الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
المهندس حسن ابراهيم سمعون

حمص ـ سانا

حسن ابراهيم سمعون شاعر سوري يحمل فنا ثقافيا وفكريا وأدبيا التزم قضية الوطن والإنسانية وخاطب بملكته الشعرية والفكرية العقل والوجدان البشري للارتقاء بهما وفق فلسفته الأدبية الخاصة المطعمة بالوزن والموسيقا.
أؤمن برسالة الفن والأدب وبأن غايته الإنسان ولو كان فردا واحدا.. بهذا بدأ الشاعر حديثه لـ سانا موضحا أن تعدد اختلاف الشرائح الاجتماعية والثقافات يؤدي إلى اختلاف اللغة الأدبية وطرق بناء النص فمثلا يصعب أن نؤبن شهيدا بقصيدة نثر أوقصيدة تفعيلة رمزية أو تهويمية أو أن نرقص الباليه في عرس شعبي على
نغم المزمار والطبل.
وتابع “إن الموضوع يحكم اللغة ويتطلب لغته الخاصة بحسب نبله وخصوصيته وعموميته وثقافة المتلقي فمثلا بينما نبتعد عن التقريرية والخطابية لكننا نستخدمهما بالأناشيد الحماسية والقصائد الوطنية فالقصيدة الوطنية لا تتحمل تورية وتضمينا وانزياحات كبرى أو ظلالا لدالات نختارها”.
والشعر بالنسبة لـ سمعون هو كل الجماليات الإنسانية التي تدهشه وتطربه كالرقص والرسم والنحت والموسيقا والنثر وغيرها والذي يتحول إلى مصطلحات أقرب إلى الشكلانية كمسميات الألوان الشعرية ومدارسها وقواعدها والتي تصنف وفق خصائصها وميزاتها الناظمة لها وليس وفق المبدأ الجمالي الإنساني مبينا أنه يميل للوزن والموسيقا بالشعر لأنهما برأيه أهم خصائص الشعر وميزاته كتناسق حركات الرقص أو تناغم الألوان في لوحة ما.
ويرى سمعون أن الشعر يتلازم مع الذات الشاعرة واللغة فهو كائن حي يتطور وتتطور وظائفه وتتغير رسائله وفق مقتضى الحالة الإنسانية فلا نستطيع أن نفصل بين الشعر والحاجة الإنسانية لأن لكل شخص أو أمة حالتها الخاصة المتغيرة دوما فالأدب عموما بحالة حراك دائم والحقيقة الثابتة في عالم الأدب والإنسانيات
هي التغيير والتغاير.
والوطن في قلب الشاعر سمعون قضية يحملها ويعيش بها لأنه برأيه أقدس مفهوم توصلت إليه الإنسانية فيصف سورية بعباءة جميلة تقي حر الصيف وقساوة البرد البديعة فيقول “سوريتي قالت كفى .. أسطورتي حرف تعتق حبره..بسبيكة لمت حكايا البوتقة وقصيدتي ..رقص بلا ثوب بلون واحد.. فعباءتي من كل لون شرنقة”.
كما يحاكي الشهيد في أبياته قائلا “يا أيها النسر المحلق في علاك عهدا علينا نقتفي شرفا خطاك.. تاج الثريا يشتهي لثم الثرى.. كرمى لحبات تعطرها دماك.. يا مالك الأجواء يا نسر السما.. إني لذي حجر يناور في مداك”.
ويتعامل سمعون مع الحالة الإبداعية على أنها الأساس الملهم والمثير التي تنقل الى مخبر الشاعر وثقافته فالشاعر بالنسبة له إنسان لكنه مختلف يبكي ويحزن ويحب بصدق ويكذب ليقول الحقيقة بشكل أصدق وأجمل فهو بالتالي انسان ملهمه الإنسان ويكتب لأجله.
ويتميز سمعون بحس شعري فريد يمزج بين بساطة العيش وجزلية الفكر المستوحاة من ثقافة عميقة لدى الشاعر وبرز في ديوان “قصار الصور” الذي يعد تجربة شعرية شبيهة بالقصة القصيرة جدا يتناول النص فيها فكرة أو فكرتين ويعالجهما بشكل درامي عمودي موزون للوصول إلى الدهشة بقفلة مميزة حيث لاقى قبولا كبيرا بحسب سمعون وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي لأن الناس تعودت على الوجبات الشعرية السريعة.
وحول نشر الثقافة والأدب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين سمعون أنها معادلة قائمة بين كل نواحي الحياة والأنشطة الإنسانية من جهة والإعلام من جهة أخرى معتبرا أن الحد المتطور والمتغير فيها هو الإعلام وأشكاله ووسائله فقديما كان سوق عكاظ شكلا من أشكال الإعلام يتجمع فيه الشعراء ويسوقون قصائدهم بيد أن ما وصلنا إليه من الحالة المذهلة من التواصل الإعلامي والإعلاني أتاح لكل إنسان أن يسوق نفسه بسرعة فائقة مشيرا إلى وجوب الحذر من هذا الإعلام لأنه سلاح ذو حدين وربما يفتقر إلى الموضوعية والعلمية لكنه حالة جيدة ومتقدمة وخاصة في زمن ثقافة الصورة وسرعة النشر والوصول.
وختم الشاعر سمعون بالقول “على كل سوري أن يعود للعقل السوري البديع واصالته فنحن صناع التاريخ والفخار والحرف والدولاب والسكر والشراع ولدينا ما نفخر به فحذار من الإحساس بالدونية أو الهزيمة وأهيب بكل ذي قلم أن يستنفره لنكتب قبل أن يكتب المزورون”.
يشار إلى أن الشاعر حسن ابراهيم سمعون من مواليد مدينة حمص عام 1956 خريج كلية الهندسة الميكانيكية له العديد من المشاركات الثقافية والشعرية منها ديوان “إمضاء على الشاهد ومقامات التاسوعاء” وديوان قيد الإنجاز تحت عنوان “الأفق المكسور” وهو قصائد مراثي واخر بعنوان “قصار الصور” مشترك مع شعراء من الوطن العربي إضافة إلى ديوان “مدي المواويل” مع كوكبة من شعراء الجزائر ومعجم مصطلحات شعبية بعنوان “يجب ألا تموت” كما أن للشاعر نصوصا مسرحية منها “الزئير والحذاء” والعديد من المجموعات القصصية والمقالات الأدبية والدراسات النقدية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد
الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة

اخر الاخبار

القوات المسلحة المغربية تُطلق برنامجاً لتحديث أسطول النقل الجوي…
إعادة إنتخاب المملكة المغربية عضواً في مجلس منظمة الأمم…
المغرب يدعو في مجلس حقوق الانسان الى دعم دولي…
الملك محمد السادس يُشيد بالعلاقات مع الرأس الاخضر ويُجدد…

فن وموسيقى

أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…

أخبار النجوم

وائل كفوري يُروج لألبومه الجديد بصورة زفاف غامضة
شيري عادل تعود للدراما بحكاية ديجافو ضمن مسلسل ما…
تامر حسني يكشف عن مفاجأة كبرى لجمهوره في مهرجان…
شريهان تدعم أبطال العرض المسرحي "يمين في أول شمال"

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات
أشرف حكيمي يقترب من سباق جائزة الكرة الذهبية بعد…
ياسين بونو وحكيمي يدخلان التشكيلة المثالية لثمن نهائي مونديال…

صحة وتغذية

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…
شركة مايكروسوفت تعلن عن تقدم غير مسبوق في الذكاء…
دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم

الأخبار الأكثر قراءة