الرئيسية » نساء في الأخبار
لحظة تتويج الملكة كاميلا زوجة الملك شارلز الثالث ملكة على بريطانيا

لندن - ماريا طبرني

شهدت كنيسة دير وستمنستر تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا ملكة بريطانيا الجديدة، وقد واجهت الملكة كاميلا تحديات عدة خاصة على مستوى الشعبية بين البريطانيين. 

في أوائل التسعينيات، عندما تصدرت علاقتها بالملك لأول مرة عناوين الصحف، وُصفت بأنها "المرأة الأكثر كراهية في بريطانيا"، ويصعب تصديق أنها ستُتوج الآن حقاً. لفترة من الزمن، كانت واحدة من أكثر الشخصيات كراهية في وسائل الإعلام البريطانية، وأُلقي باللوم عليها في انهيار زواج تشارلز من ديانا، أميرة ويلز.

لكن في السنوات اللاحقة، خفت حدة عداء الرأي العام لها، وتم قبولها ببطء وعناية كواحدة من أكبر أفراد العائلة الملكية. كانت إيف بولارد محررة صحيفة شعبية خلال الفترة التي سيطرت أخبار زواج تشارلز من ديانا بكل تفاصيله على وسائل الإعلام البريطانية. 

تعرفت لاحقاً على كاميلا من خلال الأعمال الخيرية، وتعترف إيف أن الصحافة بالغت في تناولها لقصة كاميلا لدرجة أنها حولتها إلى بطلة جديدة في الدراما الشعبية. "أعتقد أن ذلك كان قاسيا للغاية. أظن أننا لم نكن نعرف أي شيء حقاً عن زواج تشارلز وديانا. لم نكن نعرف الحقيقة تماماً".

"كانت كاميلا هادئة ولم تتفوه بكلمة واحدة ولم تقل أي شيء لأحد، بل التزمت بما تتطلبه مكانتها". عينت كاميلا مؤخراً ستة من أقدم صديقاتها ليكنّ وصيفات للملكة، والبارونة كارلين تشيشولم واحدة منهن. سيقمن بتنفيذ بعض المهام التي كانت تؤديها وصيفات الملكة الراحلة، مثل دعمها في الفعاليات العامة.

جميعهن وقفن إلى جانبها خلال الأيام الصعبة حين كانت الانتقادات الموجهة لها في ذروتها.
تتذكر البارونة تشيشولم حادثة تقول إنها تظهر مدى قوة شخصيتها.
"اعتدنا ركوب الخيل معاً ولم يكن يمر يوم دون أن تلاحقنا الصحافة. فجأة ظهر المصورون أمامنا مع كاميراتهم". "كانت كاميلا هادئة تماماً، وقالت لهم: إذا سمحنا لكم بالتقاط صورة واحدة، فهل ستدعوننا وشأننا؟".

لكن المصورين لم يتركوها بحالها بشكل عام، وكانوا دائماً ينتظرونها في كل ناصية شارع. وبدلاً من أن تشعر كاميلا بالغضب، كانت تطلب نفس الطلب وتمضي قدماً مرة أخرى.

يقول أصدقاء طفولتها إن الكثير من جوانب شخصيتها ينبع من خلفيتها العائلية التي تتسم بالثقة بالنفس. حيث نشأت في جو ريفي شاعري في ساسكس داونز.

كان الصحفي والمؤرخ ويليام شوكروس يعيش في الجوار، ويقول عن كاميلا وشقيقتها أنابيل أنهما كانتا مستقلتان تماماً: "كان يُسمح للصبيتين بالخروج مع مهورهن إلى الحقول بمفردهن وقضاء الليل خارجاً، مع شطيرة وحقيبة نوم أو بساط فقط".
كان والداها - بطريقتهما الخاصة - قدوتها في الهدوء عندما كان الأمر يتعلق بمواجهة الصعاب.
كان والد كاميلا، الرائد بروس شاند، بطل حرب، وقضى أكثر من عامين خلال الحرب العالمية الثانية أسيراً لدى الألمان. في هذه الأثناء، واجهت والدتها روزاليند شاند، معركتها المؤلمة لفترة طويلة بسبب معاناتها من مرض هشاشة العظام.
في أوائل التسعينيات، كانت كاميلا في حاجة حقيقية للصبر والشجاعة، وكان اهتمام الصحافة بها في نمو متزايد.

في عام 1993 ، نشرت صحيفة "ديلي ميرور" نص محادثة هاتفية حميمة بين كاميلا وتشارلز. أصبحت القصة معروفة باسم "أشرطة السدادات" لأنه في إحدى المكالمات، قال لها تشارلز ليته كان سدادة قطنية لها. كان هناك موقف محرج جديد عندما قالت الأميرة ديانا لبي بي سي أن "هناك ثلاثة أشخاص في هذا الزواج".

من جانبه، قال تشارلز إن علاقته العاطفية مع كاميلا لم تبدأ إلا بعد انهيار زواجه لدرجة غير قابلة للإصلاح. في عام 1994، بدأت كاميلا وزوجها الأول، أندرو باركر بولز، إجراءات الطلاق. وبعد مرور عام، فعل تشارلز وديانا نفس الشيء.

ومرت خمس سنوات أخرى حتى شوهدا معاً كزوجين. بدأ الموقف العام تجاه كاميلا يتغير خلال تلك الفترة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تعيين مارك بولاند في القصر الملكي في عام 1997

كان رسمياً نائباً للسكرتير الخاص، لكن مهمته الرئيسية كانت المساعدة في إصلاح الصورة العامة المضطربة لكل من تشارلز وكاميلا. وبعد ست سنوات من الظهور الأول معاً في فندق ريتز بلندن، تزوجا في نهاية المطاف.

