الرئيسية » نساء في الأخبار
أسماء شوعة

الرباط - المغرب اليوم

حلمت أسماء شوعة بأن تصير مصممة تضفي مزيدا من الجمال على المعمار، لكنها عدّلت مسارها كي تغدو متألقة في مجال آخر، واضعة اسمها بين المتألقين في تدبير الموارد البشرية.

شارفت شوعة على إكمال أربعة عقود من العيش في ألمانيا، البلاد التي احتضنتها وهي رضيعة، لكن انتماءها إلى المغرب لم يفارقها في نشأتها، مثلما لم يغب عن خططها المستقبلية.

قرية أركمان

ازدادت أسماء شوعة سنة 1978 في جماعة قرية أركمان الساحلية بمنطقة الريف، ضمن الحيز الترابي لإقليم الناظور؛ وضمن هذا الحيز الجغرافي المغربي عاشت سنتين فقط.

تقول شوعة إنها رافقت أسرتها نحو ألمانيا لدواع اقتصادية، بعيدا عن "قبيلة كبدانة" التي تنتمي إليها، لكن الوصال مازال مستمرا مع العائلة في "قرية أركمان" رغم البُعد.

تحافظ أسماء على هويتها الأصلية، حريصة على استعمال "تاريفيت" في الحديث بطلاقة؛ وذلك بفضل الدور الكبير لأبيها وأمها من أجل صيانة التعابير ذات الصلة بالوطن الأم.

تكوينات متسلسلة

تعتبر أسماء شوعة أن تمدرسها مرّ بكيفية سلسة، مستفيدة من هجرتها صغيرة وما أتاحه هذا المعطى من تعلم اللغة الألمانية باكرا، دون أن تلاقي أي عثرة في تحقيق الاندماج.

تحصلت "ابنة الريف" على شهادة الباكالوريا لتنتقل إلى طور التعليم العالي، مراكمة تكوينات تلو الأخرى بغية استجماع المدارك في ميادين شتى تستهويها، أبرزها التدبير الإداري.

وحرصت شوعة، خلال هذه المرحلة، على الجمع بين العمل والدراسة لتحقيق استقلال مالي وتقوية شخصيتها في "فرانكفورت"، إذ كانت تخصص النهار للاشتغال والمساء للدراسة.

الموارد البشرية

تمكنت أسماء شوعة من الحصول على فرصة عمل بدوام كامل قبل اكتمال العشرية الأولى من الألفية الجارية، ملازمة الشق الإداري لشركة كبرى متخصصة في الميدانين الكيماوي والصيدلاني.

وتقول شوعة: "أعطاني هذا الموقع الوظيفي فرصة لتطبيق ما تعلمته نظريا، وقد ركزت على تدبير الموارد البشرية عموما، واستقدام المستخدمين الجدد الذين يتوفرون على القدرات المطلوبة".

استغرقت هذه التجربة المهنية 14 سنة من حياة أسماء، ما جعلها متوفرة على خبرة ميدانية وازنة في حل المشاكل ذات الصلة بالأطقم البشرية، من جهة، والتنقيب عن أطر مميزة، من جهة أخرى.
خطوة استثمارية

قررت أسماء شوعة الاستثمار في الخبرة التي استجمعتها بدل الاكتفاء بالعمل أجيرة، ولتحقيق ذلك بادرت إلى خلق شركة مقدمة لخدمات في توفير المستخدمين لشركات بعينها، دون مغادرة "فرانكفورت".

وتكشف خبيرة الموارد البشرية نفسها أنها تحوز عقودا مع مؤسسات متعددة للتنقيب عن أياد عاملة خبيرة تحتاجها، وأن غالبية المهام التي تتعاطى معها تتصل بالتكنولوجيات والكيمياء والصناعات الدوائية.

"ننقب عن بروفايلات في ألمانيا، كما يمتد نشاطنا إلى ما وراء حدود البلد، بأوروبا وإفريقيا. ويتواجد المغرب بين الدول التي نحرص على جلب مستخدمين منها"، تقول شوعة عن النشاط المتصل بشركتها.

الفرصة الألمانية

تستند أسماء شوعة على العقود الأربعة التي عاشتها في ألمانيا لتشدد على أن هذه البلاد الأوروبية توفر الفرص للذين يبحثون عنها، خاصة في ميدان العمل، وتخيرهم بين سبل عديدة لبلوغ ما يريدون.

وتفسر المتحدثة أيضا بتنصيصها على أن "الفرص في جمهورية ألمانيا الفيدرالية لا ترتبط بالميسورين فقط، بل بحزمة من السياسات العمومية التي تفتح أبواب التميز أمام المميزين بالفطرة ومستجمعي خبرات بالاكتساب".

