القاهرة - المغرب اليوم
أكد باحثون إيطاليون أن النساء يشعرن بمعاناة كبيرة من "متلازمة الزوج المتقاعد"، وهي ظاهرة عالمية، تعاني خلالها المرأة من التوتر والاكتئاب وعدم القدرة على النوم بمجرد أن يتقاعد الزوج عن العمل.
واكتشف الباحثان "ماركو بيرتوني"، و"جيورجيو برونيلل" ومن جامعة "بادوفا" الإيطالية، أن معاناة النساء تتمثل في الشعور بالإجهاد والتعب الجسدي والاكتئاب الحاد، بمجرد أن يتقاعد الأزواج بعد مشوار عمل طويل على مدى سنوات كانا بالكاد يلتقيان.
وركز الأكاديميان بحثهما على اليابان، ولكنهما يقولان إن هذه المتلازمة تؤثر على النساء في أنحاء العالم، حسبما ذكر موقع "ذا لوكال" الأوروبي الإخباري هذا الأسبوع.
وأشار الباحثان إلى أنه بمجرد تقاعد الزوج، يجد الزوجان نفسهما فجأة وجها لوجه، وعليهما أن يستعدا لقضاء وقت طويل معا، وذلك بعد حياة زوجية كل منهما كان بعيدا عن الآخر في شبه قطيعة وكانا يمضيان خلالها وقتا أقل مع بعضهما البعض قبل التقاعد.
وأضاف الأكاديميان، في ورقة البحث، التي نشرها معهد دراسات العمل في بون بألمانيا، أن هذا يمثل تجربة مرهقة للغاية بالنسبة للزوجات اللاتي يجدن أنفسهن فجأة أمام تواجد مستمر لغريب في البيت بالإضافة إلى حمل إضافي من الطلبات.
ورغم أن متلازمة الزوج المتقاعد ليست جديدة ونشرت في السابق، إلا أن هذا البحث الجديد هو أول دراسة متعمقة في هذه الظاهرة الأسرية.
واستبعد الأكاديميان اقتراح أن هذه المتلازمة تؤثر على النساء في اليابان فحسب بسبب الأدوار التقليدية للجنسين في هذا البلد، التي ينجم عنها تفرقة بين ربات البيوت وأزواجهم العاملين.
وأوضحت الدراسة أن الموقف يكون في الحقيقة أسوأ بالنسبة للزوجات العاملات، حيث تبين أن آثار التقاعد تكون أقوى بالنسبة للنساء العاملات اللائي يعانين بالفعل من ضغوط الوظيفة ولديهن وقت أقل للتعامل مع الطلبات الزائدة لأزواجهن المتقاعدين.
وخلصت الدراسة إلى أن الصحة العقلية للرجال يمكن أن تقل أيضا عندما يتقاعدون، الذي ربما يكون له أثر سلبي على سعادة زوجاتهم.
يذكر أن متلازمة الزوج المتقاعد هي حالة إجهاد نفسية جسدية لدى حوالي 60% من الإناث اليابانيات الأكبر سنا، عندما تظهر عند المرأة علامات المرض الجسدي الناجم عن التوتر والاكتئاب كلما يقترب الزوج من سن التقاعد أو يصل إليه. ومن بين هذه العلامات المرضية الأخرى التي تعاني منها الزوجة طفح جلدي، ربو، ضغط الدم المرتفع وقرحة المعدة.