الرئيسية » أخبار المرأة

لندن ـ وكالات

ربما يكون من الغريب ان تصبح منطقة ساندرلاند الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لبريطانيا ملاذا للناشطة الليبية مجدولين عبيدة البالغة من العمر 25 عاما التي اضطرت الى الفرار من بلادها ومن الثورة التي شاركت فيها. وحصلت عبيدة، التي كانت تشارك في تقديم الامدادات للثوار الذين يقاتلون القذافي، على اللجوء في بريطانيا مؤخرا.واصبحت الآن المدينة الواقعة على ساحل بحر الشمال، والتي لا تعرف فيها أحدا، بمثابة وطن مؤقت بالنسبة لها.وتتضح المفارقة حين تقول "امر سئ للغاية ان تخاطر بنفسك وان تبذل قصارى جهدك من اجل هذه الثورة، ثم في النهاية تضطر الى مغادرة البلاد لأنها لم تعد مكانا آمنا لك."واضافت "خلال الثورة كان الجميع في حالة اتحاد، الجميع كانوا يتعاونون، لكن الوضع الان اصبح صعبا للغاية."كانت عبيدة، وهي ابنة محامي، قد نشأت في مدينة طرابلس على ساحل البحر المتوسط.وعندما اندلعت الانتفاضة التي اطاحت بحكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي حكم البلاد لإحدى واربعين سنة، في فبراير/شباط، غادرت البلاد في البداية الى العاصمة المصرية القاهرة ومنها الى العاصمة الفرنسية باريس في مهمة تقضي بالترويج لحملة ضد نظام الحكم الليبي والمساعدة في تنظيم امدادات الغذاء والدواء للمعارضين في ليبيا.وبعد سقوط طرابلس في ايدي المعارضة في اغسطس/آب، عادت عبيدة الى ليبيا للعمل من اجل حقوق المرأة، لاسيما للمطالبة بوضع حق المساواة في الدستور الجديد.ومثلها كمثل النشطاء الاخرين ساورها القلق ازاء ما شهدته من تنامي نفوذ الاصوليين الاسلاميين. وشعر الكثيرون بالقلق، على سبيل المثال، عندما استخدم مصطفى عبد الجليل في اكتوبر/تشرين الاول، وهو وجه ثوري معروف دوليا ورئيس المجلس الوطني المعارض، خطابه الاول بعد الاطاحة بالقذافي للسماح للرجال بتعدد الزوجات. وقالت عبيدة "كانت صدمة لنا جميعا. ليس هذا ما سعينا اليه في الثورة، لم نسع لزواج الرجل من اربع نساء. اردنا المزيد من الحقوق،ولم نرد اهدار حقوق نصف المجتمع."وخلال زيارتها لمدينة بنغازي، مهد الانتفاضة وثاني اكبر المدن الليبية، في صيف العام الجاري اعتقل افراد ميليشيا مستقلة عبيدة مرتين.وهذه الميليشيات، من بينها تلك التي احتجزت عبيدة، تشكلت في البداية من اجل محاربة القذافي لكنها انتهجت بعد ذلك نهجا اسلاميا متشددا.كما تعطل مؤتمر المرأة الذي حضرته عبيدة، والذي ساهمت بريطانيا في تمويله، على يد مسلحين. واقتيدت عبيدة على يد افراد الميليشيا في غرفتها بفندق واحتجزت، ثم اطلق سراحها قبل ان تختطف مرة اخرى في اليوم التالي وتحتجز في سجن بقاعدة احدى الميليشيات. وقالت "دخل احدهم وبدأ يركلني بقدمه، ثم بدء يضربني ببندقيته وقال لي (سأقتلك وسأدفنك هنا ولن يعرف احد طريقك)، ونعتني بجاسوسة اسرائيلية وبعاهرة." واضافت "ظل يقول لي (سأقتلك هنا ولن يعرف احد طريقك) واعتقدت انهم سيقتلوني في هذا المكان."ثم افرج عنها بعد ذلك وبدت عليها اثار رضوض جراء الضرب، واتهمتها الميليشيا بالعمل لحساب اسرائيل، وهي تهمة نفتها جملا وتفصيلا، وبناء عليها قررت في سبتمبر/أيلول السفر الى بريطانيا خشية اختطافها مرة اخرى.تعتقد منظمة العفو الدولية، التي أيدت طلبها للجوء الى بريطانيا، ان قضية عبيدة تسلط الضوء على حجم الفوضى في ليبيا الجديدة.وقالت ديانا الطحاوي، الباحثة في منظمة العفو الدولية لمنطقة شمال افريقيا، "قضية مجدولين تجسد بالفعل حجم السلوك الذي نرصده ونوثقه منذ سقوط نظام حكم القذافي، اذ تعمل الميليشيات المسلحة خارج السيطرة تماما. وهناك المئات منهم في شتى ارجاء البلاد يعتقلون الناس بدون اوامر ويعذبونهم."واضافت "هناك اناس توفوا جراء التعذيب، فخلال زيارتي الاخيرة لليبيا في سبتمبر/ايلول قابلت في احد الايام ثلاث اسر توفى ذويهم تحت وطأة التعذيب في الاعتقال في نفس اليوم."وقالت "يحدث كل ذلك في الوقت الذي لا ترغب فيه الحكومة بل تعجز ايضا عن كبح جماح الميليشيات في البلاد."يذكر انه في سبتمبر/أيلول طالبت جموع غاضبة في بنغازي اجتاحت قواعد للميليشيات بانهاء فوضى الألوية المسلحة. جاء ذلك في اعقاب اتهامات بتورط البعض في الهجوم على القنصلية الامريكية واغتيال السفير الامريكي كريس ستيفينس.وتعهدت الحكومة الليبية الجديدة التي اقسمت اليمين مؤخرا بالسيطرة على الميليشيات.وقال صلاح مرغني، وزير العدل الليبي الجديد، والمحامي السابق لحقوق الانسان، لبي بي سي "نحتاج الى وضع حد فوري لانتهاكات حقوق الانسان لاسيما في السجون الليبية ومراكز الاعتقال. انها مشكلة تواجهنا، نحن لا نخجل منها ولا ننكرها، نعلم ان لدينا مشكلة كبرى، ولدينا الارادة لانهاء ذلك." تقول بريطانيا، التي انفقت مئات الملايين من الجنيهات على العملية العسكرية التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي، وإن قلقا يساورها بشأن انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا مع التأكيد على احراز تقدم في الديمقراطية، لاسيما اول انتخابات في غضون نحو نصف القرن. وقال اليستير بيرت وزير بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لبي بي سي "يساورنا قلق، لكننا سنتعاون مع حكومة لديها اهتمام ايضا. نسعى للتأكد على تقديم النصح لوزارات بعينها – وزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع – بشأن قضايا حقوق الانسان." واضاف "ننهض بتدريب الافراد وانفاق الاموال على مشروعات لتهيئة الفئات القادرة على فهم مبادئ حقوق الانسان وتفعيل مهامهم. لذا نسعى الى التحلي باستراتيجية الفكر اثناء تقديم المساعدة والتعاون مع اناس يدركون انه على الرغم من انهم يحرزون تقدما، فمن الواضح ان لديهم العديد من التحديات بعد اربعين عاما." وتعتقد بعض ناشطات حقوق المرأة امثال الناشطة سارة مازيق لدى حملة (نساء من اجل ليبيا) ومقرها لندن ان المرأة تحقق انجازات كبيرة الان مقارنة بالوضع اثناء فترة حكم القذافي وقالت "هناك 33 سيدة في البرلمان، ووزيرتين في الحكومة، وبالنسبة لمجتمع محافظ مثل ليبيا، اعتقد ان الصور الشاملة اشبه بمعجزة."غير ان مغدولين عبيدة لا تقبل هذه الفكرة، وتعرب عن شكرها لبريطانيا لتقديمها حق اللجوء لها وتؤكد انها ستباشر حملتها بأمان من بريطانيا.وتعتقد انها ان عادت الى ليبيا، فلن يتيح لها الميليشيات فرصة ثانية، وقالت "ان اعتقلوني مرة اخرى، انا واثقة بانهم لن يطلقوا سراحي."

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عبارات لا تقوليها لابنك الذي رسب في الامتحان
كارولين ليفيت أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض تكشف عن…
الخارجية الفلسطينية تطالب بحماية المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال…
معلومات عن المنطقة التي احتجزت فيها حماس الأسيرات الإسرائيليات…
شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب…

اخر الاخبار

وزير الخارجية المغربي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين
مسؤولون يعتبرون استعادة قاعدة باغرام بداية لغزو جديد لأفغانستان
استئناف مناورات بحر الصداقة بين تركيا ومصر بعد انقطاع…
حماس لاسرائيل اسراكم موزعون داخل غزة ولن نحرص على…

فن وموسيقى

ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…

أخبار النجوم

أحمد مالك وهدى المفتي يتعاقدان علي «سوا سوا»في رمضان…
أنغام تعلن عن مفاجأة لجمهورها قبل حفلها في "ألبرت…
وفاء وآيتن عامر تُصدمان قبل عرض مسرحيتهما الخليجية بساعات
دينا الشربيني تكشف كواليس طريفة في فيلم "درويش" وعمرو…

رياضة

اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الاطباء في توقع مضاعفات العمليات الجراحية
منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…

الأخبار الأكثر قراءة

كيت ميدلتون تسرق الأضواء بتصرفاتها العفوية الساحرة
عبارات لا تقوليها لابنك الذي رسب في الامتحان