أشارت مقدمة برنامج "القاهرة اليوم" على شبكة أوربت الإعلامية رانيا بدوي، إلى حديث كل وكالات الأنباء والصحف العالمية خلال الأيام الماضية عن قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، والكل يتحدث عن التحذير الذي وجهته إيطاليا لمصر على لسان وزير خارجيتها في مجلس الشيوخ الإيطالي وكان مفاد هذه الرسالة أنه لو لم تتخذ مصر إجراءات حقيقية تجاه الكشف عن الجناة ستكون لإيطاليا إجراءات فورية ومتناسبة مع الموقف، وهذا أول تصريح من إيطاليا يحمل تحذيرا رسميا، وهذا التحذير له دلالات كثيرة ويضع مصر في موقف لا تحسد عليه .

وانتقدت بدوي تعامل الدولة مع هذه الأزمة قائلة " وجدنا أن من تولى القضية منذ البداية هو المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية وبعض من وزارة الخارجية، ولكن المتصدر الأساسي كانت وزارة الداخلية، وكان من المفترض أن يكون المتصدر لهذه الأزمة مجموعة بها ممثل من الخارجية وممثل من جهة أمنية وممثل عن أحزاب سياسية ، ولكن على ما يبدو أن مصر لم تستشعر الخطر منذ البداية وتعاملت مع القضية باستهتار لأنه منذ اللحظة الأولى لم يكن أحد يتصور أن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة، في حين أن خبراء العلاقات الدولية والأحداث المشابهة كانوا يؤكدون أهمية عدم التعامل مع مثل هذه القضايا باستخفاف" .

وأضافت أن التخبط الشديد الذي حدث في قضية ‫‏ريجيني دليل على أننا  دولة غيرمدربة على إدارة الأزمات؛ وهذا ما أدى إلى موقفنا السيئ الآن، ونحن الآن في ورطة، فهناك اتجاهات داخل مجلس الشيوخ في إيطاليا لقطع العلاقات مع مصر، والبعض يتجه لسحب السفير الإيطالي من مصر اعتراضا على الموقف .

والإعلامية إلى أن استثمارات إيطاليا في مصر تقدر بنحو مليار ونصف تقريبا في مشروعات الاستزراع السمكي وطرق الري الحديثة ونحو 45 مليون يورو قروضا ميسرة لصناعة الجلود والأثاث، فهل كل هذه الاستثمارات ستتأثر بهذه الأزمة؟

واستطردت " ... ومما هو جدير بالذكر أن برنامج الحكومة لا يحتوي على خطة واضحة لسياسيتها الخارجية؛ وهذا يعني أن اهتمام الحكومة في تحقق العدالة الاجتماعية وتنشيط السياحة ورفع الأجور والقضاء على البطالة وتخفيض عجز الموازنة ليس منفصلا على الاطلاق عن علاقتك بالخارج، وأن توتر العلاقات الخارجية سيؤثر بالسلب على هذه الاستثمارات، لأنه لن تحدث أي استثمارات للدولة في توقيت تقوم الدولة بمحاكمة 9 أطفال بتهمة ازدراء أديان وهجوم الصحف الإيطالية اليوم علينا، التي تتحدث عن حالات الاختفاء القسري في مصر وتقارير عن تردي حقوق الإنسان بها "

ووجهت رانيا بدوي انتقادا كبيرا للحكومة بسبب الارتفاع غير المبرر لفواتير الخدمات مثل الغاز والكهرباء والمياه ، وأن الأسعار والشرائح ارتفعت دون إبلاغ الناس بذلك رغم ما صرح به بعض المسؤولون أن الفواتير ستزيد على الشرائح العالية فقط، ولكن هذا غير صحيح لأن الأسعار ارتفعت على الجميع . مضيفة " الناس كلها بتصرخ من فوايتر الغاز والكهرباء، والغريب أن وزير الكهرباء يصرح بأن زيادة الاستهلاك هي سبب ارتفاع الفواتير ، إزاي واحنا لسة في شهر 4 وماشغلناش التكييفات ، ولماذا يصر المسؤولون على عدم فرض أي زيادة في الأسعار والمواطنون يصرخون كل يوم من ارتفاع فواتير الخدمات؟".

وأكدت أن هناك تصريحا من أحد المسؤولين في الدولة بأن أسعار الغاز ارتفعت بنسبة 500% وهذا لا يستطيع أن يتحمله الفقراء . لافتة إلى أن النائب محمد الغول صرح بأن وزارة الداخلية قامت بدورها على أكمل وجه في التعامل مع قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني؛ فقد علقت قائلة " قد يسمح لأي مواطن عادي أن يقول ذلك ولكن لا يصح أن يصرح أي نائب برلماني بذلك لأنه حينما يخرج أحد النواب ليقول هذه التصاريح كان يجب أن يسبقها استدعاء لوزير الداخلية أمام البرلمان للاستماع له والوقوف على الملابسات وسير التحقيقات؛ وبناء عليه يخرج النائب ليصرح بذلك".