كما تبين شوعة أن واقع الحال لا يدل على أن الطريق تكون مفروشة بالورود أمام العابرين، لكنها تعطي فرصة للطموحات والعزيمة كي تلعب أدوارا مفصلية في تحديد معالم مستقبل الأفراد والجماعات.

مراعاة التقاليد

عملت أسماء شوعة، خلال مسارها في ألمانيا، على مراعاة التقاليد الحاكمة لتعامل أسرتها الصغيرة، مقرّة بأن النظرة المغربية إلى النساء حددت سلوكياتها الاجتماعية المقبولة على الدوام.

وتردف المنتمية إلى صف الجالية المغربية في ألمانيا بأنها ابتغت، في السابق، أن تصير مصممة في المجال المعماري، لكن معارضة أبويها جعلتها توقن بأن الحياة لا تسير بالطريقة التي تبتغيها.

"أنتمي إلى أسرة تعتبر الإناث أمانة بين أيديها، ما يجعلها تخص البنات بحراسة مفرطة. تلك هي ثقافتي الأمّ التي جعلتني أبحث عن مسار نال قبول والدَي، وبهذا اتجهت صوب ما يلائم"، تزيد أسماء.

تخطيط في المغرب

تفكر أسماء شوعة في افتتاح شركة بالمغرب من أجل استقطاب الشغيلة التي تحتاجها ألمانيا، مراهنة على النجاح في هذا الاشتغال بعد انتهاء دراسة الجدوى، قريبا، والانطلاق في الأجرأة.

لا تربط الخبيرة التدبيرية تطلعاتها المغربية بالاستثمار فقط، بل تعلن أنها تحمل أفكارا اجتماعية لمساعدة الطبقة الهشة في وطنها الأم، وفي "قرية أركمان" ونواحيها على وجه الخصوص.

وتسترسل شوعة: "لا أنسى أني مهاجرة مغربية في ألمانيا. وإن كنت قد عشت في وضع جيد فإني أحس بدَين تجاه فقراء بلدي الأصلي، وأرغب في تقديم العون في التمدرس ودعم الاستشفاء".

الأحلام والعزيمة

ترى أسماء شوعة أن الرعيل الحالي من الشابات والشبان المغاربة مدعوون إلى التمسك بالدراسة حتى ينجحوا في تجاوز الموانع التي تعيق تقدمهم صوب الأفضل، كما هم مطالبون بمعرفة ما يبتغون فعلا.

كما تعتبر المستقرة في "فرانكفورت" أن نسج الأحلام يعد إيجابيا دون أن يكون كافيا؛ إنما ينبغي الاستناد على تخطيط دقيق يعبد السير نحو هذه الأحلام كي تصير واقعا، مع ميل المرء إلى ما يحب حقا.

"هناك أناس كثر يستعجلون جني الثمار ويسلكون الطرق الأقصر والأسهل، لكنهم يجدون ذواتهم تائهة في مستنقعات لا مخارج لها، خاصة أولئك الذي يختارون إرضاء الغير على حساب مستقبلهم"، تختم أسماء شوعة.

قد يهمك ايضا :

نقص الموارد البشرية يخيم على منظومة التكوين المهني في المغرب
مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية يُعيّن تركي الجعويني مديراً عاماً للصندوق

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأميرة للا حسناء تُمثل الملك محمد السادس في مؤتمر…
نادية فتاح العلوي تؤكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار…
الطبيبة ألاء النجار تفجع بمقتل أطفالها وزوجها بعد قصف…
الأميرة للا حسناء تترأس الدورة الأولى للمجلس الإداري لمؤسسة…
تصريح قديم لإلهان عمر يعيد الجدل حول التطرف اليميني…

اخر الاخبار

البرهان يوافق على هدنة أسبوع في الفاشر دعماً لجهود…
ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب…
الحكومة المغربية تُصادق على مشروع قانون إحداث الوكالات الجهوية…
مصطفى بايتاس يكشف أسباب التأجيلات المتواصلة لجائزة المجتمع المدني

فن وموسيقى

نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…
سامو زين يكشف السبب الحقيقي لابتعاده عن الوسط الفني

رياضة

كأس العالم للأندية انطلاق برازيلي وهيمنة أوروبية وثلاث نهائيات…
فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة

الأميرة للا حسناء تترأس الدورة الأولى للمجلس الإداري لمؤسسة…
تصريح قديم لإلهان عمر يعيد الجدل حول التطرف اليميني…
وفاة إينا كانابارو لوكاس أكبر معمرة في العالم عن…
كامالا هاريس تتهم ترامب بمحاولة نشر الخوف لإسكات من…