في مذكراته المعنونة باسم "سبير"، انتقد الأمير هاري، ابن الملك تشارلز، ما اعتبره آنذاك حملة لتغيير موقف الرأي العام من كاميلا.
لكن مدير العلاقات العامة السابق لديها جوليان باين، قال إنها لم تحبذ إطلاق حملة علاقات عامة لتحسين صورتها ومكانتها لدى الرأي العام، بل كانت تفضل ببساطة لقاء الناس والسماح لهم بالتعرف عليها واتخاذ قراراتهم وتكوين أرائهم بأنفسهم.

يقول باين: "أعتقد هذا هو ما شاهده الناس. لقد تمكنوا من الحكم عليها من العمل الذي قامت به خلال السنوات الـ 17 الماضية، بدلاً من الانشغال كثيراً بما حدث منذ فترة طويلة".

ما حدث منذ فترة طويلة لا يزال جزءاً من قصة الملكة القرينة، لذلك يعتقد أصدقاؤها أنها الآن مهيأة تماماً لأداء دورها كملكة. لم تكن حياتها مثالية، بل مليئة بالتحديات والمتاعب.

أصبحت الشخصية التلفزيونية المعروفة، كريغ ريفل هوروود، الذي كان يرأس لجنة تحكيم برنامج (Come Dancing ) صديقاً لكاميلا، من خلال العمل الخيري لمحاربة مرض هشاشة العظام.

يقول إن منبتها العائلي يجعلها تظهر أكثر واقعية من بعض أفراد العائلة الملكية: "الشيء الذي يميز كاميلا هو أنها عاشت حياة صعبة وواجهت تحديات كبيرة لتتغلب عليها، وكانت جسورة جداً في إخبار الناس عن نفسها شخصياً".
قد يعود بعض الفضل لتشارلز في تغيير موقف الرأي العام من كاميلا، حيث أظهر السعادة التي تكتنف زواجهما بشكل واضح منذ 18 عاماً كلما سنحت له الفرصة. في كل خطاب عام تقريباً كان يشير إليها على أنها "زوجته الحبيبة".

تعرف الممثلة دام بينيلوبي كيث، الزوجين الملكيين منذ عقود. وتصف كاميلا بأن لها "تأثير مهدئ رائع" على الملك. "إنه يستمتع بشراكتها، لا أقول إنها غيرته، لكنه مرتاح للغاية وهو الآن مدعوم للغاية". حمل لقب الملكة في سن 75 يستوجب حمل العديد من المسؤوليات.

لا يرى كريغ ريفيل هوروود، أن تشكل مسألة العمر مشكلة لديها: "لقد احتفلت للتو بعيد ميلادها الخامس والسبعين، لكنها تبدو وكأنها في الـ 25 من عمرها، إذ أنها لا تزال تريد النهوض والرقص وما زالت ترغب بدعم كل جمعياتها الخيرية.
يعتقد جوليان باين أنها ستجلب رؤية جديدة عندما تصبح ملكة: "لقد عاشت 57 عاماً في العالم الحقيقي، بالتأكيد عالم من الامتيازات، لكنها تعرف الفرق بين العالم الملكي والحياة اليومية، وأعتقد أن قدرتها على الجمع بين العالمين مهم للغاية".

تقول بينيلوبي كيث: "أتمنى ألا تضطر للوقوف على قدميها لفترة طويلة، سيكون الأمر متعباً للغاية، أليس كذلك؟".
ستتأكد البارونة تشيشولم من راحة كاميلا أثناء وجودها في الكنيسة خلال كل مراحل التتويج.
ستكون تجربة وضع تاج الملكة ماري على رأس صديقتها، مؤثرة للغاية. "أعتقد أنني سآخذ الكثير من المناديل معي، فأنا من النوع الذي يبكي حتى عند سقوط قبعة الرأس، فما بالك برؤية صديقين يقومان بمثل هذا الدور، سيكون الموقف عاطفياً حقاً".  

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الملك تشارلز والملكة كاميلا في موقع مسابقة "يوروفيجن"

قصر باكنغهام يُعلن إصابة الملكة كاميلا بفيروس كورونا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المدعية العسكرية الإسرائيلية السابقة رهن التحقيق بعد فضيحة "سديه…
وزارة الداخلية السورية تكشف حقيقة اختطاف 42 سيدة منذ…
الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب
ميغان ماركل تطلق شموعاً جديدة برائحة منزل عائلتها في…
فائزة رفسنجاني تُثير الجدل مجدداً وتؤكد أن والدها تم…

اخر الاخبار

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
كتائب القسام تعلن تسليم رفات رهينة جديد في خان…
الأمم المتحدة تحذر من استعدادات لمعركة جديدة في كردفان…
الأمم المتحدة نحو مئة حالة اختطاف أو اختفاء في…

فن وموسيقى

أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…

أخبار النجوم

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل…
هالة صدقي تعبرعن سعادتها بتكريمها في مهرجان VS للأفلام…
ياسمين صبري تدعو لاستعادة الثقة بعد إفتتاح المتحف المصري…

رياضة

رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
إصابة أشرف حكيمي تبعده عن الملاعب وتثير القلق حول…

صحة وتغذية

بعض الأدوية الشائعة المستخدمة يومياً تؤثر سلبا على فعالية…
الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

الأخبار الأكثر قراءة

طرد نائبة نيوزيلندية من البرلمان خلال نقاش حول اعتراف…
فارسين أغابكيان تثمن دور السعودية في الاعترافات بدولة فلسطين
ميلوني تدعو إلى صعود اليمين المحافظ في أوروبا وتؤكد…
المغربية خديجة بندام أول امرأة تتولى رئاسة المجلس الدولي…
ماكرون وزوجته يلجآن إلى القضاء الأميركي بأدلة فوتوغرافية وعلمية…