نينغشيا ـ بترا
يبرز الاهتمام باللغة العربية في مقاطعة نينغشيا الصينية (ذاتية الحكم)، بشكل كبير وبتزايد ملحوظ، خصوصا في ظل وجود عدد كبير من المسلمين الذين يشكلون اكثر من ثلث سكان هذه المقاطعة.
واللافت للانتباه وجود عدد كبير من المدارس والجامعات والمساجد والمعاهد التي تعنى بتدريس وتعليم اللغة العربية في هذه المنطقة.
ومن يزور هذه المقاطعة يخيل اليه انه في عاصمة او مدينة عربية اسلامية، حيث معظم الناس يتبادلون تحية الاسلام "السلام عليكم" وباللغة العربية، إضافة إلى سماع صوت الاذان يصدح في كل مكان، في مؤشر على مدى التسامح والتعايش بين الاديان في هذه المقاطعة الجميلة.
ويقول حاكم نينغشيا تسي قوه وينغ، ان المنطقة كانت ممرا لطريق الحرير القديم الذي كان يمر به التجار العرب في حلهم وترحالهم الى الصين، ما ساعد في انتشار اللغة العربية واهتمام الصينيين بتعلمها لتسهيل تعاملهم التجاري مع التجار العرب، اضافة الى ان انتشار الدين الاسلامي في هذه المنطقة دعا ابناءها إلى تعلم اللغة العربية.
وتحظى منطقة نينغشيا بسمعة متميزة فيما يخص تعليم اللغة العربية، حيث يقصدها الطلبة من مختلف مناطق الصين لتعلم اللغة العربية التي توسعت المقاطعة في تعليمها من خلال انشاء اعداد متزايدة من المعاهد والمدارس والجامعات التي تدرس هذه اللغة ومن ابرزها معهد نينغشيا للعلوم الاسلامية وقسم اللغة العربية بكلية اللغات الاجنبية في جامعة نينغشيا وكلية اللغة العربية بتونغشين والمدرسة الكويتية ومدرسة اللغة العربية للبنات ومدرسة وجين للغة العربية والعديد من المعاهد الاخرى.
وتنتشر في شوارع بينشوان عاصمة نينغشيا متاجر ومطاعم واماكن مكتوب عليها أسماء باللغة العربية الى جانب اللغة الصينية.
ويؤكد نائب حاكم مقاطعة نينغشيا وانغ هي شان ان اغلب منتجات نينغشيا من الاطعمة الإسلامية وكل ما يحتاجه المسلمون، ويكتب عليها اسم المنتج والمحتويات باللغة العربية والصينية، كما ان بعض المنازل والمحال تتزين بالخط العربي، حيث يوجد العديد من المتخصصين بفن الخط العربي، كما ان اغلب المطاعم في نينغشيا تقدم طعاما حلالا.
ويقول الشاب تيان شياو ون الذي يتكلم اللغة العربية بطلاقة ويطلق على نفسه اسم عيسى "لقد تعلمت اللغة العربية في المسجد واعمل الان في حكومة مقاطعة نيغشيا واشعر باحترام كبير للدين وللغة العربية وبالاقبال المتزايد على تعلم هذه اللغة".
ويقول امام مسجد ناجياهو زيد الدين تي، ان اللغة العربية تشهد توسعا واهتماما بشكل ملحوظ ومتزايد من قبل جميع فئات المجتمع الصيني، مشيرا الى ان انشاء طريق الحرير الجديد سوف يؤدي الى انتشار اللغة العربية بشكل كبير.
وتقول طالبة اسمها امنة انها مسلمة وتتعلم اللغة العربية لانها لغة القران الكريم واللغة الاجمل بين اللغات رغم صعوبتها، الا انها جميلة وتستحق التعلم علاوة على انها اللغة الرسمية في 22 دولة.
وكانت المفاجأة الكبرى عندما قامت طالبة صينية من كلية الدراسات الاجنبية بجامعة بكين باداء اغنية رائعة للفنانة فيروز امام جمع من الوفود العربية بصوت وبلغة رائعة عكست التمازج الثقافي بين الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق.