الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون

غزة - المغرب اليوم

كانت مهنة تصليح الأحذية في غزة حصرا على الطاعنين في السن وكادت أن تندثر لكن شباب دفعهم ضيق الحال، إلى احترافها، استطاعوا إحيائها وغيروا النظرة النمطية الساخرة والنافرة منها إلى مهنة تحظى بالإعجاب والإطراء. في سوق الزاوية الشعبي القديم وسط مدينة غزة، محال وأكشاك صغيرة تمتد أمام الجامع العمري التاريخي، يتزاحم عليها الفقراء وغيرهم ليعيدوا تصليح وترميم أحذيتهم. مهنةٌ تمارس ربما منذ عقد من الزمن في هذا المكان. توفيق شابٌ في العقد الثاني من العُمر يعمل بنشاط وسط قطعٍ وقصاصات من الجلد وكعوب أحذية، لم يجد سوى هذه المهنة التي لم يرثها عن والده، يقول: "حصلت على دبلوم تجارة من سبع سنوات وما لقيت غير هذه المهنة". وأشار توفيق لـDWعربية أن احد أصدقائه الشباب نصحه بهذه المهنة " نظرا لحاله الفقر المنتشرة في غزة ولارتفاع أسعار الأحذية الجديدة التي لا يستطيع شرائها معظم الناس"، وفق تعبيره. لم يختلف حال توفيق عن علي أبو مصطفي، الحاصل على شهادة دبلوم معلمين، ويجلس على الرصيف تحت مظلة وبجانبه مجموعة من الاسكافيين الشباب في سوق خان يونس أمام قلعة برقوق جنوب قطاع غزة. يقول لـDWعربية " فشلت في الحصول علي وظيفة، ما وجدت غير أني أصلح أحذية وصنادل  قديمة". "مهنة ضرورية لا عيب فيها" اتجه في سنوات الحصار الأخيرة كثير الشباب إلى مهنة الاسكافي، بعد أن وجدوا الأفاق أمامه مغلقة لممارسة مهن أخرى. الاسكافي عامر حمدان وسط سوق مدينة خان يونس يجلس على كرسي وأمام آلته لتصليح الأحذية البالية. ويعتبر حمدان أن مهنته "لا عيب في مزاولتها واليد البطالة نجسه"، وفق وصفه. مؤكدا لـDWعربية أنه حاصل على الثانوية العامة، مضيفا" أنا سيد نفسي وشغل الاسكافي أسهل وأفضل من العمل في الباطون". ويشير أنه يتناوب وشقيقه العمل. عامر يدفع وزملاء مهنته 2شيكل (نصف دولار تقريبا) يوميا جباية لبلدية المدينة قيمة ما تُسمي أرضيه لمهن متنقلة على أرصفة الأسواق. بينما الاسكافي على أبو مصطفي الذي يجلس بجوار عامر يعتبر مهنته "من أقرف المهن" لكن لا بديل لها. ويتابع أبو مصطفي لـDW عربية قائلا" نحن وباقي الشباب أصبحنا نتقبل المهنة بعد أن تعودنا عليها". إحدى السيدات التي أخذ  عامر في تصليح حذائها البالي تقول:" كانت الناس زمان تنظر للمهنة على أنها عيب لكن بالعكس هي مهنه ضرورية تخفف عن المحتاجين، وهؤلاء الاسكافيين الشباب يقومون بإعادة تصليح الأحذية بشكل جميل". زيادة في أعداد مزاوليها البطالة والحصار هما أسباب الزيادة في أعداد العاملين في مهنة الاسكافي، وقد رُدت الروح فيها، وكثر مزاوليها وانحسرت السخرية منها، واختلفت نظرة الناس إليهم بعد أن كانوا ينفرون منها، وفق اللقاءات التي أجرتها DWعربية عدد كبير منهم. حسام ابو حجاج احد العاملين في هذه الحرفة يوضح لـDWعربية أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة "يقترب من الصفر والناس  ليسو قادرين على المصاريف على أولادهم  فما بالك نحن الشباب اللي يريد مصاريف زواج". ويصف أبو حجاج مهنته كاسكافي "أنها أحسن بكثير من مهن أخرى، ودخلها جيد". ويتابع حسام أن ما يتقاضاه لتصليح الأحذية البالية يتراوح بين شيكل واحد وعشرة. إلى ذلك تضيف لـDWعربية سيدتان برفقه أطفالها الثلاثة " كثرة مصلحي الأحذية ساعدتنا في هذه الظروف الصعبة ووفرت علينا مالا". ويضيف مواطن في منتصف العقد الخامس" من عشرين سنه من الصعب جدا أن تري اسكافي، وإن وجدناه يكون كبير في السن ولا يستعمل سوى الإبرة والخيط  والمسامير واللصق بالغراء بطريقة يدوية بدائية، ولا يتقن عمله مثل هؤلاء الشباب". واللافت هنا وفق الاسكافي عامر حمدان أن " شباب كُثر دخلوا على هذه الحرفة لكنها ليست سهلة، فهي تحتاج لفن وتركيز تِرضِي الزبائن". انتعاش سوق الاسكافي وانضمام النخبة إلى زبائنها في أسواق غزة وخان يونس ورفح رصدت DWعربية عاملين بمهنة الاسكافي يستخدمون آلات في محال، وبجانبهم من اتخذ الأرصفة مكانا لمزاوله حرفته بأدوات بدائية كالإبرة والخيط والمسامير. لكن المؤكد أن جميع العاملين في هذه الحرفة شباب في العقدين الثاني والثالث. الغريب أن بعضهم أشار لـDWعربية أن آلات الخياطة الكبيرة الحجم لتصليح الأحذية والحقائب البالية والتي يمتلكها بعضهم قد يصل ثمنها إلى ثمانية آلاف دولار. ويعتبر الاسكافي نعيم أن توقف صناعات الأحذية المحلية ذات الجودة العالية، إضافة  إلى تدني صناعات الأحذية الجديدة كالصينية إضافة لبطالة الشباب، هي أسباب  أنعشت سوق الاسكافي. ويضيف " الزبائن تحضر لنا أحذية وحقائب وصنادل متهرئة ونعيدها كأنها جديدة، لأننا نعمل بحرفية وبإتقان و نستعمل آلات حديثة". ورصدنا نخبه من أوساط مجتمعية مختلفة تُقبِل على الاسكافيين. ووفق الاسكافي حمدان " زبائننا منهم الآن الأطباء والمهندسين والموظفين، كما أشفت غليل الفقراء ومحدودي الدخل".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد
الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة

اخر الاخبار

الجنائية الدولية تندد بالعقوبات الأميركية وتصفها بهجوم على استقلالها
نزوح غير معلن في ضاحية بيروت يثير تساؤلات حول…
اليونيفيل تعثر على نفق وذخائر جنوب لبنان وتسلّمها للجيش…
مصر تكثّف مساعي التهدئة في غزة مع اقتراب إسرائيل…

فن وموسيقى

تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…

أخبار النجوم

وائل كفوري يستقبل ابنته الأولى من شانا عبود ويختار…
رسالة مؤثرة من زوجة محمد رحيم في عيد ميلاده…
رابح صقر ينعى ابن شقيقته برسالة حزينة ومؤثرة
آمال ماهر تكشف موقفها من العودة إلى لأي علاقة…

رياضة

فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…
محمد صلاح يصنع التاريخ كأول لاعب يفوز بجائزة أفضل…
محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
فيفا يعلن تفاصيل كأس العالم للأندية للسيدات

صحة وتغذية

عادة بسيطة تساهم في تقليل الكوليسترول وتعزيز صحة القلب
الكيتامين لا يعالج الألم المزمن وتحذيرات من آثاره النفسية…
علماء يبتكرون علاجاً ثورياً للسرطان يجمع بين البكتيريا والفيروسات…
فحص دم مبكر يكشف سرطان المبيض بدقة ويمنح أملا…

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة تدمير اثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها…