القاهرة - أ ش أ
انتقد رئيس دار الكتب الأسبق والأستاذ بكلية الآداب؛ جامعة حلوان، الدكتور زين عبدالهادي أساليب اختيار الفائزين بجوائز الدولة، مشيرا إلى مجموعة من العوامل تؤثر على قرارات المجلس الأعلى للثقافة بهذا الشأن، ومنها على سبيل المثال أن نصف من يختارون الفائزين هم من مؤسسات تابعة لوزارة الثقافة.
وأضاف: هذا يعني أن أى شخص يتم ترشيحه من الوزير أو هذه المؤسسات سيتم اختياره مباشرة، وبالتالي يغيب منطق الكفاءة، لأن النصف الآخر مختلف بطبيعة الحال حول من هو الأحق بالفوز بالجائزة، وبالتالي تذهب الجوائز لمن استطاع أن يلتصق بالمؤسسة الحكومية وهو ما يمثل إجحافا ما بعده إجحاف بالكفاءة والإبداع.
وأوضح أن هناك مشكلة أخرى تكمن في من يركض خلف الحصول على الجائزة والقيام بتربيطات لا تتناسب وجلال الهدف منها، وهو ما يدفع كثيرا من المبدعين إلى النأي بأنفسهم عن قبول جائزة قد تنال من تاريخهم الابداعي.
وأكد أن على الدولة أن تنأى بنفسها عن التدخل، بأن تقلل من عدد ممثلي هيئاتها في اختيار الفائزين، وعلى المبدعين إعلاء قيمة الجائزة الأدبية.. هذا النموذج إذا تم تطبيقة أعتقد في تلك الحالة سيعود الوجه القديم البهي لجوائز الدولة؛ هذا الوجه الذي صنعه طه حسين وتوفيق الحكيم وعباس العقاد، كما أعتقد أن علينا أن نرى المعايير التي تنتهجها الدول المتقدمة حتى يمكننا أن نقدم جوائز تلتزم بالحيدة، وتجعل المبدعين يثقون مرة أخرى في نوايا الدولة، وإيقاف مسلسل تدهور الإبداع في مصر بإعطاء من لا يملك من لا يستحق، واستكمال مسيرة شفافية جوائز الدولة بإعلان تقارير التحكيم للجوائز، وإعلان الأصوات وعددها وإلى من ذهبت، وذلك على الملأ، ومن خلال قنوات الإعلام المختلفة، لأن الجوائز إن أصبحت حدثا وطنيا منضبطا وشفافا، فإن ذلك سيعني إشارة كاملة للجميع بانضباط الدولة وإنهيار بؤر الفساد فيها!