهما للسحور والاخر للإمساك.
وأوضح أن المسحراتى هى مهنة عرفها التاريخ الاسلامي باختلاف الازمنة والعصور ، وإحتفظت بها بعض الدول على رأسها مصر ، لافتا الى أن المسحراتي هو الشخص الذي يقوم بايقاظ الناس ليلا قبل الفجر بفترة مناسبة حتي يتناول الناس سحورهم امتثالا للامر النبوي" تسحروا فإن في السحور بركة ".
وأشار الى أن شكل هذه المهنة تطور على مدى العصور الاسلامية ، ففي صدر الاسلام كان المسلمون يعرفون وقت السحور بأذان بلال بن رباح ، ويعرفون الامتناع عن الطعام بأذان عبد الله بن مكتوم ، وباتساع رقعة الدولة الإسلامية اختلفت أساليب تنبيه الصائمين ، حيث ابتكر المسلمون وسائل أحدث من باب أن التنبيه على السحور للدلالة على الخير والتعاون على البر ، ومن هنا ظهرت مهنة المسحراتى فى عصر الدولة العباسية.
وتابع أنه في عهد الخليفة المنتصر بالله ظهرت فكرة المسحراتي ، فقد وجد عتبه بن اسحاق أن المسلمين لا ينتبهون كثيرا الى وقت السحور و لا احد يقوم بتلك المهمة ، فقرر ن يقوم هو بنفسه بأداء تلك المهمة ، وهو والي مصر ، فكان يمر بشوارع المحروسة ليلا لايقاظ الناس من مدينة العسكر الى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ، وينادي قائلا “عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة”.
وأضاف أنه فى العصر الفاطمي أصدر الحاكم بأمر الله أوامر لجنوده بالمرور على المنازل ودق الابواب لايقاظ المسلمين للسحور، وبمرور الزمن قام بتخصيص رجل للقيام بهذه المهمه يمسك بيده عصا يدق بها ابواب البيوت مناديا ”يا أهل الله قوموا تسحروا ”.
وأكد الزهار أن مهنة المسحراتي تطورت على يد المصريين ، وابتكروا فكرة الطبلة الصغيرة التي يحملها المسحراتي ليقوم بالدق عليها بدلا من الدق بالعصا على ابواب المنازل ، وكانت تسمي ( بازه ) و بمرور الوقت تطورت تلك المهنه فاستخدم المسحراتي الطبلة الكبيرة ، وكان المسحراتي ينشد الاشعار والاغاني الشعبية الجميلة الخاصة بتلك المناسبة الرمضانية ، ثم تطور الامر الى أن أصبح عددا من الاشخاص يقومون بتلك المهمة وليس شخص واحد حاملون الطبل يرأسهم المسحراتي ويقومون بالغناء والتجول في أروقة المدينة لايقاظ المصريين لتناول سحورهم.
وبالنسبة للكنافه والقطايف والمشمشيه وقمر الدين ، أشار الباحث الاثرى الى تعدد الروايات التاريخية في مصادرها حول بداية ظهور الكنافة ، فيري بعض المؤرخين أن صناع الحلويات في الشام هم اول من اخترعوها لتقديمها إلى معاوية بن أبي سفيان أول خلفاء الدولة الأموية ابان ولايته على الشام كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع في نهار رمضان ، فقد كان معاوية من محبي الطعام فشكا إلى طبيبه من الجوع الذي يجده بنفسه في فترة الصيام ، فوصف له الطبيب وصفه من العجين والسكر وهي الكنافة لتمنع عنه الجوع .
وقال إن بعض المؤرخين يروا أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي ، ويري اخرون أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك ، كما تري فئه اخري الى أنها ترجع الى العصر الفاطمي ، و قد استقر العدد الاكبر من المؤرخين إلى أن تاريخها يعود إلى العصر الفاطمي ، وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة في شهر رمضان فخرج الأهالي يستقبلونه بعد الإفطار ويقدمون له الحلوي ، ومن بين ما قدموه الكنافة كونها مظهر من مظاهر الاحتفال .
وأضاف أن الكنافة اتخذت شخصية متفردة بين أنواع الحلوى ومن لا يتناولها في الأيام العادية لابد أن يتناولها في رمضان وقد أصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني والحديث باعتبارها طعاما للغنى والفقير مما أكسبها شخصية فريدة وطابعا شعبيا.
وتابع أن القطائف يرجع تاريخ اختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة ، وأشار بعض المؤرخين الى أنها متقدمة عليها أي أن القطايف سبقت الكنافة حيث تعود إلى أواخر عصر بني اميه ومطلع العصر العباسي ، ولقد تنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب فابتكروا فطيرة محشوة بالمكسرات ، وقاموا بتقديمها بشكل جميل مزين ليقوم الضيوف ( بقطفها ) ومن هنا اشتق اسمها (القطايف) ، و يري البعض الاخر من المؤرخين وهو الرأي الاقرب للصواب إن سبب التسمية هو أن القطايف لها ملمس يشبه القطيفة الى حد كبير ولهذا سميت بهذا الاسم.
وأوضح الزهار أن اغلب المؤرخين اتفقوا على أن المشمشية وقمر الدين يرجع استخدامهما بداية من العصر الفاطمى وحتى الان وهما من المظاهرة الواردة من بلاد الشام ، مشيرا الى أن المشمشية هى عبارة عن المشمش المجفف لحفظه لفترات طويلة وعدم تعرضه للتلف.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد
الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة

اخر الاخبار

إسرائيل تنفذ عمليات برية جنوب لبنان "دمرنا بنى تحتية…
مجلس المستشارين المغربي يُصادق على مشروع القانون المتعلق بالمسطرة…
الملك محمد السادس يعزي ترامب في ضحايا فيضانات تكساس…
وزير العدل المغربي يؤكد ضرورة تحديث المهن القضائية لمواكبة…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…

أخبار النجوم

حسام حبيب يعلن عن إحيائه أولى حفلاته بالمملكة العربية…
تامر حسني يعلّق على تحقّق أحداث فيلمه "ريستارت" في…
رامي صبري يُعرب عن سعادته الكبرى بتقديمه افتتاح مهرجان…
كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني يُجددان تعاونهما في…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة